المعمودية وعيد الثؤفانيا
المعمودية وعيد الثؤفانيا
احتفال الكنيسة بعيد الغطاس المجيد أو عيد الظهور الإلهي، كما تحب كنيستنا أن تسميه، هو احتفال يشرح إيماننا الأقدس, فهو عيد يشرح عقيدتنا في الثالوث الأقدس, كما يشرح إيماننا الراسخ بسر المعمودية – باب أسرار كنيستنا الأرثوذكسية.
فعماد الرب يسوع في نهر الأردن بيد يوحنا المعمدان هي حادثة استعلن فيها الثالوث القدوس، الإبن الكلمة في نهر الأردن متجسداً في شكل إنسان والروح القدس حالاً عليه في هيئة حمامة والآب في صوت من السماء قائلاً: “هذا هو ابني الحبيب ..” ( مت 3 : 17 ).
وهذا هو إيماننا في الله أنه واحد “اسمع يا اسرائيل الرب إلهنا رب واحد” (تث 6 : 4) مثلث الأقانيم “فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد” (1يو 5 : 7) فالله الواحد هو كائن بذاته “الأب” ناطق بكلمته “الإبن” حي بروحه “الروح القدس”. وهذا ما يسميه الأباء عقيدة التثليث .
الامر الثاني الذي يشرحه احتفالنا بعيد الغطاس هو عقيدتنا في المعمودية المقدسة، ففي يوم الغطاس أسس الرب يسوع سر المعمودية عندما قبلها من يد يوحنا، ليس لأنه محتاج لها بل لكي يضع لنا مثالاً.
والمعمودية في إيماننا تقوم على ثلاثة أمور:
– التوبة وهي لازمة في معمودية الكبار، وفي معمودية الأطفال أيضا إذ ينوب الإشبين
عن الطفل في ذلك عندما يردد طقس جحد الشيطان وكل أعماله وكل قواته المضلة.
– وإعلان الإيمان بالرب يسوع وفدائه، فنحن ننال المعمودية في استحقاقات الصليب فهي دفن وقيامة مع الرب يسوع “مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه” (كو 2 : 12). لذلك فالمعمودية لا تتكرر لأن الرب يسوع مات عنا مرة واحدة.
– و قبول الولادة الجديدة التي فيها ننال طبيعة جديدة بها نسلك في حياة جديدة .
المعمودية أيضا في إيماننا تتم بالتغطيس ” لذا تحب الكنيسة أن تسميه عيد الغطاس “.
عيد الغطاس وإن كان يحمل رسالة إيمانية عقيدية عميقة، إلا أنه يحمل لنا أيضا رسالة روحية تذكرنا أننا يجب أن نعيش بفكر التوبة المتجددة كل يوم فهي علامة محبتنا للمسيح، وأننا لابد أن نثق بإيمان في إلهنا القادر أن يحفظ حياتنا بغير عاصف ولا مضر، وأن نحفظ قلوبنا نقية، فقد ولدنا من فوق من الماء والروح لنصير مختلفين عن العالم .
وكل غطاس وانت ابن للمسيح والكنيسة .
