«ثمانينية» على مدرج الجامعة: انتصرت على السرطان والأمية بالعلم - أخبار مصر


أيام معدودات تفصل آمال إسماعيل متولى عن تحقيق حُلمها بمناقشة رسالة الماجستير، منتصف شهر فبراير المقبل، بعد أن أتمت الـ80 عاماً، رحلة علم مُلهمة بطلتها سيدة حاربت السرطان والأمية معاً، لتقرر بعد بلوغها 38 من عمرها، أن تستكمل تعليمها من الشهادة الإعدادية، لكن سفرها مع زوجها إلى ليبيا عطلها بضع سنوات، وانشغلت بعدها بتربية أبنائها الأربعة، لكن ظل شغف التعلم يراودها حتى عام 2011، بعد تشجيع من ابنتها، فقررت تقديم طلب فى مديرية التربية والتعليم بالدقهلية للالتحاق بالثانوية العامة.

أنهت السيدة «آمال» الشهادة الثانوية بتفوق، وحصلت على مجموع 81%، مكّنها من دخول كلية الآداب جامعة المنصورة عام 2014، لتجلس بين صفوف الطلاب الذين فى أعمار أحفادها، وسط حالة من الفرح والاندهاش سيطرت على الجميع، تحكى أنها كانت تنتظر ذلك اليوم بشغف. ترقص بداخلها من السعادة، متحمسة لطلب العلم والجلوس لتلقى المحاضرات: «أول يوم دخلت المدرج دكتور المادة قرّب منى وقال لى إن ده مكان تلقى العلم وليس الانتظار، ولما قلت له إنى طالبة علم استغرب ومصدقش غير لما شاف الكارنيه».

«آمال»: لم أنشغل بالتعليقات السلبية وأكملت تعليمي بتشجيع من أبنائي

علاقة طيبة مليئة بالمحبة والاحترام جمعتها بالطلاب الذين كانوا بمثابة أحفاد لها، تطمئن عليهم باستمرار، ويسألون عنها إن غابت: «رجلى اتكسرت وأنا فى الجامعة، ورجعت على كرسى متحرك، وكانوا بيشيلونى للدور الرابع علشان المحاضرات».

تحديات عديدة انتصرت عليها السيدة الثمانينية، بدأت بالسرطان الذى اخترق جسدها بعد موت زوجها، وعاشت سنوات تحارب المرض والحزن معاً، ثم عاد لها مرة أخرى، وهى فى مرحلة الثانوية العامة وتغلبت عليه: «القراءة هوّنت عليا المرض، كان الكتاب بينسينى الألم، وطول عمرى محبة للعلم والمعرفة».

لم تنشغل «آمال» بالتعليقات السلبية التى كانت تتردد على مسامعها منذ أن قررت استكمال تعليمها: «مدير مدرسة الثانوية بنات اللى التحقت بها أول ما شافنى، قال لى روحى موتى.. تعليم إيه؟ ومرة سواق تاكسى سمعنى بذاكر وأنا رايحة الامتحان وراكبة معاه، فقالى انتِ لو أمى كنت دبحتك! بس عمرى ما استسلمت، وكفاية عليّا تشجيع ولادى وأساتذتى».

تحكى طالبة العلم أنها تزوجت قبل استكمال تعليمها، وأن حلم عمرها الذى لم يغب عنها، كان أن تحصل على شهادة عليا، وظل يراودها لسنوات طويلة: «كنت زعلانة إنى مش مكملة تعليمى، وما حستش إنى عايشة غير لما بدأت أذاكر وأدرس»، مشيرة إلى أنها بدأت رحلة استكمال تعليمها وهى ابنة الـ68 عاماً، بتشجيع من ابنتها: «كنا بنتناقش فى موضوع ورأيى عجبها، قالت لى لازم تكملى يا ماما، وكلامها رن فى ودنى، وبدأت أكمل تعليمى».

حصلت «آمال» على ليسانس الآداب عام 2018، وتمهيدى ماجستير 2019 بتقدير جيد جداً: «وهناقش الرسالة يوم 19 فبراير الجاى بعنوان: أسلوب الحياة الاجتماعية والثقافية للفئات العمرية المتقدمة فى ضوء قضايا النوع الاجتماعى»، موضحة أنها قاومت الظروف من أجل تلك اللحظة، بعد محاربة السرطان مرتين، وكسر قدميها وغيرها من المواقف التى لم تعطلها عن تحقيق حلمها: «ده اليوم اللى بستناه بقالى سنين طويلة».

«حب العلم ده نعمة، أنا قارئة جيدة وفيه 20 ألف كتاب فى دماغى، وده ساعدنى فى الدراسة، وعندى معلومات عامة كتيرة»، لافتة إلى أنها لم تلتفت لتعليقات بعض أفراد أسرتها وأكملت مسيرتها، وسطرت قصتها الاستثنائية المليئة بالنجاحات: «ولادى الأربعة أقل واحد فيهم معاه ماجستير، منهم 2 دكاترة و2 مهندسين وفخورين بيا زى ما أنا فخورة بيهم ودعمونى وساندونى فى مشوارى التعليمى».

 

 

تاريخ الخبر: 2023-01-21 00:20:40
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية