أحمد البوحساني
تتواصل ردود الفعل المنددة والرافضة لقرار تصويت البرلمان الأوروبي ضد المغرب، والذي أعطى مغالطات بشأن حرية الصحافة و أوضاع حقوق الإنسان بالمملكة المغربية .
وفي هذا الصدد ، قال بدر الزاهر الأزرق ، باحث في قانون الاقتصاد والأعمال ، في لقاء خاص على قناة الدار ، ان هذا قرار لا يعكس سوى توجهات بعض الفئات المعينة والمعروفة داخل البرلمان الأوروبي بتوجهاتها السياسية و الإيديولوجية المعادية للمغرب ، مؤكدا انه قرار ستكون له انعكاسات سلبية على العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوربي في شق معين فقط ، لكن العلاقات بين الحكومات، والموفوضية الاوروبية هي علاقات متجدرة ومتميزة و إستراتيجية لن تتأثر بأي شكل من الأشكال بهذا القرار.
و بنى الازرق ، هذا الاستنتاج من الخلاصات التي استخلصت من خلال توجهات معادية سبق ان اتخذت البرلمان والقضاء الأوربي كمنصة لها، خلال السنوات الأخيرة الماضية وكان مالها الفشل ، وهو نفس المصير الذي سيكون لهذا القرار.
وبخصوص ردود الأفعال المغربية ، فقد أوضح الباحث المغربي ، أن هناك حالة غضب كبيرة في المغرب سواء من طرف ممثلي السلطة القضائية، والبرلمان المغربي الذي دعى الى مراجعة شاملة للعلاقات مع البرلمان الأوروبي، وهو غضب منطقي ومعقول .
من جهة أخرى ، تسائل الأزرق قائلا: ” كيف يعقل أن المملكة المغربية التي تعد شريك استراتيجي للاتحاد الأوربي، تقدم مجموعة من الخدمات و تتعاون مع الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في مختلف المجالات ، و يكون الرد من خلال برلمانها حول كل هذه العلاقات الاستراتيجية، والتي تهدف اساسا الى تحقيق الاستقرار بالمنطقة، لكن الرد كان بالإدانة .. ” وأضاف “هذا أمر مرفوض و يعكس النزعة الإستعمارية التي لا زالت عالقة في اذهان عدد كبير من البرلمانيين و الساسة الأوربين ، انها نظرة إستعلائية لدول الجنوب .. “
و دعى بدر الزاهر الأزرق إلى القطع مع كل هذه المنطلقات الفكرية وهذه المفاهيم الإستعمارية التي لا زالت حبيسة اذهان هذه التيارات السياسية في البرلمان الأوروبي ، مشيراً الى أن المغرب دولة مستقلة لديها قراراتها السيادية و قضائها المستقل و لا نقبل اي تدخل سواء من البرلمان الأوروبي او اي حكومة أوروبية.
ويرى الباحث المغربي ، أن مغرب اليوم ، يقف في مفترق الطرق و هو بصدد التأسيس لعلاقات جديدة مع الإتحاد الأوربي والدول الأوروبية ، علاقات الند للند وبالتالي يجب أن يفهم الطرف الآخر ان زمن الاستعمار والوصاية والحجر قد ولى .
