حول أحد أبناء جندلة، قريته النائية، والتي تبعد عن جازان 170 كم، إلى ملتقى لمحبي الرحلات الاستكشافية وللمسامرة الشعرية، والدمات والفنون الشعبية، عبر مخيمه الذي يقام فيه الكثير من الفعاليات المتنوعة، جامعاً أهالي القرية ومن خارجها كبارا وصغارا، في أجواء ربيعية مفعمة بالفرح والسرور، بالرغم من معاناتهم اليومية مع الطرق المؤدية إلى قريتهم ومشاكلها الأزلية.

ملتقى للأهالي

يوضح العسيري أنه صاحب فكرة مخيم الفعاليات بقرية جندلة النائية قائلا: قمت بعمل هذه الخيمة وجهزتها بكامل التجهيزات من كهرباء وحطب، وفرشات وأواني الطبخ وتنور، وغيرها من الأمور، لنستعيد فيها ذكريات الماضي والحياة البسيطة لآبائنا وأجدادنا، والهدف منها أن تكون ملتقى للأهالي، والاجتماع بشكل يومي بعد أن فرقتنا الجوالات ووسائل التواصل الاجتماعي، فوجدتها فرصة مناسبة للم شمل أهالي القرية من خلال هذا المخيم، وبعيدا عن صخب الحياة ومشاكلها، ففي ليلة واحدة اجتمعنا هنا أكثر من 70 شخصا من أكبر رجل بالقرية وعمره 120 عاما، إلى أصغر شاب، ونقوم بزيارته بشكل يومي، وقضاء مسائنا فيه للتسامر، خصوصا مع هذه الأجواء الربيعية الجميلة والمعتدلة، فيكثر التردد على الخيمة ونمارس الحياة التي نحبها، ونعد الشاي والقهوة على نار الحطب.

الرحلات الاستكشافية

يقول العسيري يطلقون علي في القرية ومن خارجها لقب رجل البادية، ومن قبل فكرة عمل المخيم، لأنني محب للبرية والطبيعة والحياة البسيطة، والآن مع إنشاء المخيم صاروا يقصدونني الكثير من محبي الرحلات الاستكشافية البرية، للانطلاق معهم ودليلهم في أودية جندلة والتنعيمة وحريجن وخلة، لما تملكه هذه الأودية من مناظر طبيعية خلابة، ورمال بيضاء ناعمة وجنادل كبيرة، وأشجار معمرة ومياه وفيرة، جعلتها هدفا للمستكشفين، الذين يأتون من خارج المنطقة، وخيمتنا صارت وجهتهم ومقصدهم، للانطلاق إلى هذه الأودية والرحلات الاستكشافية.

معاناة يومية

يؤكد أنهم يواجهون معاناة يومية مع طريقهم، الذي يربطهم بمحافظة الدرب، وكذلك المؤدي إليهم من جهة كوبري رجال ألمع، فكلاهما مسبب لهم وللأهالي الكثير من المشاكل الأزلية، وأعدم عليهم المركبات، فالطريق إلى الدرب بدون سفلتة وطريقهم إلى ريم عبارات مكسورة وجسور متعثرة، ومع ذلك متكيفون مع قريتنا ونقوم على فعالياتنا البسيطة والمتواضعة، وتستقبل ضيوفنا وشعراءنا ورحلات المستكشفين لقريتنا النائية وأوديتها الجميلة، ولعل هذه الخيمة تكون سببا بعد الله في حل مشاكلنا.

فعاليات خاصة

يشير أبو حامد إلى أن جازان تبعد عنهم 170 كلم ولديهم فعالياتهم، ونظرا لبعدها عنهم إلا أنه حرص على إقامة فعاليات خاصة بأبناء قريته لجمعهم فيها، وعمل فعاليات كثيرة ومتنوعة، جمعت الكبار والصغار، منها مشاركات شعرية وشعراء كبار من القرية وخارجها من القرى المجاورة، ودمات شعرية وفنون شعبية، وكذلك عمل الملة على الحطب والحجار والخبار والخبز بالطريقة القديمة، التي كان يجتمع عليها أهالي القرية في المناسبات لمساعدة بعضهم البعض، وهذه كلها من أهداف وفوائد وفعاليات المخيم المتواضع والبسيط، وبعيدا عن الهياط والتكلف.