استقبل قائد انقلاب السودان عبد الفتاح البرهان، الخميس، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي وصل الخرطوم في زيارة مفاجئة لم يسبقها أي إعلان.
التغيير- وكالات
كشف مجلس السيادة الانقلابي السوداني، أن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان التقى، بمكتبه اليوم، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ووفد مرافق له، بحضور وزير الخارجية المكلف علي الصادق.
فيما أدلت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بتفاصيل أكثر، حول مخرجات الزيارة التي قالت إنها تهدف لتوقيع اتفاق سلام مع السودان في وقت لاحق من هذا العام.
ومثل لقاء رئيس البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتبي الأوغندية في فبراير 2020م مدخلاً أولياً لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل.
كما أبرمت الخرطوم وتل أبيب، اتفاقاً للسلام، برعاية أمريكية، في أكتوبر من ذات العام.
علاقات مثمرة
وقال بيان مجلس السيادة الانقلابي، إن لقاء البرهان مع وزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصل البلاد، الخميس، في زيارة رسمية استغرقت يوما واحدا، تطرق لسبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل، وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية.
وأضاف أن الجانب السوداني، حث الجانب الإسرائيلي على تحقيق الاستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطينى.
كما تناول اللقاء أيضاً الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية بالإقليم- بحسب التصريح.
المضي في التطبيع
كذلك، أصدرت وزارة الخارجية السودانية، بياناً حول الزيارة، وقالت إنها جاءت في إطار مواصلة الاتصالات السابقة بين البلدين.
وذكرت أن كوهين وصل للخرطوم يرافقه وفد من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وأنه التقى وزير الخارجية المكلف وعدد من المسؤولين في الدولة، والتقى في ختام زيارته برئيس مجلس السيادة.
وقالت إن المباحثات تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة، خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، وتم الاتفاق على المضي قدماً في سبيل تطبيع علاقات البلدين.
وأضافت: «حثَّ الجانب السوداني، الجانب الإسرائيلي على العمل على تحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني».
زيارة تاريخية
من جهتها، أعلنت إسرائيل أن وزير خارجيتها إيلي كوهين، أجرى زيارة دبلوماسية «تاريخية» إلى الخرطوم، على طريق توقيع اتفاق سلام بين البلدين في واشنطن.
وأفاد بيان الخارجية الإسرائيلية أن كوهين التقى رئيس مجلس السيادة، وأوضح أن الزيارة تهدف إلى توقيع اتفاق سلام مع السودان في وقت لاحق من هذا العام.
وقال: «خلال الزيارة التي تمت بموافقة الولايات المتحدة، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق، ومن المتوقع أن يتم حفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد».
وأضاف البيان الإسرائيلي، أن كوهين رافقه في رحلة الخرطوم مدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، ونائب مدير عام وزارة الخارجية رئيس قسم إفريقيا شارون بار لي، ورئيس وكالة ماشاف إسرائيل للتعاون الإنمائي الدولي في وزارة الخارجية إينات شلين، والمستشار القانوني لوزارة الخارجية تال بيكر.
وتابع: «خلال المناقشات تحدث كوهين عن رغبة إسرائيل في المساعدة في جهود التنمية في السودان لصالح الشعب السوداني، في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها».
وزاد: «قدم وزير الخارجية لمضيفيه برنامج مساعدات للسودان، الذي سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إن زيارة السودان ترسي الأسس لاتفاق سلام تاريخي مع دولة عربية وإسلامية إستراتيجية، وأن اتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستعزّز الاستقرار الإقليمي وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل.
وأكد أن توقيع اتفاقية السلام سيكون بمثابة فرصة لإقامة علاقات مع دول أخرى في إفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات القائمة مع الدول الإفريقية.
وقال كوهين في تصريحات صحفية: «علاقة الدول الإفريقية بإسرائيل مصلحة مشتركة لنا ولبلدان القارة.. كانت إسرائيل لسنوات عديدة شريكاً مهماً في عمليات التنمية في هذه البلدان وفي التعامل مع عواقب تغير المناخ والتحديات الاقتصادية في أفريقيا».
