«التغيير» تحاور القيادي السابق بمؤتمر البجا ومرشح منصب رئيس الوزراء السوداني


اختلافي مع عمر محمد طاهر كان السبب خلف خروجي من السودان

على الترتيبات الأمنية أن تتفادى الأخطاء التي حدثت في دمج قوات البجا

المؤتمر الوطني منعني من المشاركة في اتفاقية اسمرا

صندوق اعمار الشرق عانى من فساد الكيزان

اذا وافق الشعب السوداني ولجان المقاومة اتشرف برئاسة مجلس الوزراء في الفترة الانتقالية

حل مشاكلنا الداخلية سيغلق الباب أمام التدخلات الخارجية

القيادي السابق بمؤتمر البجا ومرشح منصب رئيس الوزراء الأمين شنقراي

يعتبر الأمين شنقراي، أحد القيادات البارزة في تنظيم مؤتمر البجا، خلال مرحلة الكفاح المسلح، لكن بسبب خلافات داخلية ورفض الحزب المحلول، المؤتمر الوطني لمشاركته في اتفاقية اسمرا، أو تولي أي منصب في صندوق إعمار الشرق، غاب عن البلاد لأكثر من 20 عاما، قضاها في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عاد، مطلع الشهر الحالي، مستجيبا لدعوات من أهله بالشرق، وجماعات أخرى من ولايات كردفان ودارفور (لم يسمها)، تطالبه بالترشح لمنصب رئيس وزراء ما تبقى من الفترة الانتقالية.

التغيير: أجرت المقابلة مديرة التحرير

على الرغم من أن المبنى الذي يقطنه يطل على شارع النيل الخرطوم، إلا أنك وبمجرد أن تدخل تختفي كل أصوات الطريق، الهدوء الذي يكتسي ملامحه لا يخبر مطلقا عن السنوات التي حمل فيها السلاح، ضمن قوات التجمع الوطني الديمقراطي المسلحة، التي احتضنتها اريتريا لسنوات، ممثلا لقوات مؤتمر البجا، كأصغر قائد يتبعه الآلاف من شباب الشرق الثائر.

ظهر يرتدي بدلة زرقاء كاملة، ويضع علم السودان في دبوس على صدره، كأنه يريد الا يتم تصنيفه مناطقيا، ويعلن استعداده عن تمثيل كافة السودان.

“رشحتني لمنصب الوزراء مجموعات من الشرق، والعاصمة، وكردفان ودارفور”

على الرغم من عدم تسميته للمجموعات التي دعته لاستلام منصب رئيس الوزراء من خارج اقليم الشرق، إلا أنه أكد التقائه بعدد من أمراء اقاليم كردفان.

دافع عن قراره بالعودة الآن؛ بعد اكمال الثورة 4 أعوام كاملة، حين قال بصوت حاسم “ان لم أحضر الآن فمتى”؟ قال إنه مثل الشعب السوداني؛ فوض الحرية والتغيير على إدارة الفترة الانتقالية “لكنهم عجزوا عن إدارة الأمور فما عدنا نستطيع المواصلة من مقاعد المتفرجين”.

واستدرك واصفا سنوات غيابه بأنها جسدية فقط، مشيرا لانخراطه في الكثير من الأعمال واللقاءات عبر الوسائط وتوفير برامج الاغاثة وغيرها.

برنامج مكتمل

يبدو أن مقترح الترشيح كان سابقا لعودته للخرطوم، فقد أتى ببرنامج متكامل يشمل كافة التفاصيل من احتواء الأزمة الاقتصادية الطاحنة إلى تأسيس مجلس وزراء بهيكلة جديدة يستحدث وزارة تمثل المناطق البدوية والرحلة.

“معظم المحاربين يخرجون من هذه المناطق، والإنتاج المطري والثروة الحيوانية، وأحزمة الفقر، لكن لم يكن هناك اهتمام سابق بهم”

على الرغم من خلفيته العسكرية؛ لكن العقيدة التي ينتهجها تتمثل في الايمان الكامل بالتحول المدني الديمقراطي “أؤمن بالدولة المدنية إيمانا قاطعا والسودان لن يستطيع الوقوف على قدميه بلا حق مواطنة ودستور وصندوق انتخابات ومساواة كاملة وحرية كاملة.”

أهم ملامح الخطة

أكبر التحديات التي ستواجه أي حكومة قادمة؛ هي الأزمة الاقتصادية الطاحنة، التي وفق “شنقراي” تحتاج لاجراءات طارئة لوقف تسريب الموارد المحلية للخارج، واستعادة الدعم الدولي، وبرامجه لمكافحة للفقر مثل ثمرات، وجذب الاستثمارات والعمل على إكمال مسيرة اعفاء الديون.

أما العلاقات الخارجية من وجهة نظر “شنقراي” تتطلب الحكمة في التعامل وضبط البيت الداخلي، ولابد من التعامل معها في سياق (win-win) لتكسب جميع الأطراف.

“تعافي دولتنا سيوقف خوفنا من التدخلات الأجنبية، علينا أن نتحدث مع بعضنا بدلا عن اتهام الآخرين”

“لدينا حدود جغرافية وتداخل قبلي مع عدد كبير من الدول لابد من التعامل مع ذلك بحساسية عالية، خاصة دول: مصر واريتريا واثيوبيا وتشاد وإلى حد ما دول الجنوب”.

يثق “شنقراي” في مقدرة المكون العسكري على القيام بالاصلاح اللازم داخل الجيش. ويؤكد في ذات الإطار على ضرورة إصلاح الخلل الذي انتاب العلاقة بين الشعب والجيش، مشيرا إلى تاريخ المؤسسة العسكرية الوطني منذ الاستقلال.

وحول الترتيبات الأمنية، يحذر من الوقوع في ذات الاخطاء التي حدثت في دمج قوات مؤتمر البجا، ويقترح أن يتم النظر لتجربة الولايات المتحدة في الحرس الوطني، بعمل قوات خاصة بكل اقليم، ويتم عمل معاهد وسيطة لتطويرها، ويمكن أن تخفف على ميزانية الدولة بأن يكونوا موظفين في وظائف أخرى، وتخصص لهم أوقات للخدمة العسكرية.

في مقابل كل وزارة وضع “شنقراي” فريق عمل مكون من 5 أشخاص كحد ادني، يكتبون أهم الأدوار التي يجب أن تقوم بها الوزارة المدينة ومواصفات الوزير الذي يجب أن يتسنم الوظيفة.

“شخصية رئيس الوزراء يجب أن تكون مراقبة وحاسمة لعمل الوزراء في حكومته”

البيت الصغير

المهمة الأولى التي وضعها “شنقراي” على عاتقه تمثل في إدارة ملف الشرق في وقت عانى فيه من مشاكل قبلية وانقسامات، وبدأ بالفعل لقاءات مع اعضاء المجلس الأعلى لنظارات البجا، ويرتب للقاء الناظر ترك.

“التقيت بعدد من العمد والنظار والمجموعات الشبابية الذين رحبوا جميعا بمبادرتي للم شمل المجلس مرة أخرى”

على الرغم من حرصه الكبير على عدم وصم اللقاءات الأخرى التي أجراها مع بقية المكونات، بأنهم ضد المجلس “من يعمل على الصلح لابد أن يكون حريصا على مفرداته”، التقى” شنقراي” بـ” كنتيباي الحباب” وسيذهب إلى كسلا للقاء عدد من النظار والعمد هناك.

يسعى” شنقراي” حسب تعبيره لجمع رأي الشرق حول الاتفاق السياسي الذي يجري الإعداد له، بعد أن يقوموا بواجبهم في عمل تفاهمات حول ما يريدون، حتى لا يشعروا أن الدولة تتجاهلهم.

“ليس من الشجاعة السياسية أن ترفض المشاركة في صنع واقعك الخاص وتتركه للآخرين”

تفكيك التمكين

على الرغم من اتفاقه على ضرورة تفكيك التمكين الا أنه انتقد ما وصفه بـ”المدخل السياسي”، مشددا على ضرورة ترك الأمر للقضاء، والسماح للمتهمين بالدفاع عن أنفسهم.

” الثورة نادت بالعدالة، لا يمكن هزيمة شعارات الثورة، ومن جهة أخرى فإن الاسترداد الذي لا يحدث عبر القضاء مهدد بأن يعيده أي تغيير سياسي يحدث”

خروج مسبب

غادر الأمين السياسي لمؤتمر البجا، الأمين شنقراي، في العام 2000 والسبب كان اختلافا كبيرا مع عمر محمد طاهر، وعلى الرغم من حرصه على عدم الخوض في التفاصيل، إلا أنه أكد ضرورة الخروج في ذلك الوقت خوفا من حدوث انفجار.

“الانشقاقات داخل كيانات مسلحة أمر عواقبه وخيمة”

وبالعودة لتاريخه في العمل المسلح، كان القائد الرابع، في الجناح العسكري المعارض، تسبقه قيادات حزبي الأمة والختمية ورئيس الحركة الشعبية، جون قرنق.

“كنت في مطلع عقدي الثالث، كانت القيادات الأخرى تسبقني بعقود، وجمعتني علاقة مميزة مع جون قرنق”

وأكد أن اختياره للقيادة الميدانية كان عبر الانتخابات الحرة “كنا نضع الأسلحة بعيدا ونجلس في مواجهة سبورة وطباشير والانتخابات معلنة ومباشرة”

اتهامات “اسلاموية”

دراسة الأمين شنقراي بين السعوديون وباكستان نسجت حوله العديد من الشائعات حول ميوله الاسلامية، وارتباطه ببعض الجماعات الجهادية، وعندما سألناه نفى بصورة حازمة وقاطعة: “لا”.

“منذ وصولي بدأ البعض في نسج الشائعات عني، بالنسبة “للبعض” النضال محصور على اليساريين، ولا يفهم البعض كيف أن بعض حفظة القرآن وشيوخ الخلاوي من همشكوريب رفعوا السلاح وقاتلوا ضد حكم الإسلاميين، وزاد: “نحن ضد الظلم حتى لو قام به من يرفعون الشعارات الاسلامية”.

الأمين شنقراي مع مديرة التحرير

اعترافات من الماضي

كانت المرارة ظاهرة في نبرته على الرغم من حرصه أن تكون محايدة، وهو يتحدث عن افاعيل الحزب المحلول.

“المؤتمر الوطني أسس لخلق خلافات بين قيادات البجا بشكل منهجي ومرتب”.

وقال إنه قلد قياداته إدارة صندوق إعمار الشرق ولم يتركوا لأهل الشرق فيه أي قرار، “المدير التنفيذي كان مؤتمر وطني ورئيس مجلس الإدارة كان النائب الأول للرئيس انذاك علي عثمان فيما أصبح رئيس مؤتمر البجا الشخص الثاني”.

وكشف شنقراي لـ (التغيير) عن مطالبات من المؤتمر بتسليمه منصب نائب الصندوق، لكن الرفض جاء كبيرا “قامت الدنيا ولم تقعد”.

وقال” شنقراي” إن الجماعات الكيزانية أفسدت فسادا كبيرا في أموال الصندوق، عبر العطاءات المزيفة، وعدم ترتيب أولوليات الصرف، واهتمامهم بالمباني فقط.

“بنوا مدارس في مناطق لا يوجد فيها سكان”

لكن “شنقراي” تحفظ على الرد حول مشاركة قيادات البجا في الفساد، نسبة لوجودهم في وظائف عليا داخل الصندوق، قائلا إنه لا يملك معلومات دقيقة ولا يريد أن يتهم اخوانه بلا دليل.

فيما أعرب عن حسرته من اهدار 200 مليون دولار من جملة 600 مليون، مشيرا إلى أن الصندوق والأموال التي وصلته كان يمكن أن تحدث تغييرا حقيقيا في حياة أهل الشرق. “كانت في العموم تجربة قاتمة”.

وكشف “شنقراي” عن وجود أموال مجمدة من حكومة الكويت، معربا عن امنياته من أن يتم اطلاقها حال تم التأكيد على صرفها بنزاهة.

منع مشاركة

“تمت محاربتي من أعضاء المؤتمر الوطني وعلمت في العام 2006 أنهم رفضوا مشاركتي في اتفاق اسمرا وبعد أن تكررت زيارات للسفارة بشكل يومي لأخذ التأشيرة أخبروني آخر الأمر أن الحكومة لا ترغب في حضوري”.

وحول سؤالنا عن وقوف زملائه في قيادة البجا في صفه واصرارهم على عودته، قال: “زملائي لم يقاتلوا في ضرورة مشاركتي، وعندما عدت لم اسألهم عن الأمر ولم يتحدثوا هم عنه”.

تاريخ الخبر: 2023-01-30 15:23:54
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية