مدير عمليات «تكافل وكرامة»: الدولة تتوسع فى برامج الحماية الاجتماعية و5.2 مليون أسرة يحصلون على دعم نقدى بموازنة تصل إلى ٢٨ مليار جنيه سنويًا

قال الدكتور ياسر عبدالسلام، مدير العمليات بتكافل وكرامة بوزارة التضامن الاجتماعى، إن الوزارة تتبع فلسفة حديثة بشأن تدخلاتها الداعمة للأسر والفئات الأولى بالرعاية ترتكز على التمكين الاقتصادى من خلال التأهيل لسوق العمل ونقل الأصول الإنتاجية وافتتاح مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر وتوفير التدريبات اللازمة والمشورة الفنية. 

وأضاف فى حواره لـ«الدستور» أن مختلف برامج الدعم النقدى والعينى التى تنفذها «التضامن» حققت نتائج وأرقامًا إيجابية، حيث أسهمت فى انحسار ظاهرتى التقزم والهزال بين الأطفال، وساعدت على تراجع معدلات التسرب من التعليم والزواج المبكر من خلال ربط حصول الأسر على الدعم بضمان انتظام الأبناء فى مختلف المراحل التعليمية، وعدم تزويج القاصرات. 

وأشار إلى أن صعوبات عدة كانت تواجه تطبيق برامج الحماية الاجتماعية فى البداية أبرزها العشوائية وعدم وجود معايير ومحددات واضحة لقياس الفقر، وهو ما جرى تداركه لاحقًا من خلال ميكنة جميع البرامج وربط قواعد البيانات الخاصة بأكثر من وزارة وجهة لضمان وصول الدعم لمستحقيه. 

■ حدثنا عن جهود الدولة لدعم الفئات الأولى بالرعاية فى ظل الأزمات الاقتصادية العالمية؟

- الدولة ملتزمة بحماية الفئات الأولى بالرعاية بشكل كامل، ويظهر ذلك من خلال برامج «تكافل وكرامة» و«حياة كريمة» و«الإسكان الاجتماعى» وغيرها، إضافة إلى تقديم دعم عينى وسلعى وفرص تعليمية وخدمات صحية لغير القادرين.

هناك تركيز على التمكين الاقتصادى للمسجلين فى قواعد «تكافل وكرامة» وغيرهم، وفقًا لخطة تنموية مستدامة مرتبطة بأهداف ورؤية ٢٠٣٠.

■ وماذا عن التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية؟

- تتبنى الوزارة مفهوم الحماية الاجتماعية الشامل الذى يهدف إلى تمكين الفئات الأولى بالرعاية، سواء كانوا من الأيتام والأطفال فاقدى الرعاية، أو أشخاصًا ذوى الإعاقة، أو المسنين والنساء المعيلات والفئات الأخرى الأكثر احتياجًا التى تسعى إلى دعمها وتمكينها، اقتصاديًا واجتماعيًا ومعنويًا، بشتى الطرق.

كما تعمل الوزارة على التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية، وتطوير شبكة حماية اجتماعية عادلة تستهدف الأسر التى تعانى من الفقر الذى يحول دون إشباع احتياجاتها الأساسية وكفالة حقوق أطفالها الصحية والتعليمية.

■ ما أهم إنجازات برنامجى تكافل وكرامة؟

- وصول عدد المستفيدين إلى ٥.٢ مليون أسرة مكونة من ٢٢ مليون شخص، بعد أن جرى إضافة مليون أسرة مؤخرًا تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية. هذا العدد الكبير يعادل تعداد سكان دول، وهو يعكس وجود إرادة سياسية قوية وواضحة لمساندة الفئات الأكثر احتياجًا. الأولوية داخل البرنامج للمسنين وذوى الإعاقة والأرامل والمطلقات والأيتام، ومن أهم الإنجازات الكبيرة أيضًا تحويل جميع بطاقات الصرف الذكية إلى بطاقات «ميزة» ضمن سياسة الدولة للشمول المالى.

