لم تمض 48 ساعة على استشهاد 9 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، حتى قُتل 7 إسرائيليين وأصيب آخرون في عمليتي إطلاق نار بمدينة القدس نفذهما فلسطينيان، ضمن موجة التوتر المتصاعدة بالأراضي الفلسطينية.

ومساء الجمعة، قُتل 8 أشخاص من بينهم منفذ العملية وأصيب 6 آخرون على الأقل في إطلاق نار أمام كنيس يهودي، في مستوطنة "النبي يعقوب" قرب بلدة بيت حنينا، وهي مقامة على أراضيها، شمالي القدس.

كما أصيب مستوطنان إسرائيليان، أحدهما بجراح خطيرة السبت في إطلاق نار قرب مستوطنة في حي سلوان بالقدس الشرقية، حسب إعلام عبري رسمي.

ووقعت العمليتان غداة استشهاد 9 فلسطينيين في عملية نفذها الجيش الإسرائيلي الخميس بمخيم جنين شمالي الضفة الغربية.

غضب إسرائيلي

وعقب العمليتين سادت حالة من الفرح في أوساط الفلسطينيين قابلها غضب إسرائيلي عارم، وصدرت اتهامات لجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية بالعجز عن وقف سلسلة هذه الهجمات المتواصلة.

وفي هذا الصدد، أعلنت الشرطة الإسرائيلية صباح السبت رفع حالة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوى، فيما اعتقلت 42 فلسطينياً خلال الساعات الأخيرة الماضية.

وقالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية: "أمر مفوض (قائد) الشرطة يعقوب شبتاي برفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى في أعقاب الهجوم".

وطلبت الشرطة الإسرائيلية من الجمهور الإبلاغ عن أي شخص أو غرض مشبوه على خطها الساخن، حسب المصدر ذاته.

في سياق متصل أعلنت الشرطة في بيان اعتقال 42 فلسطينياً بحي الطور بالقدس الشرقية من أقارب وأصدقاء منفذ الهجوم خيري علقم (21 عاماً).

وكان عشرات المستوطنين الغاضبين هاجموا وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير (تخضع الشرطة لسلطته) لفظياً في أثناء وجوده بمكان تنفيذ العملية، وقالوا له: "هذه المجزرة حدثت في ظل ولايتك وزيراً"، وفق "يديعوت".

تسليح المستوطنين

إلى ذلك، قالت قناة كان العبرية (رسمية) السبت إن المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت) سيبحث الليلة فرض قيود كبيرة على الفلسطينيين، تتضمن طرد عائلات منفذي العمليات، والدفع نحو توزيع آلاف الأسلحة على المستوطنين الإسرائيليين.

وأضافت القناة التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن "الكابينت سيبحث مساء السبت تعزيز قوات الشرطة في أنحاء إسرائيل كافة، وإغلاقاً فورياً لمنازل منفذي العمليات الفلسطينيين وهو الإجراء الذي سيتخذ لأول مرة".

كما سيبحث "الكابينت اعتقال أقارب منفذي العمليات والمقربين منهم، واستعجال تخصيص موازنة لتوزيع الآلاف من قطع الأسلحة على الإسرائيليين، ودفع مشروع قانون طرد عائلات منفذي العمليات" حسب المصدر ذاته.

هنية يحذّر

واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية السبت أن المنطقة ذاهبة إلى "تصعيد غير مسبوق".

وقال هنية: "المنطقة ذاهبة إلى تصعيد غير مسبوق فالمواجهة لن تبقى داخل السجون، وشعبنا الفلسطيني لن يترك أبناءه الأسرى وحيدين في المواجهة".

وأضاف: "تشن مصلحة السجون الصهيونية بتوجيهات من وزير الأمن الداخلي (الأمن القومي) (ايتمار) بن غفير حملة قمع متواصلة منذ يوم أمس، ضد الأسرى في عدد من السجون الإسرائيلية".

ولفت إلى أن "عملية القمع التي يتعرض لها الأسرى في هذه اللحظات تدخل ضمن خطة إرهابية منظمة تندرج في سياق أجندة متفق عليها في حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ويقودها وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال بن غفير".

ودعا هنية قادة العالم وما أسماهم "الشعوب الحرة"، إلى "التدخل لوقف جرائم بن غفير وحكومة اليمين الفاشي، فالعالم أمام اختبار حقيقي".

تنكيل بحق الأسرى

وفي وقت سابق السبت قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، "إن قوات تتبع مصلحة السجون نفذت "عمليات اقتحام وتنكيل بحق الأسرى في عدد من الأقسام في سجون عوفر (وسط الضفة) ومجدو (شمالي إسرائيل) والنقب (جنوب)".

وأضاف أن تلك القوات "نكّلت بالأسرى، وعزلت مجموعة منهم"، مُردفاً أن سجن النقب يشهد منذ صباح السبت "حالة من التوتر الشديد".

ويبلغ إجمالي عدد الفلسطينيين في سجون إسرائيل نحو 4700، بينهم 29 أسيرة، و150 طفلاً وقاصراً، وفق نادي الأسير.

TRT عربي - وكالات