برلمانيو الغاز والبترول يرون الجزائر جنة ويصورون المغرب جحيما


الدار/ افتتاحية

كيف يتجرأ البرلمان الأوربي الذي لم يتفوق عليه أي برلمان آخر في زرع الفتن والنزاعات وتذكيتها في مختلف بقاع العالم على تقديم الدروس اليوم عن حقوق الإنسان والحريات لبلد كالمغرب؟ لم يجد النواب المتطرّفون، الذين لسعتهم شوكة الأزمة الطاقية وأسالت لعابهم مغريات الغاز الجزائري، غير المغرب كي يناقشوا وضعه الحقوقي ومستوى الحريات فيه في الوقت الذي تعيش القارة الأوربية نفسها أكبر جريمة تشارك فيها الدول التي ينتمي إليها هؤلاء البرلمانيون في أوكرانيا ويحرّضون كل يوم على تقديم السلاح والذخيرة في حرب خاسرة يواجه داوود جالوت، بينما تتفرّج الحكومات الأوربية التي تكتفي بإشعال الفتيل كلما خفت قليلا.

في زمن تدور فيه أطوار حرب طاحنة ضد شعب أوربي مغلوب على أمره دفعته دعاية الأوربيين إلى مشاكسة العملاق الروسي ثم تركته يواجه مصيره، يجد هؤلاء المرتزقة من نواب البرلمان الأوربي الوقت لفتح ملفات تهم قضايا في القارة المجاورة وبعيدة كل البعد عن اهتمامات وأولويات المواطن الأوربي. يجد بعض من هؤلاء البرلمانيين الحربائيين الوقت لكي يبتزوا المغرب مجددا بقراراتهم ونقاشاتهم المعدّة تحت الطلب الجزائري ووعود إفاضة الغاز والنفط على القارة العجوز المتوعكة من تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإمكانية قطع التزويد عنهم. ألهذه الدرجة لا يجد هؤلاء غضاضة في وضع أنفسهم موضوع متاجرة صريحة وواضحة للإساءة إلى بلد كالمغرب استطاع بشهادة العالم أن يطوي ماضيه الحقوقي منذ زمن ويرسخ ضمانات لا نظير لها في القارة الإفريقية وعلى الصعيد العربي.

هؤلاء البرلمانيون الحاقدون على صعود نجم المغرب في المنطقة المغاربية واستعداده لدخول مجموعة الأنداد الذين لن يقبلوا أبدا التفاوض مع أوربا من موقع ضعف وإنما من موقع الشراكة العادلة، كان أولى بهم أن يحاسبوا حكوماتهم على الورطة التي وضعوا فيها الشعب الأوكراني بعد أن تلاعبوا بعقل الرئيس الممثل، وحرّضوه على خوض مغامرة عسكرية أكبر منه، وتسببوا للعالم كله في أزمة اقتصادية وموجة تضخم غير مسبوقة. هذا هو الملف الحقيقي الذي ينبغي أن يفتحه النواب الأوربيون الذين يتقاضون أجورهم من جيوب دافعي الضرائب الأوربيين من المواطنين البسطاء المسحوقين بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية.

بدلا من إضاعة وقت البرلمان الأوربي في محاولة فاشلة لتشويه سمعة المغرب وابتزازه مجددا من أجل تنازلات لا ندري ما هدفها، كان من الممكن أن يناقش هؤلاء سبل وقف هذه الحرب الدائرة اليوم في شرق أوربا وتحقيق اتفاق سلام تاريخي يُدخل العالم في مرحلة جديدة من الاستقرار والتقاط الأنفاس. ثم هل من المعقول أن يتحوّل ملف صحافي واحد اعتقل لأسباب معلنة قضائيا إلى ذريعة لكل هذه الحملة المغرضة؟ هل يعلم كابرانات البرلمان الأوربي كم اعتقل نظراءهم أو أسيادهم في الجزائر من الصحافيين والمدوّنين وأصحاب الرأي والنشطاء منذ اندلاع الحراك الجزائري الشعبي؟ لا شك أن الجزائر تظهر اليوم بالنسبة لعبدة البترول والغاز جنة لحقوق الإنسان والحريات، بينما يحاولون تصوير المغرب كجحيم.

لكن عموما تبدو هذه فرصة جديدة ومفيدة جدا للدبلوماسية المغربية من أجل القيام بمراجعة شاملة لقواعد التعامل مع هذه المؤسسة التي تستغل “استقلاليتها المزعومة” عن القرار السياسي من أجل ممارسة الضغط على حكومات ودول وأنظمة سياسية، بل حتى على بعض الشعوب أحيانا، لانتزاع مكاسب وتحقيق أهداف خفية لا تظهر من خلال الخطابات المعلنة. لا يمكن أن ننسى أن هذا البرلمان هو نفسه الذي يغمض عينيه تماما عن الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزّل، بينما لا يتردّدون لحظة في تسيير حملات ممنهجة ومنسّقة ضد بلدان عربية أو إفريقية لإثارة القلاقل وتشويه صورتها.

تاريخ الخبر: 2023-01-20 00:25:25
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

نزاهة توقف 166 شخصا بتهمة الفساد من 7 جهات حكومية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

في ذكرى رحيله الأولى.. سر حب مصطفى درويش لمدينة دمنهور - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:07
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 69%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:21:34
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

استمرار هطول الأمطار الغزيرة بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-01 06:23:41
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية