كشفت وثائق بريطانية أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بحث مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إمكانية إيجاد خليفة محتمل للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعد تصاعد انتفاضة الأقصى عام 2001.

وأشارت الوثائق التي أفرج عنها مؤخراً، إلى أن بوش توقع أن يستخدم أرييل شارون، الذي خلف رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك إيهود باراك، قطاع غزة لإثارة الفرقة بين الفلسطينيين.

وتطرقت الوثائق إلى الاتصالات التي جرت بين إدارة بوش وبريطانيا عندما تسلم بوش الرئاسة عام 2001، حين كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوجها.

وطالبت إدارة بوش الزعيم الفلسطيني بوقف الانتفاضة تمهيداً لبدء مفاوضات أمنية مع إسرائيل. واستخدمت حق النقض "الفيتو" لإجهاض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب ببحث مقترح بأن تشكل الأمم المتحدة قوة مراقبة لحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وبعد إجهاض المشروع، جرت مباحثات هاتفية بين بوش و بلير كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة قضية رئيسية فيها.

خليفة لعرفات

وتقول الوثائق إن رئيس الوزراء البريطاني أبدى "قلقه" على عرفات، وقال إنه "وصل إلى أقصى حدود ما يمكنه فعله بشكل بنّاء. وهو يعمل فقط على الاحتفاظ بموقعه".

وأضاف أنه "لم يعد لديه ما يقدمه أكثر مما قدم"، في إشارة إلى أنه قدم كل التنازلات الممكنة.

وأقر بوش ما قاله بلير، ثم وصف عرفات بأنه "ضعيف ولا منفعة منه". وكشف عن أنه طلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي آيه" البحث عن خلفاء محتملين للزعيم الفلسطيني. غير أنه قال إن الوكالة "بحثت في المشهد الفلسطيني بدقة، وخلصت إلى أنه ليس هناك خليفة متاح".

إلا أن عرفات توفي عام 2004 في فرنسا بعد فشل الجهود الطبية لإنقاذه من نزيف دماغي بسبب ما قيل إنه مادة سامة أدخلت إلى جسده.

"استياء خليجي"

وتكشف الوثائق عن أن سعي بوش للبحث عن خليفة لعرفات كان مخالفاً لموقف كولين باول وزير الخارجية الأمريكي.

وقد أبلغ الوزير بلير، خلال لقائه إياه في واشنطن قبل خمسة أسابيع بحضور بوش، بمخاوفه من سقوط عرفات. وقال "لو انهارت السلطة الفلسطينية، سنفقد عرفات".

واشترط باول "السيطرة على العنف أولاً" قبل أن تشارك الولايات المتحدة بفعالية في حل المشكلة.

وقال إنه "سوف يبلغ الأطراف الإقليمية بأن الولايات المتحدة سوف تشارك بقوة، ولكن بواقعية".

كما اشترط باول توصل الفلسطينيين مع إسرائيل إلى ترتيبات أمنية وبناء الثقة "بعد ذلك، يمكن أن يبدأ النشاط (العون) الاقتصادي بالتدفق مرة أخرى

إلا أن المفاجئ وفق ما كشفت عنه الوثائق هو أن بلير أسَرّ بأن أحد الأمور التي أدهشته في أثناء زياراتٍ أخيرة إلى الخليج هو "استياؤهم (قادة الدول الخليجية) من تفاوض عرفات نيابة عن العرب بشأن القدس".

كما أشارت الوثائق إلى أن بلير اقترح على بوش إدارة الأوضاع طالما استعصى الحل، قائلاً: إن "شعاره كان هو: إن لم تستطع حلها (المشكلة)، فعليك أن تديرها".

TRT عربي - وكالات