لا ينصاع عادل حسين، عشريني، إلى العروض التي تقدمها شركات المحمول في مصر، ولا يهتم بفهم ما يدور بها، إذ لم يسبق له الاشتراك في أي منها، سوى أنه لديه باقة إنترنت ومكالمات فقط شهرية يدفع لها 70 جنيهًا وتكفيه طوال الشهر.

إلا أنه فوجئ بعرض كان لافتًا لانتباهه من الشركة، جاءه في هيئة رسالة قصيرة تؤكد له أن هناك باقة أكبر من باقته للإنترنت بنفس التكلفة التي يدفعها شهريًا، ما عليه سوى إدخال بعض الأكواد لينال العرض، وهو ما فعله بالضبط. 

فوجئ عادل بأن الباقة تنتهي بعد 20 يومًا رغم أن استهلاكه لم يزد، وظن أنه مجرد شهر عابر، فقام بشحنها من جديد على ذات العرض، وفوجئ في اليوم التالي بأن لديه رسالة تخبره باستهلاك 50% من باقته في يوم واحد.

حين تواصل مع الشركة اكتشف أنها لم تطرح أي عروض، وأن ما حدث هو استغلال نصابين لاسم الشركة، وعرف من بعدها السبب هو "تهكير هاتفه": "كان كأن شخصا آخر يقوم باستخدام الهاتف معي".

حماية المستهلك تحذر

علم «عادل» وقتها أنه وقع ضحية للعروض الوهمية التي تقوم بها بعض شركات المحمول، وهو ما حذر منه جهاز حماية المستهلك المواطنين بعدم الانصياع لأي عروض من شركات المحمول إلا بعد الرجوع للشركة من خلال الأرقام الرسمية المعلنة، والتأكد من صدق وجدية العرض.

ورصد الجهاز العديد من محاولات النصب والاحتيال على المواطنين مستغلين أسماء شركات المحمول وبيانات التليفون المحمول الخاص بالمستهلك، والقيام بعروض وهمية بطرق متقنة بالحصول على امتيازات أو مبالغ نقدية أو منح اجتماعية وغيرها من الإغراءات مقابل قيامه ببعض الإجراءات، والتي تتسبب في وقوعه فريسه للمحتال.

عادل: «العرض وهمى ومحاولة للتهكير»

أوضح «عادل» أنه قام بتزويد باقته من أجل أن تكفيه إلا أن الأمر ظل يتكرر مرارًا حتى تواصل مع محل هواتف متخصص في صد هجمات الهاكر: "كلفني الأمر مزيدا من الشهور للخروج من الأزمة، وكذلك دفع رسوم مثل الرسوم التي دفعت من أجل الاشتراك في العرض الوهمي".

ومنذ تلك اللحظة لا يشترك «عادل» في أي من العروض التي تطرح خشية أن يؤثر الأمر على باقته أو استهلاكه: "مبقتش أشترك في أي عروض أخرى تخص باقات الإنترنت والمكالمات من أي شركة عشان بتطلع وهمية".

شكاوى من شركات المحمول

زادت نسبة الشكاوى في مصر من شركات المحمول بنسبة 170%، وفي العام الماضي فقط تلقى الجهاز 278 ألف شكوى بمتوسط 39 شكوى يوميًا، ووصلت نسبة الحل إلى 91% والتي تتم في 9 أيام فقط.

وقام الجهاز بجهود توعية، منها شن حملات خلال العام 2021 بنحو ألفين حملة في 20 ألف منشأة، وفي العام 2022 أكثر من 9 آلاف حملة في 160 ألف منشأة يتم المرور عليها.

المصدر: بيانات جهاز حماية المستهلك

رحيل: «كانوا هيسرقوا حسابى البنكى»

كان الأمر أكثر خطورة لدى رحيل حامد، 27 عامًا، والتي تهتم بالعروض في الملابس وأدوات التجميل حتى باقات الإنترنت الإضافية، لذلك بمجرد أن رأت رسالة من إحدى الشركات داخلها عروض خاصة حتى قامت بالاشتراك فيها.

تقول: "بعد الاشتراك بالعرض فوجئت برسالة تطلب مني حسابي البنكى من أجل ربطه بالباقة، شككت في بداية الأمر أنها عملية نصب باسم الشركة من خلال ذلك العرض الوهمي ولكني أرسلت رقم حسابي فقط".

حين طالبها المستغل بإرسال كود الفيزا من أجل إتمام العرض بلغ الشك مداه لديها: "تواصلت مع الشركة فعلمت أنها لم تقم بطرح مثل ذلك العرض، وأن ما يحدث عملية نصب أوشكت على الوقوع فيها، لذلك تواصلت مع البنك وقمت بتغيير وتأمين حسابي".