أشارت الأنباء إلى احتمال إرسال الولايات المتحدة دفعة كبيرة من صواريخ بعيدة المدى إلى كييف، الأربعاء، حتى مع تراجع جنودها أمام هجوم شتوي روسي لا هوادة فيه شرق البلاد.

وقال مسؤولان أمريكيان إن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة ملياري دولار سيُعلن عنها هذا الأسبوع في أقرب تقدير، وستشمل لأول مرة القنابل الأرضية صغيرة القطر، وهي سلاح جديد صممته شركة بوينغ.

ويمكن لتلك الصواريخ أن تضرب أهدافاً على بعد أكثر من 150 كيلومتراً، وهو ما يزيد كثيراً عن مدى يصل إلى 80 كيلومتراً لصواريخ منظومة هيمارس التي غيرت دفة الحرب عندما أرسلتها واشنطن الصيف الماضي.

وقد يعني ذلك أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، باستثناء معظم مناطق شبه جزيرة القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريباً مما يجبر موسكو على نقل بعض الذخيرة ومواقع تخزين الوقود إلى روسيا نفسها.

وقال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني إن المحادثات جارية بشأن إرسال الصواريخ ذات المدى الأبعد إلى جانب محادثات متعلقة بطائرات هجومية.

يأتي الإعلان الأمريكي المتوقع بعد أسبوع من تعهد دول غربية بتقديم عشرات الدبابات القتالية المتطورة إلى أوكرانيا للمرة الأولى، في انفراجة تهدف إلى منح كييف القدرة على استعادة الأراضي المحتلة هذا العام.

لكن وصول الأسلحة الجديدة لن يكون قبل أشهر. وفي غضون ذلك، اكتسبت روسيا زخماً في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ منتصف عام 2022، في معارك شتوية عنيفة وصفها الجانبان بأنها مفرمة لحم.

الكرملين: الصواريخ بعيدة المدى لن توقف روسيا

في هذا الصدد، قال الكرملين، الأربعاء، إن تسليم الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا "لن يغير مسار الأحداث" وإن روسيا ستواصل هجومها مهما كلف الأمر.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين إن تزويد أوكرانيا بصواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومتراً سيؤدي إلى "تصعيد التوتر، زيادة مستوى التصعيد. نرى أن هذا سيتطلب منا بذل مجهود إضافي، لكنه لن يغير مجرى الأحداث. العملية العسكرية ستستمر".

وتقول أوكرانيا إن الصواريخ عالية الدقة ستمكنها من تدمير خطوط الإمداد ومخازن الذخيرة الروسية.

إسبانيا تخطط لإرسال دبابات "ليوبارد2" لأوكرانيا

في سياق متصل ذكرت وسائل إعلام إسبانية، الأربعاء، أن مدريد تخطط لإرسال دبابات من طراز "ليوبارد2" إلى أوكرانيا.

وأفادت صحيفة "إل بايس" المحلية بأن إسبانيا تعتزم إرسال ما بين 4 إلى 6 دبابات من طراز "ليوبارد2" إلى أوكرانيا.

وحسب مقال بالصحيفة للكاتب ميغيل غونزاليس فإن إسبانيا تخطط لإرسال ما بين 4 إلى 6 من دبابات ليوبارد 2A4. إلى أوكرانيا، حسب مصادر حكومية (لم يسمها)".

وأوضح الكاتب أن "الرقم النهائي يعتمد على حالة الدبابات الـ53 المخزنة لعشر سنوات في مجموعة الدعم اللوجستي رقم 41 في سرقسطة، والتي تتفاوض وزارة الدفاع مع (إدارة) الصناعات العسكرية على إعادة تأهيلها بشكل عاجل".

والثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، أن بلاده ستتسلم ما بين 120 و140 دبابة غربية الصنع في "الدفعة الأولى" من شحنات سيرسلها تحالف يضم 12 دولة.

وتتميز "ليوبارد2" بمنحها حماية شاملة لطاقمها من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات.

فضلاً عن احتوائها على أنظمة تبريد بمقصورة الطاقم، ومولد طاقة إضافي، وهاتف يسمح للطاقم بالاتصال الخارجي.

موسكو تتقدم من كل الجهات إلى باخموت

وأعلنت موسكو في الأيام القليلة الماضية عن تقدم إلى الشمال والجنوب من مدينة باخموت التي تمثل هدفها الرئيسي منذ شهور.

وتنفي كييف العديد من هذه المزاعم ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الوضع، لكن مواقع القتال المذكورة تشير إلى تقدم روسي متزايد.

وقال جندي في وحدة أوكرانية مؤلفة من متطوعين من بيلاروسيا لرويترز من داخل المدينة، إن القوات تقاتل من مبنى إلى آخر في باخموت لتحقيق مكاسب لا تتجاوز مئة متر في الليلة، مضيفاً أن المدينة تتعرض لقصف روسي متواصل. وتجري القوات الروسية مناورات في محاولة لتطويقها.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت متأخر، الثلاثاء، إن قواتها تعرضت لإطلاق نار في باخموت وقريتين عند مداخلها الجنوبية.

وشنت روسيا أيضاً هجوماً كبيراً جديداً هذا الأسبوع على فوليدار التي تقع جنوبي باخموت، وهي منطقة تسيطر عليها أوكرانيا عند تقاطع خطوط المواجهة الجنوبية والشرقية. وتقول كييف إن قواتها ما زالت صامدة هناك.

أوكرانيا بحاجة إلى طائرات

وبعد أن أقنعت حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دولاً في حلف شمال الأطلسي أخيراً بإمدادها بدبابات قتالية حديثة، فإنها تضغط بقوة للحصول على طائرات مقاتلة. واستبعدت الولايات المتحدة وبريطانيا إرسال مقاتلاتهما المتطورة لكن دولاً أخرى تركت الباب مفتوحاً.

وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو في باريس بعد لقائه بنظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الثلاثاء إنه "ليس هناك محظورات" فيما يتعلق بإمداد كييف بالطائرات المقاتلة.

ويرفض الغرب حتى الآن إرسال أسلحة يمكن استخدامها لهجوم في عمق روسيا خشية اندلاع صراع أوسع نطاقاً، لكن موسكو تقول إن التعهدات الغربية بالأسلحة تعني أنها تخوض فعلياً حرباً مع حلف شمال الأطلسي.

وصدّت أوكرانيا هجوماً روسيّاً على العاصمة كييف العام الماضي وأمسكت بزمام المبادرة بالهجوم في النصف الثاني من عام 2022 واستعادت السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي المحتلة.

لكن تقدمها توقف إلى حد كبير منذ نوفمبر/تشرين الثاني بينما أعادت روسيا تشكيل قواتها بمئات الآلاف من جنود الاحتياط في تعبئة هي الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن شأن استيلاء روسيا على باخموت أن يكون خطوة نحو تحقيق هدف السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. لكن كييف تقول إن المكاسب الروسية في الأسابيع القليلة الماضية كانت انتصارات باهظة الثمن تكبدت في مقابلها الكثير من أرواح الجنود والمرتزقة المجندين من السجون الروسية.

TRT عربي - وكالات