قاربت فترة انتقالات اللاعبين الشتوية على الانتهاء، ومعها اقترب فشل النادي الأهلي من إتمام صفقة التعاقد مع مهاجم، كما طلب مدربه السويسري مارسيل كولر.

الأهلي كان قريبا مطلع هذا الشهر من التعاقد مع الغاني عزيز يعقوبو،    مهاجم ريو آفي البرتغالي، لكن لمخاوف متعلقة بتاريخ اللاعب مع الإصابات تراجعوا عن إتمام الصفقة، مؤكدين أن «بديله جاهز» وسيتم الإعلان عنه خلال أيام.

مرت الأيام ولم يظهر ذلك البديل الجاهز الذي ادعى مسئولو الأهلي وجوده، فشلت مفاوضات ضم جاكسون موليكا وجوستافو، حتى خرج هؤلاء المسئولون، مُتحججين بارتفاع سعر الدولار، ما يُصعب الأمر عليهم للتعاقد مع مهاجم كُفء، إضافة لعودة محمود كهربا من الإيقاف وبيرسي تاو من الإصابة، ومحمد شريف للتسجيل، ليتناسى هؤلاء المسئولون معاناة الفريق الهجومية التي بدت واضحة منذ بداية الموسم، ليتناسوا رغبة السويسري مارسيل كولر المستمرة في التعاقد مع مهاجم، وكأن شيئا لم يكن! فقط لأن كهربا عاد من إيقافه، رغم إمكانية تجديد ذلك الإيقاف بعد ذلك، وبيرسي تاو من إصابته المتكررة، ومحمد شريف بعد تسجيله لـ3 أهداف.

الحقيقة أن إدارة النادي الأهلي تعودت في الفترة الأخيرة على خذلان مدربيها، وآخرهم مارسيل كولر.. ذلك الخُذلان رأه مارتين لاسارتي، مارسيل كولر، وبيتسو موسيماني، وصولًا لمدرب الفريق الحالي كولر.

هل تأثر الأهلي بأزمة الدولار؟

ولكن يجب أن نسأل أنفسنا أولًا: هل الأهلي معذور بأزمة الدولار؟ الحقيقة أن تلك الأزمة تؤثر على كل الأندية بما فيها الأهلي، لكن ربما لو أن هناك تخطيطا جيدا، لكان النادي دقق في البداية في الكشف الطبي الخاص بـ بيرسي تاو بدلًا من أن يعاني من كثرة غياباته للإصابة، ولكان النادي أيضًا تأنى قبل التعاقد مع لاعبين بالدولار دون مستوى القلعة الحمراء.

الأهلي خذل مُدربيه، بداية من الأوروجواياني مارتن لاسارتي، الذي خرج علانية بعد إحدى المباريات أمام بيراميدز، قائلًا: "هناك جانب يتعلق بالناحية المادية، ليس الأمر أن نتعاقد مع أي لاعب، طلبنا التعاقد مع لاعبين يكونوا أفضل من المتواجدين ويصنعوا الفارق، وهذا ما لم نستطع الحصول عليه، عندما نفوز، تكون كل الأمور جيدة، وعندما تخسر تخرج الانتقادات ولا يكون كل شيء جيد".

ذلك التصريح الذي تم إعادة تداوله في الساعات القليلة الماضية بعد تلميح مسئولي الأهلي لفشلهم في إبرام التعاقد مع مهاجم، قد يكون جرس إنذار لهم، بل إن الجمهور سيُعيد تداوله مرة أخرى، حال سقط الفريق أو لم يحالفه التوفيق في مباراة أو بطولة، لأنهم رأوا أن كل الأمور جيدة عندما فاز الفريق!

الأمر انتقل من لاسارتي إلى السويسري رينيه فايلر، الذي رأى أزمة حقيقية في خط الهجوم، فطلب التعاقد مع جاكسون موليكا عندما كان لاعبًا لـ مازيمبي، ثم طُرح اسم النيجيري بلسينج أليكى عليه لضمه، وكان السنغالي أليو بادجي ثالث خيارات الإدارة لتدعيم خط الهجوم، والنتيجة التعاقد مع ذلك الأخير، والذي لم يحصل على قناعة ورضا فايلر، ومن ثم بيتسو موسيماني، لتتم إعارته لـ أميان ومن ثم الانتقال له، ثم الإعارة لبوردو الفرنسي.

أما بيتسو موسيماني، فهو كذلك حدد عدة خيارات لتدعيم مركزي الجناح وخط الهجوم، فما كان من الإدارة سوى التعاقد مع الموزمبيقي لويس ميكيسوني قادمًا من سيمبا التنزاني، في واحدة من أسوأ الصفقات ربما في تاريخ الأهلي.. ذلك اللاعب الذي كان الخيار الثالث للمدرب الجنوب إفريقي، والذي لم يقتنع به عندما انتميا لـصن داونز.

أما مارسيل كولر، ففي الصيف طلب ضم مارسينيو ولم يأتوا به، ليأتوا ببرونو سافيو المُحترف في الدوري البوليفي! اللاعب الذي لم يرى منه مُشجعو الأهلي بصمة تُذكر تُدل ربما على أنه لاعب برازيلي من الأساس، ومن ثم استمرت طلبات المدرب السويسري في الشتاء دون فائدة.

الأهلي يسير بشكل جيد مع كولر في الوقت الحالي، لكن يجب على إدارة الأهلي أن تعي جيدًا بأنها مقبلة على فترة مزدحمة وصعبة وحاسمة في الموسم، فهل ينجح المدرب السويسري رغمًا عن كل تلك الظروف؟.