قالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك إن بلادها "لن تقف في طريق" بولندا إذا ما أرادت تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد2.

وتناشد أوكرانيا حلفاءها الغربيين لتزويدها بالدبابات ألمانية الصُنع، التي تقول كييف إنها ستساعدها في إنزال الهزيمة بالروس.

لكن ألمانيا لم تزوّد بعد أوكرانيا بتلك الدبابات، كما أن قوانينها المتعلقة بالصادرات تمنع دولا أخرى -بحوزتها تلك الدبابات- من إرسالها إلى أوكرانيا.

وفي يوم الأحد، قالت وزيرة الخارجية الألمانية إن بولندا لم تطلب بعد الحصول على تصريح ألماني لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد2.

وأضافت بيربوك لقناة إل سي آي الفرنسية: "حتى هذه اللحظة، لم تطلب بولندا هذا الطلب، وإذا ما حدث وطُلب إلينا، فلن نحوْل دون ذلك".

وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس وزراء بولندا ماتيوز موراوسكي إن بلاده على استعداد لتزويد كييف بعدد 14 دبابة ليوبارد2 شريطة سماح برلين بذلك.

وأضاف موراوسكي: "إن القدرة على الدفاع عن الحرية في أوكرانيا قد تتوقف على هذه الدبابات".

وصُممت ليوبارد2 خصيصا لمجابهة الدبابة الروسية تي90 والمستخدمة في الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويُعتقد بوجود أكثر من ألفي دبابة ليوبارد2 حول العالم. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن حوالي 300 من دبابات ليوبارد2 كفيلة بتأمين إنزال الهزيمة بروسيا.

لماذا يزيد الطلب على دبابات ليوبارد؟

تحليل من كريس بارتريدج - خبير الأسلحة لدى بي بي سي:

تعدّ الدبابة ليوبارد2 سلاحا عالميا، تستخدمه أكثر من عشرة دول.

وترى أوكرانيا في هذه الدبابات عنصرا حيويا آخر من عناصر استراتيجيتها الدفاعية ضد القوات الروسية.

وقد اختُبرت الدبابة ليوبارد قتاليا في كل من أفغانستان وسوريا.

وما يجعل هذا الطراز من الدبابات جذابا لـكييف هو أن نحو ثلثَي عدد هذه الدبابات حول العالم يوجد في أوروبا، وهذا بدوره يجعل وصولها إلى أوكرانيا أسهل وأسرع، والشيء نفسه فيما يتعلق بصيانتها.

وهنا يجدر بنا الإشارة إلى أن ألمانيا تزوّد أوكرانيا بنُظم دفاع جوية حيوية مثل منظومة صواريخ إيريس-تي، وكذلك أنظمة صواريخ باتريوت أرض-جو، فضلا عن ناقلات جنود مدرّعة.

وأصيب حلفاء غربيون عديدون بالإحباط من تردد ألمانيا في تزويد أوكرانيا بالدبابة ليوبارد2.

وبموجب القوانين القائمة، يحق ألمانيا فرض عقوبات على أي عملية إعادة تصدير لدباباتها عبر دول أخرى، مثل بولندا.

وفي يوم الجمعة، اجتمع أكثر من 50 من الحلفاء الغربيين، ولم تتعهد ألمانيا بتزويد أوكرانيا بالدبابات، كما لم تصرّح بإعادة تصدير تلك الدبابات عبر دول أخرى تحوزها. لكن برلين في المقابل رفضت اتهامها بمنْع وصول الدبابات إلى أوكرانيا.

وفي بيان مشترك يوم السبت، طلب وزراء خارجية كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا من ألمانيا "تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد2 فورا".

ويتخذ المستشار الألماني أولاف شولتز موقف الحذر من انزلاق ألمانيا إلى نزاعات عسكرية، ويخشى خطوة قد تكون كفيلة بتصعيد روسي.

وفي يوم الأحد، التقى المستشار الألماني رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، للتأكيد على تحالف دشنه البَلدان بعد الحرب العالمية الثانية.

وتعهّدت فرنسا بالفعل بإرسال دبابات خفيفة إلى أوكرانيا، واقترح ماكرون إمكانية تزويد أوكرانيا بدبابات لوكلير الثقيلة فرنسية الصنع.

كما تعهدت دول أخرى بتزويد أوكرانيا بدبابات، ومن تلك الدول المملكة المتحدة التي تعهدت بإرسال عدد 14 دبابة تشالنجر2 إلى أوكرانيا.