المعماري ياسر الكرماني: مدرسة تحسين الخطوط منتج من منتجات ثورة 1919
المعماري ياسر الكرماني: مدرسة تحسين الخطوط منتج من منتجات ثورة 1919
المعماري ياسر الكرماني: إن مدرسة تحسين الخطوط هي منتج من منتجات ثورة 1919. جاء ذلك خلال احتفالية مرور مائة عام على انشاء مدرسة تحسين الخطوط، في محور المئويات، ضمن فعاليات الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأوضح “الكرماني”: بعد أن كان العالم في مفترق طرق، انتبه الملك فؤاد إلي ضرورة تمسك مصر بدورها في حفظ التاريخ، فقام بمشورة مساعديه بإرسال بعثة إلى تركيا لجلب عدد من المخطوطات والوثائق القيمة، وأودعها في مدرسة تحسين الخطوط بعد إنشائها عام 1922، وهي موجودة الآن في دار الكتب والوثائق.
واستمرار المدرسة مدة مائة عام يؤكد علي قدرة مصر فى حفظ التراث والحضارة، بينما مدرسة الخطوط في تركيا لم تُكمل 6 سنوات فقط.
محمد مؤنس زادة وعلي بك إبراهيم من رموز المدرسة
بدوره قال “حاتم الأنصاري”، المشرف الفني لمدرسة الخطوط: لمدرسة تحسين الخطوط منذ تأسيسها تاريخ طويل وعريق، وضمت بين صفوفها أبرز الرواد في علم الخطوط العربية، من بينهم محمد مؤنس زادة، وعلي بك إبراهيم، وعبدالرزاق عوض.
وأشار “الأنصاري” إلى أن دور مصر وريادتها في الخط العربي، كان لتعريب الدواوين المصرية بعد دخول الإسلام أثرًا كبير في انتشار اللغة العربية في مصر، مما أدى إلى ريادة مصر في الخط العربي على مدار تاريخها خلال الحقبة الإسلامية، حيث بنيت في مدينة الفسطاط مدرستين للخط العربي فترة حكم المماليك، فقدناهما بحريق المدينة الذي استمر مدة ثلاثة أسابيع".
واستنكر “الأنصاري” نظرة الناس للخط العربي على اعتباره فصول تعليم الخطوط للأطفال ومحو الأمية، في حين أن الغرب يقدرها ويعتبرها تمثيلًا للحضارة الإسلامية، وأتمنى تغيير تلك النظرة السطحية للخط العربي، فهو فن عظيم ومنتج حضاري مهم".
مقترحات لاستعادة ريادة مدرسة تحسين الخطوط
ووضع حاتم الأنصاري، الباحث في الدراسات الأدبية والخطوط العربية، يده على عدد من المشكلات التي تعاني منها مدرسة تحسين الخطوط، مشيرا إلي أن هناك مشكلات كثيرة تعتري تلك المدرسة، وإن استمرت لما هي عليها فإنها تحتضر.
واقترح عددًا من الحلول لإعادة المدرسة إلى دورها الريادي الأول: "لابد من إعادة هيكلة المدرسة، خارجيًا وداخليًا، وأن يعاد النظر في المقررات التي تُدرس بها، فمن المعروف أنه ليس لدينا كلية أو قسم متخصص في كلية دار العلوم لتدريس الخط العربي، ولذلك تعد مدرسة الخطوط هي معهد هذا الفن، ولذلك لابد من إعادة النظر في مناهجها، وأن تخضع مقررات اللغة العربية التي تدرس لتصحيح لغوي".
واختتم كلمته قائلًا: "إذا أراد من يعملون في هذا المضمار أن تستمر المدرسة، وأن يبقى هذا الفن في مصر رائدًا فلابد من تطويرها".