صلاح جلال
هناك تقرير شامل أعدته الأمم المتحدة حول المرتزقة السودانيين فى ليبيا، الذين ينتشرون ما بين حفتر ومجموعة السراج فى طرابلس ومجموعات ذات ولاء لقوى إقليمية تنفذ سياساتها ، ومجموعات حرة Freelance بندقية للبيع ،وفق المقاولة ، وكل المليشيات يتفقون على مبدأ الإرتزاق ونهب ما تيسر من خيرات ليبيا من عربات وبترول وأموال وكل مايمكن اعادة بيعه خارج الحدود الليبية فى دول الجوار حتى غانا ، وهو ما يعرف بإقتصاديات الحرب وهى أكثر شراسة وضرر من الحرب نفسها .
فى آخر ايام الحكومة الإنتقالية قبل الإنقلاب زار عضو مجلس رأس الدولة الليبى السوان والتقى برئيس مجلس السيادة وآخرين من بينهم وزيرة الخارجية د.مريم المهدى ، وكان ملف المرتزقة السودانيين حاضر، وفق تصريح لوزيرة الخارجية جاء فى الصحف الورقية فى تلك الزيارة .
يقدر عدد المرتزقة السودانيين فى ليبيا بحوالى مايفوق ال ١٢ ألف فرد مسلح ينقسمون بين حوالى عشرة مجموعات ، ما بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة .
معظم الحركات المسلحة فى إقليم دارفور متورطة في هذا الملف بالأصالة والبعض الآخر بالوكالة .
الآن هناك ترتيبات دولية ومحلية تجرى فى الساحة الليبية وتحضير لإنتخابات عامة ، أحدة مقتضياتها إنهاء وجود المرتزقة بين أطراف الحرب الأهلية الليبية
خاصة المجموعات الأكثر وضوحاً وفاعلية من الجارتين السودان وتشاد.
بالنسبة للسودان تقوم الأمم المتحدة منذ مدة بمفاوضات بعيدة عن الأضواء فى دولة النيجر ، أقيمت عدد من ورش العمل لبلورة موقف موحد وحلول أطرافها قيادات المسلحين والحكومة السوانية والأمم المتحدة ، بعض قيادات المرتزقة طالبوا قبل عامين بالتفاوض بين الحركات المسلحة والحكومة بمنبر جوبا للسلام ، لكن تم أستبعادهم من المشاركة (بفيتو) وضغط من قيادتى الحركتين تحرير السودان والعدل والمساواة ، لأن بينهم مجموعات منقسمة عنهم بشرط أن تعود للإنضمام لحضن الحركات التي إنشقت منها دون أى تمثيل منفصل ، وهو ما لم توافق عليه تلك الفصائل ، لإعتقادها أن المسببات التى دفعتها لترك الحركات لم تتغير لذلك آثرت الإنسحاب من منبر جوبا بمعنى أوضح تم طردها .
المجموعات المسلحة السودانية الآن تتمركز فى مناطق سبها والجفرة وزلة وأم الأرانب وتمبسه وهراوة
داخل الأراضى الليبية بكامل سلاحها ومعداتها.
أهم هذه المليشيات
١- مجموعة عباس جبل مون ، ويحى أحمد وهى تتألف من أبناء المسيرية جبل من منطقة جبل مون شمالى الجنينة وهى قوة معتبرة بعتاد عسكرى كبير .
٢- مجموعة الصحوة الثورى التابعة لموسى هلال بقيادة عبدالله حسين.
٣- مجموعة أحمد سافنا أيضا كان تابعاً لموسى هلال ، وهناك مجموعة صغيرة أخرى كانت تتبع لموسى هلال أيضاً.
٤- تجمع قوات العدل والمساواة بقيادة عبدالله أبكر شوا متمركزة في منطقة هراوة وتمبسة ، وهى قوة كبيرة وآليات عسكرية معتبرة .
٥- قوات تابعة لعبدالله بندة ابكر القائد العام السابق للعدل والمساواة وهو مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية .
٦- حركة العدل والمساواة الجديدة بقيادة منصور أرباب كانت قوة معتبرة ولكن الآن انشقت عنها مجموعات أخرى فأصبحت جسم سياسي دون قوات على رأسها أرباب .
٧- مجموعة بقيادة آدم صابون قوامها من أبناء غرب دارفور .
٨- مجموعة تابعة لعبدالواحد النور بقيادة كرجكولة وهى قوة كبيرة تمتلك آليات عسكرية متنوعة تتعامل مباشرة مع الليبين جناح حفتر .
هذه المليشيات الضخمة جيدة التسليح والمواصلات والإتصالات وتمتلك رأس مال ضخم من النهب والتجارة غير المشروعة *هى العنوان البارز للأزمة القادمة فى دارفور* .
بدأت محاولات متعثرة للتفاوض فى دولة النيجر ، ولكنها إلى الآن لم تجد الزخم والإرادة السياسية الضرورية لدفعها للتبلور فى مصفوفة حلول عملية تجنب السوان عامة ودارفور بصفة خاصة من الإرتداد فى الفوضى ، خاصة هذه المجموعات تعودت ان تكون بندقيتها للإيجار ومن يدفع أكثر من أعداء السودان فى الداخل والخارج
صورة من التقرير لقيادات ومؤسسات حزب الأمة ، مع الإستعداد لمزيد من التفاصيل حول الموضوع إذا عزمت مؤسسات الحزب مناقشته ، الذى أعتقد أنه يرقى لمستوى الأولوية بدرجة (هام وقصوى).
29 يناير 2023
