ياسر قنصوة من معرض الكتاب: صرنا خاضعين لزمن متلاحق أشبه بوحش
ياسر قنصوة من معرض الكتاب: صرنا خاضعين لزمن متلاحق أشبه بوحش
استعرض الدكتور ياسر قنصوة، أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا، تاريخ الفلسفة وما يمكن أن تسهم من خلاله في حياة الإنسان، والتطبيقات العملية لما يسمي بالفلسفة التطبيقة، في تطوير للفلسفة وإدخالها في حياة الأفراد والمجتمعات اليومية.
جاء ذلك خلال ندوة “نحن والفلسفة”، والتي عقدت بقاعة صلاح جاهين، ضمن أنشطة وفعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأوضح “قنصوة”: يمكن إجمال موضوع ندوتنا “نحن الفلسفة”، في طرح المشكلات وتشخيصها ومن ثم العمل علي إيجاد حلول لها، من خلال الفلسفة التطبيقية. إلا أنه لا يمكننا إغفال مسألة الزمن، وهل نعيش نحن الزمن أم أن الزمن هو الذي يعيشنا؟، وهو ما طرحه المبدع سيد حجاب في كلمات أغنية تتر أحد المسلسلات. الحقيقة أن هذه رؤية فلسفية.
ــ ياتري احنا بنعيش الزمن ولا الزمن هو اللي بيعيشنا؟
وتابع ياسر قنصورة: ياتري احنا بنعيش الزمن ولا الزمن هو اللي بيعيشنا؟، أغنية سيد حجاب هذه تطرح رؤية فلسفية. آخر صيحة في عالم الفلسفة وهي التي تتناول “اقتصاد الزمن”، وهذا التصارع الذي يتحدث عن أن الزمن لم يعد نحن، صرنا خاضعين لزمن متلاحق، هذا الزمن أشبه بوحش. أو كما طرح الفيلسوف توماس هوبز، وقال إن الزمن يبتلعنا، وهو ما يدلل عليه إيقاع حياتنا السريع: الهواتف، الأصدقاء، ساعات العمل، شعبية النجوم التي لحظيا تتغير، بورصة الحياة الإنسانية، مجتمع السوق الذي تحدث عنه في القرن السابع عشر توماس هوبز، صار مجتمع سوق، ليس بالمعني الذي فهمه هوبز ثورة صناعية في بداياتها وتعامل بالأوراق النقدية وجنيهات الذهب، كل هذا صار ديجيتال، أرقام تخترق هذا الزمن، زمن هوبز ليس زمن هيجل، وليس هو الزمن منذ سنوات، صار الآن فقاعة زمنية أشبه بفقاعات الصابون التي تختفي سريعا.
وشدد “قنصوة” علي أن زماننا لحظات لا يمكننا الإمساك بها بأيدينا، كل الحلول والاقتراحات الفلسفية عظيمة جدا تحتاج إلي أفكار سريعة متلاحقة، لكن حتي هذه الأفكار تحتاج إلي أمرين مهمين: أن نفكر بجموح لكن حينا نكتب أو نفكر نكتب بعقل، نحن نحتاج هذا الأمر سريعا.
واختتم “قنصوة” مؤكدا: نحن والفلسفة الآن وهنا، لأن الزمن لا يتيح لنا هذه الفرصة، كل منا لو نظر إلي الوقت فإن الوقت لم يعد ملكه، ليس بالمعني القديم إن لم تقطعه قطعك، فهو قد قطع وتجاوز ونحن نلهث وراءه لنلحق. الفهم والوعي ثم يأتي التطبيق.
