مع دخول الحرب شهرها الـ11، وتزامناً مع المنح العسكرية الغربية المقدمة لأوكرانيا والتي بدأت تزداد تطوراً ودقة، ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية الأحد أن الروبوتات القتالية الروسية "ماركر" ستُنشر على الخطوط الأمامية للهجوم الروسي على أوكرانيا، وذلك لـ"إجراء اختبارات قتالية".

ونقلت صحيفة نيوزويك عن ديمتري روجوزين، رئيس مجموعة المستشارين العسكريين "ذئاب القيصر"، قوله على حسابه في تليغرام بأن "الروبوت القتالي "ماركر" اختبر كنظام أمان لقاعدة فوستوشني الفضائية، مما يوفر التحكم في محيطها الأمني، أما الآن فسيكون هنالك العديد من هذه الروبوتات في منطقة التماس في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا".

وأضاف روجوزين، الرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، أن الروبوت القتالي "ماركر" يعمل بشكل مستقل "لأداء مهام قتالية، وكذلك تحديد الأهداف من مسافة حوالي 9.3 ميل. وكتب روجوزين أن الروبوت القتالي يمكنه أيضاً تحديد أهداف العدو وإطلاق النار عليها "في المنطقة المتضررة بأسلحة نارية خاصة به".

الروسي "ماركر"

وكانت وسائل الإعلام الحكومية قد أعلنت عن الاختبارات النهائية لـ"ماركر" في يونيو/حزيران 2020، حيث أكد رئيس مطوري الروبوت أنه سيجري تسليمها بعد ذلك إلى وزارة الدفاع الروسية. والأربعاء الماضي، ذكرت خدمة الأخبار الحكومية الروسية، ريا نوفوستي، أن العمل على الروبوت القتالي "ماركر" قد اكتمل. وقال التقرير إن وزن الروبوت القتالي يبلغ حوالي 3 أطنان، ويمكن تزويده بأنظمة أسلحة مختلفة. كما يمكنه العمل بشكل مستقل في ظروف الحرب السيبرانية.

وبينما أشادت بروبوتات "ماركر" باعتبارها تمتلك "مهارات القيادة الذاتية الأكثر تقدماً في روسيا مع التعرف على الأشياء استناداً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي"، أفادت ريا نوفوستي في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بأن "ماركر" قد جرت ترقيته ليكون بمثابة "ساعٍ" مستقل، فضلاً عن تجهيزه بالقدرة على إجلاء العسكريين الجرحى من ساحة المعركة.

وفي الشهر السابق، ذكرت وكالة تاس أن "ماركر" ستكون قادرة على مكافحة الطائرات بدون طيار من خلال "نبضات إلكترونية" و"طائرات بدون طيار انتحارية". وقالت تاس، إن الروبوت القتالي سيكون قادراً على اكتشاف الطائرات بدون طيار والأفراد والمركبات غير المصرح بها، وفقاً لما نقلته نيوزويك.

من جهته قال أوليغ مارتيانوف، رئيس المركز الوطني لتطوير التقنيات والعناصر الأساسية للروبوتات التابع للمؤسسة الروسية لمشاريع الأبحاث المتقدمة، إن المطورين "علموا بالفعل "ماركر " إطلاق النار ليس فقط من بندقية رياضية، ولكن أيضاً ضرب الأقراص الطائرة من مدفع رشاش كلاشينكوف عدة مرات أسرع مما يفعل الناس". وأضاف أن الروبوت القتالي يمكن أن يميز بين المدنيين والعسكريين لاستهداف من يشكلون "تهديداً مباشراً"، وبالتالي "تخطي الأشياء التي يجري العثور عليها على طول مسار إطلاق النار".

حرب الروبوتات

بينما يبدو أن الطائرات بدون طيار موجودة دائماً، فإن الروبوتات التي يجري تشغيلها عن بُعد، أو المركبات الأرضية غير المأهولة (UGVs)، لم تلعب حتى الآن دوراً كبيراً في هذا الصراع طوال الشهور الـ11 الماضية. ومع استقرار خطوط المعركة، بدأت كلتا القوتين تستخدم بشكل متزايد أجهزة التشويش علي التردد اللاسلكي لطرد الطائرات بدون طيار من السماء، مما قد يقلل من تأثيرها. لكن في الوقت نفسه بدأت تزج بالروبوتات المقاتلة التي تمتلك قدرات عالية لمواجهة التشويش والحرب الإلكترونية.

وقد أدى تقدم الطائرات بدون طيار في أوكرانيا إلى تسريع الاتجاه التكنولوجي، والذي جلب معه أول روبوتات قتالية مستقلة بالكامل في العالم إلى ساحة المعركة، لافتتاح عصر جديد من الحرب. فكلما طالت مدة الحرب، زاد احتمال استخدام الطائرات بدون طيار لتحديد الأهداف واختيارها ومهاجمتها دون مساعدة من البشر، وفقاً للمحللين العسكريين وباحثي الذكاء الاصطناعي.

من شأن ذلك أن يمثل ثورة عميقة في التكنولوجيا العسكرية مثل إدخال المدفع الرشاش. فقبل الحديث عن إرسال "ماركر" الروسي إلى ساحة القتال، سبق لأوكرانيا أن أعلنت في يونيو/حزيران الماضي عن تزويد قواتها بكشاف روبوتي لساحة المعركة مصنوع محلياً يسمى "جنوم"، وهو عبارة عن آلة صغيرة بأربع عجلات بإمكانها توفير الدعم الناري بمدفع رشاش.

روبوتات الغرب المقاتلة

في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت ألمانيا بتكتم أنها ستوفر 14 مركبة مشاة يجري تتبعها والتحكم فيها عن بُعد لمهام الدعم كجزء من 1.64 مليار دولار هذا العام التي جرى إنفاقها على الدعم العسكري لكييف. وأعلن المقاول العسكري الإستوني Milrem Robotics، صانع أنظمة المشاة الهجينة المجنزرة بدون طيار، أنه سيزود أوكرانيا بوحدات مصممة أساساً لإجلاء الضحايا.

وإلى جانب روبوتات "جنوم" المحلية المسلحة التي أطلقتها شركة الروبوتات الأوكرانية Temerland، يختبر حلفاء الناتو مثل هولندا بالفعل الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وقال اللفتنانت كولونيل شورد ميفيسن، قائد وحدة الروبوتات والأنظمة الذاتية التابعة للجيش الملكي الهولندي، إن كل حرب هي اختبار تقني. وهو مثال حي على كيفية استخدام الحرب في أوكرانيا كأرض اختبار لأحدث التقنيات التي لم يجرِ إثباتها بعد.

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أطلقت البحرية الأمريكية تمرين "الأفق الرقمي" لتطوير أول "أسطول من السفن السطحية غير المأهولة" في العالم. وكذلك طورت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة للدفاع طائرة هليكوبتر بدون طاقم تسمى ماتريكس والتي أظهرت مهام طيران مستقلة في أكتوبر/تشرين الأول.

وبينما تعمل روسيا على قدم وساق لتطوير وتحسين روبوتاتها المقاتلة واختبارها في ساحات حرب حقيقية، تستعد الولايات المتحدة بحلول نهاية العام الجاري لاختبار 4 نماذج جديدة من الروبوت القتالي "ريبسو إم 5"، والذي سيكون بمثابة أول روبوت قتالي ضمن الترسانة الأمريكية.

TRT عربي