قال مسؤولان أمريكيان الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تستعد فيما يبدو لبدء عملية تفضي إلى إرسال العشرات من دبابات "أبرامز إم1" إلى أوكرانيا، حسبما نقلته عنهما وكالة رويترز.

وسيأتي هذا القرار في حال اتخاذه بعد أيام فقط من إبداء واشنطن معارضة لإرسال هذه الدبابات على الرغم من مطالب كييف والضغط العام من برلين، التي تواجه دعوات إرسال دبابات "ليوبارد" ألمانية الصنع.

وأضاف المصدران أنه من المرجح شراء دبابات "أبرامز" من خلال صندوق يعرف باسم مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية التي تسمح لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالحصول على أسلحة من صناعة الدفاع لا من مخزونات الأسلحة الأمريكية الحالية.

وأوضح أحد المسؤولين أن من الممكن أن تستخدم إدارة بايدن المبادرة لشراء دبابات "أبرامز" من حلفاء يملكونها، ومن ثم تجديدها وإرسالها إلى أوكرانيا.

ويمكن أن تستغرق هذه العملية شهوراً بل سنوات.

والثلاثاء، قال مسؤول أمريكي، مفضلاً عدم ذكر اسمه: "من المحتمل أن يعلن الرئيس جو بايدن خططاً لإرسال دبابات ’أبرامز’ إلى أوكرانيا "في وقت مبكر من الأربعاء"، حسبما نقلته وكالة الأناضول.

وأضاف أن الإعلان الأمريكي سيشمل "عدداً بارزاً من الدبابات" الذي سيكون بين 30 و50 دبابة.

وذكر مسؤولون أمريكيون في وقت سابق أن صيانة الدبابة "أبرامز" أمر صعب، كما أن من الصعب تدريب الأوكرانيين عليها، وأنها تعمل بوقود الطائرات، مما يجعلها خياراً سيئاً لهذه المرحلة من الحرب.

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الثلاثاء الإفصاح عما إذا كانت واشنطن ستزود أوكرانيا بالدبابات، لكنها أعادت تأكيد التحديات التي يشكلها طراز "أبرامز".

وقال متحدث البيت الأبيض باتريك رايدر المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) للصحفيين: "’إم1 أبرام’ نظام أسلحة معقد يصعب الحفاظ عليه (...) كان هذا صحيحاً أمس، وهذا صحيح اليوم، وسيكون صحيحاً في المستقبل".

وأضاف رايدر "نواصل إجراء مناقشات مع الأوكرانيين وحلفائنا وشركائنا بشأن متطلبات أوكرانيا الدفاعية على المديَين المتوسط ​​والبعيد".

جاء الكشف عن تغير موقف الولايات المتحدة في اليوم نفسه الذي قال فيه مصدران إن ألمانيا سترسل دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا للمساعدة في مواجهة القوات الروسية والسماح لدول أخرى مثل بولندا بالأمر ذاته.

احتياطات أوكرانيا كافية لتخطي للشتاء

وفي سياق منفصل، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال الثلاثاء إن لدى بلاده احتياطات كافية من الفحم والغاز للأشهر المتبقية من الشتاء على الرغم من الهجمات الروسية المتكررة على نظام الطاقة بها.

وأضاف شميهال أن الوضع في قطاع الطاقة لا يزال صعباً لكنه تحت السيطرة رغم الحملة الروسية المستمرة منذ أشهر، والتي تتضمن هجمات بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، على البنية التحتية الحيوية التي دمرت نحو 40% من نظام الطاقة.

وقال شميهال في اجتماع حكومي: "فشلت كل محاولات روسيا حتى الآن لإغراق أوكرانيا في الظلام".

وأضاف: "لدينا احتياطيات كافية لمواصلة واستكمال موسم التدفئة في الوضع العادي (...) المستودعات بها نحو 11 مليار متر مكعب من الغاز ونحو 1.2 مليون طن من الفحم".

وقال شميهال إن الحكومة وافقت على قرار يسمح لشركة نافتوجاز التي تحتكر النفط والغاز بتلقي منحة بقيمة 189 مليون يورو (205 ملايين دولار) من البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير لشراء مزيد من الغاز.

روسيا تملك مخزون أسلحة كافياً للقتال

وعلى صعيد آخر، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي السابق ديمتري ميدفيديف الثلاثاء إن مخزونات البلاد من الأسلحة تكفي لمواصلة القتال في أوكرانيا، وذلك رداً على تقارير غربية أفادت بأن روسيا تعاني من نفاد الصواريخ والمدفعية.

وخلال زيارته مصنعاً ينتج بنادق كلاشينكوف في إيجيفسك، على بعد نحو ألف كيلو متر شرقي موسكو، قال ميدفيديف: "خصومنا يراقبون الوضع، ويدلون بتصريحات بصفة دورية عن أننا ليس لدينا هذا أو ذاك (...) أريد أن أخيب آمالهم. لدينا ما يكفي من كل شيء".

وظهر ميدفيديف في مقطع مصور على قناته على تطبيق تليغرام وهو يتفقد بنادق كلاشينكوف وقذائف مدفعية وصواريخ وطائرات مُسيّرة.

وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون وغربيون إن روسيا تواجه نقصاً في الأسلحة بعدما أطلقت آلافاً من قذائف المدفعية والصواريخ على أوكرانيا منذ شن حرب ضدها قبل 11 شهراً.

وقال ميدفيديف لمسؤولين خلال الزيارة إن الطلب على الطائرات المُسيّرة مرتفع جداً فيما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

وتستخدم روسيا وأوكرانيا الطائرات المُسيّرة في هجمات متعددة منذ بداية الحرب لأنها رخيصة الثمن ودقيقة نسبياً وتعتبر أكثر أماناً من الطائرات التي يقودها طيار.

وزودت إيران روسيا بما يسمى "طائرات مُسيّرة انتحارية" بالإضافة إلى صواريخ أرض-جو في الصراع مع أوكرانيا، مما أدى إلى فرض عقوبات غربية جديدة على طهران.

وميدفيديف، الذي كان الغرب يعتبره ذات يوم أفضل أمل للتقارب مع موسكو خلال فترة رئاسته بين عامي 2008 و2012، أحد أكثر الأصوات الروسية المتشددة المؤيدة للحرب.

وبعد تنحّيه عن منصبه في عام 2012 لإفساح المجال لعودة فلاديمير بوتين إلى أكبر منصب في البلاد، عمل ميدفيديف رئيساً للوزراء لمدة ثماني سنوات تقريبا قبل تهميشه في بداية عام 2020.

وهو الآن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي وأصبح في ديسمبر/كانون الأول الماضي رئيساً للجنة العسكرية الصناعية الروسية الجديدة التي تشرف على إنتاج الأسلحة لدعم الحرب.

وقال الأسبوع الماضي إن هزيمة روسيا في أوكرانيا قد تشعل حرباً نووية.

TRT عربي - وكالات