هل يقطع المغرب اليد الممدودة إلى الجزائر؟


لم يكن المشهد العبثي لحفل افتتاح مسابقة رياضية “كأس إفريقيا للمحليين بالجزائر” إلا صورة مصغرة تلخص الأزمة العميقة بين الجزائر والمغرب، الذي دفعه تصلّب موقف قصر المرادية إلى عدم المشاركة في البطولة القارية. في وقت عملت فيه الجزائر على تجهيز حافلة عليها العلم المغربي وكأنما البلاد كانت تنتظر قدوم بعثة أسود الأطلس في صورة أخذت من الهزل والسخرية ما أخذت.

 

حفل افتتاح المسابقة الذي زاغ عن طريق الرياضة إلى درهات السياسة والاستغلال السياسوي، حينما ردد حفيد نيلسون ما نديلا شعارات معادية للوحدة الترابية للممكلة ما رفع منسوب الغضب لدى المغاربة بكل أطيافهم.

 

يد الممدودة..مقطوعة

 

بينما يعرب المغرب صراحة وعلى لسان أعلى سلطة في البلاد عن مد اليد للجزائر للتعاون والتفاهم، يؤكد عبدالحق الساوري الباحث في العلوم القانونية أن الجزائر لا تخفي رفضها أي مصالحة مع المغرب على اعتبار أنها المستفيد الأكبر من حالة الأزمة والاحتقان  عبر تصوير المغرب عدوا داخليا رقم واحد، مضيفا أن النظام هنا يعمل وفق سياسة التدجينوخلق صورة وهمية تسهم في بسط سيطرة الجيش على مقدرات البلد، اعتمادا على تصريف أزمته وتشتيت انتباه العامة من خلال الركوب على تظاهرة رياضية عادية وتحويلها إلى بزار سياسي للنيل من عدو وهمي.

 

واعتبر في حديثه لـ”الأيام 24″ أن الجزائر تجدد غير ما مرة رفضها رفضها لأيّ مصالحة مع المغرب، آخرها ما صرّح به عبد المجيد تبون في مقابلة مع جريدة لوفيغارو الفرنسية بأن الوساطة غير ممكنة بين بلاده وبين المغرب، وإن قطع العلاقات “كان بديلاً عن الحرب”، فيما كان ملك المغرب محمد السادس قد بعث إشارات ودية للجزائر في خطاب العرش لهذا العام، داعيا الرئيس الجزائري للعمل لأجل إقامة علاقات طبيعية. موضحا أن الفرق واضح في مسألة تدبير الخلاف بين البلدين.

 

وبحسب المتحدث فمجموعة من المباريات الدبلوماسية الحارقة التي كسبها المغرب خلال الثلاث سنوات الماضية، سواء الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أو التحول في مواقف دول كبرى كألمانيا واسبانيا  تسببت بشكل مباشر في رفع منسوب التوتر ورد الفعل الجزائري الحاد الذي يسعى إلى تصوير المغرب كونه عدوا ويشكل تهديدا، بما يشبه خطاب الحرب الباردة التي تعمل على توظيف سردية تقوم على الحشد النفسي والتعبئة ضد خصم خارجي لصرف النظر عن قضايا رئيسة، يعود في جانب منه إلى إنهاء رغبة تطويق المغرب بترسيم وجود الجبهة الانفصالية كأداة على حدوده الجنوبية، ومن ثم النفاذ والولوج إلى المحيط الأطلسي، وهو ما قد يغير موازين القوى في المنطقة ويؤثر سلبا في المغرب.

 

 

وينهج المغرب في علاقته بجيرانه يلتزم الحياد ويتجنب الاضطلاع بالدور السلبي والانفعالات اللحظية، وهذا يعود بالأساس إلى طبيعة النسق السياسي في المغرب ، مما يعني وعيا إستراتيجيا وذاكرة تاريخية تفيده في تدبير العلاقات وتجنيب البلاد الانزلاق إلى مواجهات مباشرة، وهي الخبرة التي قد تنعدم في الأنساق ذات الطابع العسكري، على غرار الجزائر.

تاريخ الخبر: 2023-01-16 15:19:41
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 69%
الأهمية: 73%

آخر الأخبار حول العالم

إسبانيا لمواطنيها: "تندوف منطقة خطيرة وجب تجنبها"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:29
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

جماعة البيضاء ترفع تسعيرة الترامواي من 8 إلى 9 دراهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

جماعة البيضاء ترفع تسعيرة الترامواي من 8 إلى 9 دراهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 15:26:32
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية