أفاد تقرير لوكالة رويترز بأن مجموعة من النشطاء الموالين لروسيا في ألمانيا دعموا الفرق العسكرية الروسية المشاركة في الحرب الأوكرانية، واُستخدمت الأموال لشراء أجهزة تواصل لاسلكية وسماعات وهواتف، وفقاً لضابط روسي ورسائل من مجموعة النشطاء.

ووفقاً للتقرير، في أواخر العام الماضي، فقد سّلم زوجان في المجموعة، إيلينا كولباسنيكوفا وماكس شلوند، مبلغ 500 يورو (540 دولاراً) لضابط روسي شخصياً.

وعلى الرغم من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تحظر تزويد الجيش الروسي بهذه المعدات، أظهرت رسائل الزوجين أنهما على علم بأن الأموال المدفوعة استُخدمت لشراء معدات اتصالات.

في وقت سابق، كشف تقرير خاص لرويترز في 3 يناير/كانون الثاني أن كولباسنيكوفا وشلوند كانا يروجان في ألمانيا موقفاً مؤيداً لموسكو مع الحفاظ على علاقات غير معلنة مع موسكو أو الكيانات الروسية الخاضعة للعقوبات أو اليمين المتطرف.

وتشير الأدلة الجديدة التي جمعتها رويترز إلى أن الزوجين يشاركان بنشاط في حملة الكرملين العسكرية في أوكرانيا أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.

ووفقاً للوكالة، كتبت كولباسنيكوفا في رسالة أُرسلت في أكتوبر/تشرين الأول في مجموعة خاصة على تطبيق واتساب: "لقد حولنا 500 يورو لفرقة البندقية الآلية الثانية والأربعين في الاتحاد الروسي لشراء أجهزة راديو وسماعات وهواتف راديو".

وأضافت "تحدثنا معهم في دونيتسك. جرى نشرها (المعدات) في خط المواجهة. خدم زوجي مع أحد هؤلاء الرجال".

من الجدير بالذكر أن لائحة الاتحاد الأوروبي الصادرة في 25 فبراير/شباط 2022، تحظر إمداد أو تمويل شراء سلع معينة للجيش الروسي. وتشمل قائمة السلع المشمولة "المعدات اللاسلكية (مثل أجهزة الإرسال وأجهزة الاستقبال)."

وبموجب القانون الألماني، تصل العقوبة الجنائية لأي شخص يثبت انتهاكه للعقوبات إلى السجن لمدة خمس سنوات.

وفي أثناء عودة كولباسنيكوفا وشلوند من رحلة إلى دونباس الأوكرانية، التقيا الضابط الروسي دميتري تكاتشيف في مدينة روستوف على نهر الدون في جنوب روسيا واستلم من الزوجين التبرعات.

وبناءً على طلب من قائده، استخدم تكاتشيف، المسؤول عن الإشارات والاتصالات في الفرقة 42 في الجيش الروسي، الأموال لشراء معدات الاتصال وأرسلها إلى الفرقة المنتشرة على خط الجبهة في شرق أوكرانيا.

ولم تحصل رويترز على تعليق واضح بشأن الدعم والرسائل من جانب الزوجين.

ولم ترد أيضاً وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق.

منظمو الاحتجاجات

انتقل شلوند، الذي درس في الأكاديمية العسكرية الروسية، إلى ألمانيا في عام 2012. وبدأ لاحقاً علاقة مع كولباسنيكوفا، وهي في الأصل من أوكرانيا وعملت في ألمانيا كممرضة.

ومنذ شن روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، فقد نظّم الزوجان احتجاجات في مدينة كولونيا الألمانية، وطالبا الحكومة الألمانية بوقف تسليح أوكرانيا وعقد السلام مع موسكو.

سبق للزوجين إعلان كيفية جمع التبرعات في ألمانيا واستخدام الأموال لتقديم المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية للروس في منطقة دونباس خلال زيارتهم العام الماضي.

وكُشف عن دعم كولباسنيكوفا وشلوند للجيش الروسي عن طريق مجموعة واتساب تشارك كولباسنيكوفا المعلومات بها لتظهر للمؤيدين كيف جرى إنفاق تبرعاتهم، وشاركت هي وشلوند الصور والتسجيلات الصوتية والإيصالات المتعلقة بالمعاملات.

في إحدى الصور التي شاركتها على المجموعة، جرى تصوير رجلين مجهولي الهوية يرتديان ملابس مموهة بجانب صناديق مفتوحة للمعدات موضوعة على صندوق سيارة لادا ذات تصميم سوفييتي مع لوحة ترخيص دونيتسك.

كما نشر شنولد في المجموعة لقطات شاشة لإيصالات البضائع وايصالات لمشتريات خمسة أجهزة راديو لاسلكية بقيمة إجمالية قدرها 9000 روبل (125 دولاراً) وخمسة هواتف Yealink SIP-T30P IP. وتتيح هذه الأجهزة للمستخدمين إجراء مكالمات هاتفية عبر الإنترنت. من الجدير بالذكر أن شركة Yealink مقرها الصين.

وقال ضابط في الفرقة 42 في آخر تسجيل صوتي شاركته كولباسنيكوفا: "جرى تسليم الغرض الذي أعطيتني المال من أجله للتو (...) اشترينا أجهزة راديو Baofeng وسماعات لأجهزة الراديو (...) وهواتف IP المزودة بأجهزة مودم. إنه أمر مفيد للغاية، تمر الاتصالات السرية عبرها أيضاً. شكراً جزيلاً لك من الفرقة 42، من رئيس الاتصالات. يمكنك القول إنك زودتنا بالاتصالات اللازمة".

TRT عربي - وكالات