السيسي ومودي يدشنان عهدا جديدا في مسيرة الـ«75 عاما» بين مصر والهند - تحقيقات وملفات


تمتلك مصر والهند علاقات متميزة ومتنوعة وقديمة، وخلال الفترة من أغسطس 2022 إلى أغسطس 2023 احتفلت مصر والهند بمرور 75 عاماً على العلاقات الدبلوماسية التى أقيمت مع اعتراف مصر باستقلال الهند فى 18 أغسطس 1947، بعد 3 أيام فقط من إلقاء جواهر لال نهرو خطاب إعلان استقلال الهند الرسمى.

وتزامناً مع انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مايو 2014 ومع تشكيل حكومة جديدة فى الهند برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودى، أولى الزعيمان أهمية قصوى لتعميق وتطوير شراكتهما فى مختلف المجالات والارتقاء بها إلى آفاق جديدة. وفى ظل قيادتهما، اتخذت مصر والهند خطوات إيجابية نحو استعادة استقرار الاقتصاد الكلى وتحرير التجارة والاستثمار، فى الوقت الحاضر، فإن المناخ الاقتصادى مواتٍ وأكثر ملاءمة لخلق المزيد من الفرص وتبادل الخبرات بين البلدين.

وفى هذا السياق، كان الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الهندى «مودى» عقدا عدة اجتماعات ومؤتمرات قمة فى سياقات مختلفة لاستكشاف طرق جديدة من شأنها التقريب بين البلدين وتحقيق مزيد من التعاون، كما أجريا العديد من المحادثات الهاتفية لبحث التعاون الثنائى وكذلك القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعلى سبيل المثال، زار الرئيس السيسى الهند للمشاركة فى قمة منتدى الهند وأفريقيا الثالثة (IAFS) التى عُقدت فى نيودلهى فى الفترة من 26 إلى 29 أكتوبر 2015.

إضافة إلى ذلك، زار الرئيس السيسى الهند للمرة الثانية فى الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر 2016، وصدر بيان مشترك يحدد الركائز الثلاث للتعاون السياسى والأمنى والمشاركة الاقتصادية والتعاون العلمى والعلاقات الثقافية والشعبية كأساس لشراكة جديدة لعصر جديد.

ثم عُقدت الجولة السابعة لاجتماع اللجنة المشتركة فى نيودلهى فى مارس 2018، وترأس الوفد المصرى المشارك فى هذا الاجتماع سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى الذى أجرى محادثات ثنائية مع مسئولى الحكومة الهندية خلال زيارته.

والتقى «شكرى» الدكتور سوبرامانيام جايشانكار، وزير الشئون الخارجية الهندى، فى 19 سبتمبر 2021 على هامش الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.

ثم تأتى فى المقابل زيارة مهمة لوزير الخارجية الهندى إلى مصر يومى 15 و16 أكتوبر 2022 لإجراء مشاورات رسمية مع وزير الخارجية سامح شكرى، وأجرى وزير الخارجية الهندى كذلك خلال الزيارة اتصالاً هاتفياً بالرئيس عبدالفتاح السيسى.

وفى 10 سبتمبر تلقى وزير الخارجية المصرى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الهندى وناقش الوزيران عدداً من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك. ومؤخراً دعا رئيس الوزراء الهندى الرئيس السيسى للمشاركة كضيف رئيسى فى احتفالات الهند بيوم الجمهورية التى تقام فى نيودلهى، وسيكون الرئيس السيسى أول زعيم مصرى يشارك فى الاحتفالات السنوية بيوم الجمهورية فى الهند سواء على المستوى الحكومى أو الشعبى.

خبير علاقات دولية: الرئيس السيسى كان لديه اهتمام مبكر ورؤية استراتيجية للعلاقات بين القاهرة ونيودلهى

عن مسار العلاقات المصرية - الهندية، يقول طارق البرديسى، الخبير فى العلاقات الدولية، إن الرئيس السيسى كان لديه اهتمام مبكر ورؤية استراتيجية للعلاقات بين القاهرة ونيودلهى، خصوصاً أن الهند باتت من الدول الكبيرة التى حققت نهضة كبيرة، ورائدة فى كثير من المجالات، خصوصاً المجالات التقنية، ومن ثم هناك فرص جيدة للتعاون والاستفادة من الخبرة الهندية.

وأضاف «البرديسى»، لـ«الوطن»، أن الأزمة «الروسية - الأوكرانية» جاءت ومعها ذكريات الماضى فى العلاقات «الهندية - المصرية»، لافتاً إلى تمسك القاهرة ونيودلهى بالحياد الإيجابى، أو عدم الانحياز لأى من طرفى الأزمة أو الأطراف المعنية بالأزمة مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، على نحو يعيد الأجواء إلى مرحلة عدم الانحياز التى قادها الزعيم الهندى «نهرو» والرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وذكر أن هناك محاولات كبيرة لدفع الهند ومصر وبعض الدول فى المنطقة إلى أخذ موقف طرف ضد طرف فى الأزمة الروسية - الأوكرانية، لكنهما تمسكا بالحياد والحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف.

وفى ختام تصريحاته، قال «البرديسى» إن التعاون الاقتصادى يشكل بعداً مهماً فى العلاقات بين البلدين، خصوصاً مع مساهمة الهند فى كثير من المشروعات القومية المصرية التى تنفذ، وخصوصاً أيضاً المشروعات التى تنفذ فى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس.

أستاذ علوم سياسية: هناك مساعٍ بين الدولتين لإحياء أفكار حركة «عدم الانحياز»

بدوره يقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الزيارة فى اعتقادى ستتطرق لموضوع مهم جداً وهو إحياء حركة عدم الانحياز، فمصر والهند هما الدولتان المؤسستان، موضحاً، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن المقصود هنا ليس إحياء للحركة بالمعنى التنظيمى وإنما إحياء للأفكار والمفاهيم، بمعنى إحياء فكرة تنويع الحلفاء والمصادر، كما أن القاهرة ونيودلهى تدركان طبيعة المرحلة الحالية، وأن هناك نظاماً دولياً يتشكل، ومن ثم يكون لهما موقع ما فى هذا النظام الذى تتشكل ملامحه.

وقال الدكتور طارق فهمى إن زيارة الرئيس السيسى إلى الهند لها أهمية كبيرة، وهو ضيف شرف الاحتفال بيوم الجمهورية الهندية وسيتم الاحتفاء به، وهى تأتى تأكيداً لعدة أمور، أبرزها أن مصر والهند هما من أسسا «عدم الانحياز»، كما أن العلاقات تنوعت فى الفترة الأخيرة بين سياسية وعسكرية واقتصادية.

ويرى «فهمى» أن الزيارة ستشهد الاتفاق على تكثيف مجالات التعاون بين البلدين فى إطار اللجنة الهندية المصرية المشتركة، والتى ستؤكد التنسيق المصرى الهندى فى إطار تاريخية العلاقة، وتؤكد التعاون فى مجالات جديدة فى إطار العلاقات المشتركة.

وقال الخبير فى شئون الشرق الأوسط إن العالم أمام نظام اقتصادى جديد يتشكل، وهناك توجه إيجابى فى مسألة العملات الوطنية والتعامل بها كبديل للدولار، وهنا نشير إلى أن الهند ومجموعة الآسيان تقدم فرصاً واعدة للدولة المصرية، إلى جانب منظمة شنغهاى للتعاون التى دخلنا بها كطرف مراقب، مؤكداً أن الأهم هنا هو البحث عن فرص التعاون واستثمارها قدر المستطاع والاستفادة منها.

وفى ختام تصريحاته، أكد «فهمى» مجدداً أهمية العلاقات والروابط التى تجمع بين مصر والهند خصوصاً، كما تمت الإشارة إليه فى ظل الظرف الدولى الراهن.

تاريخ الخبر: 2023-01-25 21:20:41
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية