- تدفق المزيد من الاستثمارات الهندية إلى مصر مع تقديم الحوافز والتسهيلات اللازمة

- إقامة مشروعات ضخمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس

- توسيع الاستثمارات الهندية فى مصر.. وتشجيع شركات البلدين على استكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية

- دراسة إمكانية تخصيص مساحة أرض خاصة للصناعات الهندية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس

شدد خبراء استراتيجيون على أهمية ما جاء فى البيان المصرى الهندى المشترك، فى ختام زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى العاصمة نيودلهى، ومشاركته فى احتفالات الهند بـ«يوم الجمهورية»، مشيدين فى الوقت ذاته بما تضمنه البيان من قرار الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، التى تغطى كل المجالات، السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية.

وقال الخبراء، لـ«الدستور»، إن البيان الختامى للزيارة يعكس أهمية مصر كحليف للهند الصاعدة بقوة على الساحة الدولية، وكذلك اتجاه مصر لتطبيق مبدأ «التوجه شرقًا» فى سياستها الخارجية، مع مزيد من الانفتاح على القوى العالمية المختلفة.

محمد سليمان: تمهيد لتعاون أكبر  فى الصناعة والتكنولوجيا والأمن الغذائى

قال محمد سليمان، مدير برنامج التقنيات الاستراتيجية والأمن السيبرانى فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الهند ستنتج عنها خارطة طريق تعزز التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة أن مصر حليف لا غنى عنه وبوابة مهمة للأسواق الإفريقية والأوروبية.

وأضاف «سليمان» فى تصريحات لشبكة «WION» الهندية: «هوية مصر العربية الإفريقية تجعلها حليفًا لا غنى عنه للهند، سواء فى غرب آسيا أو إفريقيا أو البحرين المتوسط والأحمر، خاصة أن الهند كقوة عالمية صاعدة يجب عليها أن تبنى علاقات ثنائية قوية مع القوى الإقليمية خارج منطقتها».

وتوقع أن ينتج عن الزيارة، فى ضوء بيانها الختامى، تعاون أكبر فى عدة مجالات، على رأسها صناعات الأدوية والصناعات العسكرية والأمن الغذائى وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضح أنه وفقًا لوزارة الشئون الخارجية الهندية، وصلت التجارة الثنائية بين مصر والهند إلى مستوى قياسى، بلغ ٧.٢٦ مليار دولار فى ٢٠٢١/٢٠٢٢، مضيفًا: «مصر منفتحة للغاية على الاستثمار الهندى، بالنظر إلى العلاقات التاريخية بين البلدين وتقدير مصر لدور الهند العالمى».

طارق فهمى: نموذج لتطبيق «الاستدارة شرقًا» فى السياسة الخارجية المصرية

رأى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس السيسى الهند عكست مجموعة من الثوابت، فى إطار التعاون والعلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لافتًا إلى ما شهدته الزيارة من توقيع ٤ اتفاقيات رئيسية مهمة فى مجالات الأمن والزراعة والإعلام والاتصال وتعزيز فرص التبادل التجارى.

ورأى «فهمى» أن ما جاء فى البيان الختامى للزيارة يعكس الثوابت الخاصة بالتعاون فى مجالات التجارة والسلع، وتوافق الإرادات السياسية والاقتصادية، والتفاهم حول العمل المشترك فى عدة مجالات للاستثمار، مثل الهيدروجين الأخضر، علاوة على تسهيل عمل ٣ شركات هندية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بتوجيهات من الحكومة المصرية، مع بدء تدشين لجان عمل مشتركة بين البلدين.

وأشار إلى وجود العديد من النقاط الرئيسية فى البيان الختامى للزيارة، منها العمل المشترك على تطوير منظومات التكنولوجيا وريادة الأعمال والابتكارات، فى ظل التقدم الهندى فى هذا المجال، وكذلك تأكيد التعاون لنقل العلاقات إلى مستوى استراتيجى، وهذا الأمر لا يرتبط فقط بالصناعات العسكرية، بل بتوافر الإرادة لدى الطرفين للتعاون فى مختلف المجالات، وهو ما حدث بالفعل خلال الأشهر الأخيرة.

وقال «فهمى» إن الهند تنظر إلى مصر باعتبارها منطقة جاذبة للاستثمارات، تحظى باستقرار سياسى واستراتيجى، مشيدًا بحضور كتيبة عسكرية مصرية لاحتفالات «يوم الجمهورية» فى الهند، بما له من دلالة وتوضيح لطبيعة واتجاه العلاقة بين البلدين.

وأضاف أن البيان الختامى للزيارة ركز على محددات العلاقات المستقبلية بين البلدين، وستكون له نتائج إيجابية فى الفترة المقبلة، مع توسيع التعاون فى مجالات استراتيجية مختلفة.

وشدد على أن الزيارة تدشن تأسيسًا ثانيًا للعلاقات المصرية الهندية، وتعد نموذجًا لتطبيق مبدأ «الاستدارة شرقًا» فى السياسة الخارجية المصرية فى هذا التوقيت، بما يخدم المصالح المصرية.

وائل عواد: تشجع الشركات الهندية على التنقيب عن الغاز والنفط فى «المتوسط»

أكد الدكتور وائل عواد، الخبير فى الشئون الآسيوية، أستاذ العلاقات الدولية، أن دعوة الهند للرئيس السيسى ليحل ضيف شرف ويشارك فى احتفالات «يوم الجمهورية»، يعبر عن تقديرها مكانته لديها، باعتبار مصر من الدول الصديقة المهمة والكبرى.

وأضاف «عواد» أن الهند تسعى لدفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، بناءً على ما تحظى به العلاقات من خصوصية تاريخية، وأملًا فى الوصول إلى الأسواق الإفريقية الواعدة، والاستفادة من فرص الاستثمار، خاصة أن مصر من الدول العربية والإفريقية التى تحتل مكانة جيواستراتيجية مهمة، وقد تكون بوابة الهند إلى إفريقيا لتحقيق تطلعاتها الخاصة.

ورأى أن أهمية زيارة الرئيس السيسى الهند تأتى من رغبة الأخيرة لتوسيع دائرة نفوذها كقوة دولية، وهو ما يمنح أبعادًا جديدة لهذا التقارب، ويفتح الباب لعقد تحالفات مع دول أخرى تحظى بعلاقات جيدة مع الهند أو مصر لتعزيز التعاون فى عدة مجالات مثل التعاون العسكرى والأمنى والاتصالات وعلوم الفضاء والتجارة بما يحقق مصالح شعوب التحالف.

وشدد خبير الشئون الآسيوية على أن التقارب الهندى المصرى يكتسب أهمية كبيرة، فى ظل ما يشهده العالم حاليًا من توترات سياسية وصراعات وحروب، مع ارتفاع الأسعار العالمية للغذاء والوقود، الأمر الذى يفاقم سوء الأوضاع المعيشية فى الدول النامية والفقيرة.

وبَيّن أن نيودلهى تعتبر القاهرة حجر الأساس فى الاستقرار والنفوذ فى العالم العربى، الأمر الذى يحقق توازنًا للعلاقات الهندية العربية من جهة، ويوسع رقعة نفوذها فى القارة الإفريقية من جهة ثانية، خاصة أن النفوذ الهندى يتنامى فى إفريقيا خلال عقدين من الزمن، وكذلك ارتفعت استثماراتها فى دول مجاورة بشكل ملحوظ.

واعتبر أنه من المبكر جدًا الحديث عن نتائج ملموسة للزيارة، لكن يمكن القول إن وجود تقارب بين زعيمى البلدين على تطوير العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، يسهل عمل المسئولين والوزراء فى كلا البلدين، من خلال التواصل وتبادل الزيارات والتوقيع على المعاهدات لتحقيق النتائج المرجوة.

ونوه إلى امتلاك مصر عدة فرص استثمارية واعدة، بينما تسعى الهند لتوسيع استثماراتها الخارجية، خاصة فى قناة السويس، والتنقيب عن النفط والغاز فى البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يسهل على الشركات الهندية الاستفادة من الموقع الجيواستراتيجى لمصر، ومن ناحية أخرى سيسمح للحكومة الهندية التواصل أكثر مع القارتين الإفريقية والأوروبية، باعتبار أن قناة السويس تمثل ممرًا حيويًا للتجارة العالمية والنفط.

ورأى أنه من الجيد أن تعيد مصر إحياء علاقتها مع الهند، والأجمل أن نلمس هذا على أرض الواقع من خلال الاستثمارات والمشروعات المشتركة بين البلدين، ما يعزز النشاط المصرى فى آسيا، ويضمن التوازن فى العلاقات الهندية العربية، والهندية الإفريقية من ناحية ثالثة.

وكشف عن أنه يمكن لمصر أن تستفيد من مجال تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الفضاء، خاصة أن الهند رائدة فى كلا المجالين، ويمكن أن تكون هناك فرص عمل أو تقديم منح للطلبة المصريين فى كلا المجالين.

كما نبه إلى أن ملف السياحة مهم جدًا، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا جدًا من الهنود يرغبون فى زيارة مصر، وهذا يضمن انتعاشة قوية للسياحة.