مستقبل الشباب والانتقال في السودان «2-10»


منذر مصطفى

أما آن الأوان لإزاحة العقبات أمام إشراك الشباب بمسار الانتقال؟، حيث المشاركة والمواطنة الإيجابية، الفرص الاقتصادية والخدمات الملائمة للشباب؛ لاسيما على الصعيد المحلى.

إن أحد أكثر العقبات أمام إشراك الشباب هو ارتفاع نسبة الشباب الواقعين خارج دائرة التعليم والعمل والتدريب، وتشمل هذه الفئة جميع الشباب العاطلين رسمياً في الفئة العمرية 15-35 عام، ويواجهون صعوبات فوق مستوى الاحتمال أو التخطئ رغم صغر سنهم، وهذه الصعوبة في الانتقال لسوق العمل تفرز حالة من الإحباط؛ الذي تمد أثره الكارثية لكافة المراحل اللاحقة، وتحرم المجتمع من طاقات ضرورية للتطور.

تشير التقارير عن حال التعليم بضعف عناصر العملية برمتها، ووجود ما يناهز 7 ملايين طفل في سن التمدرس خارج المدرسة حالياً، يتركز معظمهم في المناطق البدوية والريفية؛ مما يدلل على أن هناك شباب من فئات إجتماعية بعينها قادمون لمرحلة الشباب بلا مهارات تؤهلهم للإستفادة من ثمرات الإقتصاد، أو المشاركة بإيجابية في ازدهار الديمقراطية.

يظهر جلياً انتشار أسلوب العمل غير المنظم في الاقتصاد السوداني بنسبة تتجاوز 80% من حجم الإقتصاد، فليس بمقدور معظم الشباب الحصول على وظيفة لائقة، حيث تكون كل الوظائف في القطاع غير المنظم بدون تعاقد، إضافة لضعف التعويضات، وبيئه العمل الغير لائقة على أفضل الاحول، حيث يعمل مثلاً حوالي 6 مليون شخص معظمهم شباب في قطاع التعدين لا تتوفر للنسبة الأكبر منهم أدني معايير السلامة.

تركيبة الموارد الغير محدود والتنوع الفريد برأس المال البشري، يجعل من السودان كنز غير مكتشف حافل بفرص ريادة الأعمال والابتكار، اذا تم إتباع نهج موسوم بالمبادئ لعكس تصنيف السوادن من اسوا 20 دولة في العالم لبيئة الاعمال، افضلها وتنظيم الاسواق كذلك، بحيث تسمح للشباب بتراكم المهارات الكافية لبداية وإنجاح مشروعهم الخاص.

يمكن للشباب السوداني تحقيق استفادة كبيرة من نهج مبتكر يربط التعليم بالوظائف في إطار متعدد الإتجاهات، إذ لا تزال القوة المدربة النشطة بالاقتصاد السوداني خجولة للغاية، لا تتعدى في أفضل التقديرات حاجز 5%، ولا تقل عملية تنمية رأس المال البشري أهمية عن أي أجندة أخرى للانتقال.

يمكننا كذلك تنشيط الأسواق لتعظيم المنافع، والحد من العقبات في مسار دورة حياة الشباب، لا سيما الفتيات، يمكن لنا ربط الإصلاحات الاقتصادية بهدف تشغيلي، بل يمكننا التحول لاقتصاد سوق إجتماعي؛ واسع القاعدة.

تشكل منظمات المجتمع المدني التى يقودها الشباب، عامل تحفيز أخر لتقدم المجتمع نحو الديمقراطية، إنهم يصنعون التعايش السلمي، مهمون بالتنمية، مفعمين بالإنسانية؛ يجب التوسع في هذا المجال ودعم المبادرات الخلاقة، قد لا تتوقف الارتدادات الايجابية عند هذا الحد بل تشكل أداة رائعة لإشراك الشباب في عملية الإنتقال بفاعلية.

المنظور الضيق في إنتاج السياسات، الذي يستبعد اصحاب المصلحة من تشكيل ملامح القرار الإستراتيجي، عادتاً ما يفرز إطار تدخلات متقزم ينظر للتحديات الماثلة، كأنها في مكان أخر، أو خارج دائرة الاهتمام على أفضل الاحوال، مما يعني التمادي عن عمد في دحرجة كرة الثلج.

منذر مصطفى: قيادي بالمجتمع المدني، المدير العام لمنظمة تدريب وتشغيل الشباب- 2 فبراير 2022

تاريخ الخبر: 2023-02-03 06:23:12
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

براهيم دياز يتألق ويسجل هدفين لريال مدريد ضد غرناطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 21:26:06
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

براهيم دياز يتألق ويسجل هدفين لريال مدريد ضد غرناطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 21:25:58
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية