هل نستبشر خيرا؟!
هل نستبشر خيرا؟!
لايختلف اثنان علي أن قرار المركزي الروسي بإدراج الجنيه المصري ضمن أسعار صرف العملات هو بمثابة قرار سار ومهم خاصة في ظل أزمة هبوط سعر الجنيه أمام الدولار الأمريكي والارتفاع الجنوني لأسعار السلع علي اختلافها بصورة باتت تزعج المواطن…والتفاصيل تحمل الكثير من الحقائق وتجلي جوانب عديدة.
فالقرار يمثل بداية الخروج من شرنقة الدولار والتكالب علي امتلاك العملة الخضراء كلما حان موعد عقد صفقة تجارية مع أي دولة في العالم, بعد أن دشن بدء التعامل بالعملة الوطنية والاعتراف بقيمتها فما المشكلة إذن؟
المشكلة تكمن في ضعف القدرات الإنتاجية لدينا فلا نجد ما نصدره سوي مواد خام أو منتجات زراعية, ولذلك يميل الميزان التجاري لصالح الدولة الأخري.
ففي التجارة مع روسيا مثلا نستورد القمح والحبوب والأخشاب والحديد الصلب وغيرها, وفي المقابل نصدر فواكه وخضراوات بنحو 600 مليون دولار, في حين أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا يبلغ 4.7 مليار دولار!.
لهذا السبب يجمع الخبراء علي أن الخطوة طيبة لكن تأثيرها الإيجابي لن يكون ملموسا ما لم يكن لدينا تنوع في السلع والمنتجات المصدرة, ويستلزم ذلك الإسراع في تصنيع المواد الخام التي يزخر بها باطن الأرض المصرية والتركيز علي الصناعات القائمة علي المنتجات الزراعية, وهنا فقط نستفيد من التبادل التجاري بالعملة المحلية دون اللهث وراء اقتناء الدولار في كل عملية تجارية.
إحداث انطلاقة زراعية صناعية وطنية بات المطلب الأكثر وإلحاحا خلال الفترة الأخيرة, وهو ما تسعي الحكومة لتحقيقه بشتي السبل.
أيضا تسعي مصر لدخول مجموعة بريكس الاقتصادية والاستفادة من التنوع الذي تزخر به المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا, وتنويع منتجاتنا علي اختلافها في غاية الأهمية حتي نحقق الاستفادة المرجوة من التبادل التجاري بالعملة الوطنية.
من الأمور المضيئة التي لا تخطئها عين اهتمام الحكومة بتوطين الصناعات لتقليل صادراتنا من المواد الخام…فلا يعقل أن يتم تصدير الرمل السليكون بسعر 10جنيهات للطن ثم نستقبله كرقائق إلكترونية بآلاف الجنيهات!!
خطوة المركزي الروسي إذن مهمة وتستحق الإسراع بتنويع صادراتنا من الزراعة والصناعة.
أما الإفلات من قبضة الدولار فلازالت التي أقساط الديون السنوية تشكل عبئا, لكن تخفيف الضغط علي اقتناء الدولار لإتمام أي تبادل تجاري بداية مهمة ونستبشر بها خيرا.