وفيما يخص برنامج «تكافل» يصل عدد المستفيدين منه ٦٢٪ من جميع المستفيدين من برنامجى «تكافل وكرامة»، ويستهدف الأسر التى لديها أطفال فى الفئة العمرية من عمر يوم وحتى ١٨ سنة.

أما برنامج «كرامة» فيصل عدد المستفيدين منه ٣٨٪، ويستهدف ويوفر دعمًا غير مشروط للفئات غير القادرة على العمل، وهم كبار السن «٦٥ سنة فأكثر» وذوو الهمم غير القادرين على العمل، والأيتام.

■ هناك تطور كبير فى برامج الدعم النقدى والموازنة المخصصة له، فما أبرز الخطوط العريضة التى تركز عليها الوزارة فى هذا الملف؟

- بدأت موازنة الدعم النقدى فى ٢٠١٤/٢٠١٥ بقيمة ٣.٧٠ مليار لعدد أسر مستهدفة ٦٣ ألف أسرة، حتى وصلت الأعداد إلى ٥.٢ مليون أسرة حاليًا بموازنة ٢٨ مليار جنيه تتحمل الدولة ٢٥ مليارًا والتحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى ٣ مليارات جنيه.

■ ما آخر تطورات ملف حصر الفئات الأولى بالرعاية؟

- نجحت الوزارة فى حصر هذه الفئات وهو يُعتبر إنجازًا حصل على إشادة دولية من البنك الدولى، وعلى المواطن الذى يشعر بالاحتياج أن يسجل فى قاعدة بيانات تكافل وكرامة، حتى وإن لم يحصل على دعم نقدى، لأن التسجيل فى حد ذاته هو الخطوة الأولى لتقييم حالته.

من هذا المنطلق تتولى الدولة دراسة حالة كل فرد مسجل، ثم تصنِّفه، تمهيدًا لمساعدته، سواء من خلال دعم نقدى أو عينى.

تعمل الوزارة على التمكين الاقتصادى للفئات المسجلة على قواعد البيانات من خلال توفير فرص عمل أو نقل أصول إنتاجية، وقد تخطت قاعدة البيانات المتوفرة لدى الوزارة ٤٢ مليون مواطن.

■ ما أكثر المحافظات التى تحصل على الدعم؟

- محافظات الوجه القبلى ويحصل سكانها على ٧٢٪ من إجمالى مخصصات الدعم، ونعمل من خلال برنامج الدعم على التوزيع النسبى لمستفيدى تكافل وكرامة.

■ هناك آثار إيجابية واضحة لبرنامجى «تكافل وكرامة» على الأسر المستفيدة، فما أهمها؟

- هناك العديد من الآثار مثل الأثر الاقتصادى، حيث أسهم «تكافل» فى زيادة قيمة الاستهلاك للأسر المستفيدة بنسبة ٨.٤٪ مقارنة بالأسر التى لا تستفيد من البرنامج.

كما أسهم فى خفض احتمال تعرض الأسر للبقاء تحت خط الفقر بمقدار ١٢٪، إضافة إلى مساهمته فى التحويلات النقدية لدعم النفقات، وأدى إلى تنوع أوجه إنفاق الدعم الموجه للأسر المستفيدة بين سداد ديون أو جمعيات ودفع فواتير متأخرة للوفاء بالتزامات التعليم وشراء الأغذية، كما استفادت الأسر من توظيف الدعم النقدى فى إقامة مشروعات متناهية الصغر. من أهم الآثار التنموية أيضًا الأثر الصحى فقد أسهم «تكافل» فى تحقيق زيادة ملحوظة فى قيمة الاستهلاك الغذائى الشهرى بنسبة ٨.٣٪، مما أدى للارتقاء بمستوى النمو البدنى والعقلى للأطفال.

واستفاد بعض الأسر بزيادة معدل شرائه نوعيات معينة من الأغذية مثل الفاكهة والدواجن والأسماك واللحوم، إضافة إلى تراجع الاحتياج إلى العلاج بنسبة ٣٫٧٪ للأطفال دون سن السادسة.

كما ارتفعت الدرجات المعيارية التى تعبر عن النسبة بين الوزن والطول التى تقيس نمو الأطفال تحت سن سنتين على المدى القصير.

أسهم أيضًا فى انحسار ظاهرتى التقزم والهزال بمعدلات ملحوظة مقارنة بنتائج البحث الصحى الديموجرافى.

أكبر وأهم الآثار التنموية الأثر التعليمى ويتمثل فى انتظام ١٠٠٪ من أطفال أسر «تكافل» فى مختلف المراحل التعليمية، ومن خلال برنامجى التحويلات النقدية «تكافل وكرامة»، بلغ عدد الأطفال المستفيدين ٥٫٦٠٠ مليون طفل وطفلة، بما يشمل ٣٤٠ ألف طفل من ذوى الهمم.

تبلغ تكلفة التمويل الموجه للأطفال من برنامجى «تكافل وكرامة» ٦٫٩ مليار جنيه سنويًا، كما أثبت جميع الدراسات أنه كلما زادت نسبة التعليم فى المجتمع قل الفقر وتحققت التنمية المستدامة.

فى هذا الصدد ومن أجل تحقيق هذا الهدف التنموى يحصل كل طفل تحت مظلة برنامج «تكافل» على عائد شهرى طبقًا للفئة العمرية، حيث يحصل كل طفل أقل من ٦ سنوات على ٦٠ جنيهًا شهريًا، و٨٠ جنيهًا لكل طفل فى المرحلة الابتدائية و١٠٠ جنيه للطفل فى المرحلة الإعدادية، و١٤٠ جنيهًا فى المرحلة الثانوية.

أسهم البرنامج فى تحقيق العدالة الاجتماعية وانحاز للمرأة المطلقة والمعيلة والأرملة، حيث تمتلك النساء ٧٥٪ من بطاقات صرف الدعم النقدى.

■ كيف أسهم «تكافل وكرامة» فى ضمان تكافؤ الفرص للأسر المستفيدة فى جميع القطاعات؟

- فى إطار تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تكافؤ الفرص التعليمية جرى إعفاء ٥.٥ مليون طالب فى مختلف المراحل التعليمية «ابتدائى وإعدادى وثانوى»، من دفع المصروفات الدراسية، إضافة إلى دفع مصروفات الطلاب غير القادرين من غير المستفيدين من البرنامج بإجمالى ٢.٥ مليون طالب وطالبة.

■ ما أوجه الدعم المقدم للأيتام وذوى الهمم؟

- الأيتام من أولى الفئات بالرعاية، كما نص القانون وجميع الأديان على ذلك، وفى هذا الإطار يتم تقديم دعم نقدى شهرى لإجمالى ٤٣١ ألفًا من الأيتام، سواء كانوا فى أسر طبيعية أو ممتدة بما يشمل فاقدى الأبوين أو فاقدى الأب، بتكلفة تصل إلى ١٫٣٤٠ مليار جنيه، وهذا الدعم قد يكون نقديًا أو عينيًا ويضم مصروفات التعليم و الرعاية الطبية والإمداد الغذائى والمصروفات أوقات الطوارئ والأزمات. كما يجرى توفير دعم نقدى لإجمالى ١٫١ مليون شخص من ذوى الهمم بتكلفة تبلغ ٥٫٢ مليار جنيه سنويًا.

ما التحديات والصعوبات التى واجهتكم فى تنفيذ برنامجى «تكافل وكرامة»؟

- هناك تحديات وصعوبات كثيرة واجهت وزارة التضامن فى بداية تطبيق برنامجى «تكافل وكرامة» مثل العشوائية فى توزيع الدعم، وعدم وجود معايير محددة لقياسات الفقر، إضافة إلى تركيز الدعم فى الوجه البحرى، رغم أن نسبة الفقر فى الصعيد أعلى بكثير. نجح البرنامجان فى إعداد أوراق ثبوتية لجميع الحاصلين على الدعم وبشكل محدث، كما نجحا فى وضع قواعد استهداف محددة وعمل قاعدة بيانات مميكنة بداية من التسجيل حتى الصرف.

تاريخ الخبر: 2023-02-01 21:20:54
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية