"ريمونتادا" أسعار النفط .. هل تُغيّر قناعات المستثمرين؟


ريمونتادا لأسعار النفط مع زخم تصاعدي للأسبوع الثاني على التوالي على الرغم من الزيادة الكبيرة المتتابعة لمخزونات النفط الأميركية، وعلى الرغم من تراجع عمليات المضاربين حتى الإغلاق الأسبوعي الاخير الذي شهد أول زيادة في عمليات المضاربين منذ نحو شهرين، وبالرغم عن عودة بناء مخزونات مستهلكي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD للشهر الثاني على التوالي والتي اصبحت أعلى بمقدار 26 مليون برميل عن نفس الشهر قبل عام، وأقل بمقدار 137 مليون برميل عن متوسط آخر خمس سنوات، و 173 مليون برميل أقل من متوسط أعوام 2015-2019.

تلقت الأسعار النفط بعض الدعم نتيجة تراجع الدولار الأميركي في الأسبوع الماضي، ولكن الدعم الأكبر جاء من ارتفاع الطلب الصيني الذي قفز بنحو مليون برميل يوميا في شهر نوفمبر مقارنة بالشهر السابق إلى15.41 مليون برميل يوميا، والتفاؤل بشأن ارتفاع السفر مع اعادة فتح الصين، وارتفاع هوامش تكرير البنزين في الولايات المتحدة عند أعلى مستوى في خمسة أشهر، مما رفع أسعار البنزين للأسبوع الثاني على التوالي، حيث وصل متوسط السعر إلى 3.4 دولار للجالون على خلفية تعطل بعض مصافي التكرير الأميركية بسبب الاعاصير الثلجية.

انتعشت أسعار النفط نسبياً ايضاً على الرغم من أن حالة عدم اليقين المحيطة بطلب الصين على النفط ستبقي أسواق النفط في حالة ضبابية مستمرة لا سيما فيما يتعلق بتوقيت وكمية تعافي الطلب في الصين، حيث لا تزال الثقة في نمو الاستهلاك الصيني فاترة، ولكن لا يزال العامل الصعودي الرئيسي في الأسابيع الماضية هو عودة الطلب الصيني المتوقع على نطاق واسع بعد ثلاث سنوات من الإغلاق فتحت الصين حدودها وسحبت رسميا سياسة عدم انتشار الفيروس، في محاولة للتغلب على تباطؤ النمو وتزايد الاستياء المحلي.

* كيف تغيّرت توقعات العرض والطلب مؤخراً؟

توقعت منظمة أوبك أن متوسط الطلب العالمي على النفط في عام 2022 كان 99.6 مليون برميل يوميا بزيادة 2.2 مليون برميل يوميا في عام 2023 اي 101.8 مليون برميل يوميا، جاءت توقعات الطلب على النفط من وكالة الطاقة الدولية لعام 2023 بارتفاع من 99.8 مليون برميل في اليوم في عام 2022 إلى 101.7 مليون برميل يوميا نتيجة للنمو السريع القادم من آسيا في النصف الثاني من العام بعد رفع القيود المفروضة في الصين والتي من المقرر أن تدفع الطلب العالمي على النفط إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بحسب الوكالة. لا نستطيع أن نعتمد على دقة توقعات وكالة الطاقة الدولية ولا مدى موثوقية معطياتها ولكنها جاءت هذه المرة مواتية لتوقعات منظمة أوبك.

من ناحية الإمدادات، ارتفع المعروض النفطي العالمي في شهر ديسمبر 2022 بمقدار 300 ألف برميل في اليوم إلى 101.7 مليون برميل يوميا في المتوسط مقارنة بالشهر السابق، حتى مع توقعات ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بمقدار 550 ألف برميل يوميا إلى12.41 مليون برميل يوميا عام 2023، لا تزال هناك شكوك كبيرة بشأن الامدادات وسط نقص الاستثمارات والعوامل الجيوسياسية، وكذلك الشكوك بشأن إنتاج النفط الصخري الأميركي.

بناء على توقعات العرض والطلب هذه، قد تواجه اسواق النفط العالمية نقص كارثي في الإمدادات على المدى المتوسط والطويل إذا لم يكن هناك عودة عالمية سريعة لاستثمارات المنبع لتعويض معدلات الانخفاض الطبيعي لحقول النفط، قد يصبح الوضع أكثر تفاقماً لدرجة يصعب تداركها في حال حصول أي صدمات مفاجأة للإمدادات.

عدم كفاية الاستثمارات في قطاع التنقيب والإنتاج، سيؤثر في توافر الإمدادات الكافية لتلبية الطلب المتزايد فيما بعد عام 2023، كما أن النقص الحاد في استثمارات المنبع حدّ من توفّر الطاقات الإنتاجية الفائضة خصوصا وأنه في عام 2022 تغيرت قناعات المستثمرين بسبب شح السيولة وتراجع الأسعار في النصف الثاني من العام، فهل سيكون لـ"ريمونتادا أسعار النفط" الأخيرة تأثير في تغيير قناعات المستثمرين وبداية عودة استثمارات المنبع لتفادي كارثة شح امدادات قادمة لا محالة.

*خاص

تاريخ الخبر: 2023-01-22 09:18:45
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 81%
الأهمية: 87%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية