قال المؤرخ الفرنسي رولان لومباردي،  مؤلف كتاب "عبدالفتاح السيسي.. بونابرت مصر" أن كل ما يكتبه عن مصر هو نتاج رصده لما يحدث في أرض الواقع، فقد قضى ما يقرب من شهر في مصر خلال فترة ثورة يناير وعايش ما يدور بنفسه، ومن ثم فإن كل ما كتبه هو تجارب ناقلة للواقع.

 فترة مهمة في تاريخ مصر

أوضح لومباردي أن هذه الفترة من تاريخ مصر كانت مهمة للباحثين إذ كان هناك الكثير من وجهات النظر الغربية عن مصر منعزلة عن حقائق الواقع، وهو ما تجسد في آراء بعض الباحثين الذين اعتبروا أنه عصر الديمقراطية، موضحًا: "كنت من القلائل الذين تبنوا وجهة نظر مخالفة عما هو سائد من آراء آنذاك".

وقال: عندما كتبت مقالًا عن الوضع في مصر في العام 2013 تنبأت بأن الرئيس السيسي هو من سيصل بمصر إلى بر الأمان في ظل هذه الفترة المكتظة بالمشاكل، وقلت: راقبوا السيسي فهو المؤهل لقيادة مصر في الفترة المقبلة.

وأضاف: كنت أقرأ الوضع باحترافية وأفهم طبيعة الشعب المصري، ورأيت أن الرئيس السيسي هو الأفضل لتخطي المرحلة الصعبة في مصر حينذاك.

وعن دوافعه لكتابة هذا الكتاب عن الرئيس السيسي أشار المؤرخ الفرنسي إلى أنه رغم مقابلته لكثير من الرؤساء في العالم، فالدور الذي قام به السيسي في السنوات العشر الماضية في مصر والمنطقة العربية ككل كان محوريًا وغير متكرر.

دور السيسي المحوري بالمنطقة

أوضح لومباردي أنه أراد الكشف عن الحقيقة في ظل بعض الانتقادات التي يوجهها الغرب للرئيس السيسي والتي تتجاهل دوره المحوري في إفريقيا والمنطقة العربية والشرق الأوسط.

واستطرد: الغرب لا يحب الأنظمة القوية التي تتخذ مواقف قوية وشجاعة، بينما يتعين عليهم معرفة وجهة نظرها بدلًا من محاولة الإيقاع بها.

نوه لومباردي بأن مصر بدون الرئيس السيسي كانت ستتحول إلى جمهورية إسلامية، وهو كابوس كان يهدد ليس فقط مصر بل العالم أجمع. 

وتابع: السيناريوهات الأخرى بدون السيسي لا تقل كارثية؛ إذ كان المصيران المتوقعان يتراوحان ما بين الحرب الأهلية الجزائرية أو المصير السوري، موضحًا: السيسي أو الفوضى هذه كانت الحقيقة. 

نهضة شاملة

قال المؤرخ الفرنسي إن الرئيس السيسي أجرى نهضة شاملة في مصر وإصلاحات ثورية وغير مسبوقة لم تكن ضمن خطط الأنظمة السابقة، لافتًا إلى محاربة السيسي لخطري الفساد والإسلام السياسي.

وقدم لومباردي تحليلًا للتقارب المصري الروسي، موضحًا أن مواجهة السيسي للإسلام السياسي قوبلت بتفاهم روسي ومساندة لأن روسيا أرادت مواجهة هذا المد هي الأخرى.

واستطرد: الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي أجراها السيسي ودوره في المنطقة وعلى المسرح الدولي لا يمكن تجاهله، فقد قدم نفسه وسيطًا له دور قوي في حل الخلافات والنزاعات الإقليمية، كما أن دوره في إرساء السلام في ليبيا ووساطته في اليمن وسوريا ودوره في الانتقال السلمي للسلطة في السودان وغير ذلك لا يمكن إنكاره.

 جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت في القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الأحد، والتي شهدت مناقشة الكاتب محمد سلماوي للمؤرخ الفرنسي رولان لومباردي حول كتابه "عبدالفتاح السيسي.. بونابرت مصر"، الذي يعد الكتاب الأول الصادر في الخارج عن الرئيس السيسي.