وسط تصاعد التوتر بين روسيا والغرب منذ ما يقارب السنة على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، أبدى حلف شمال الأطلسي (قلقه إزاء ما اعتبره "عدم امتثال" موسكو بالتزاماتها بموجب معاهدة ستارت الجديدة الموقعة مع أميركا للحد من السلاح النووي.
وقال الحلف في بيان، اليوم الجمعة، إن تلك المعاهدة تساهم في الاستقرار العالمي عبر تقييد القوة الاستراتيجية النووية الروسية والأميركية، مشيرا إلى أن الموقف الروسي يقوض إمكانية استمرار المعاهدة.
كما اعتبر الناتو أن رفض روسيا عقد جلسة للجنة الاستشارية الثنائية الخاصة بالمعاهدة ضمن الإطار الزمني المحدد وتسهيل أنشطة التفتيش الأميركية على أراضيها منذ أغسطس آب 2022 ، يحول دون ممارسة واشنطن لحقوق مهمة بموجب المعاهدة، ويقوض من قدرة أميركا على التحقق بشكل مناسب من الامتثال الروسي للمعاهدة.
إلى ذلك دعا الحلف موسكو إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب المعاهدة من خلال تسهيل عمليات التفتيش على الأراضي الروسية وعبر العودة إلى كيان تنفيذ المعاهدة.
تأجيل سابق
وكانت موسكو أرجأت أواخر نوفمبر الماضي (2022) محادثات ثنائية مع أميركا حول الحد من الأسلحة النووية، كانت مقررة في القاهرة إلى أجل غير مسمى، متهمة واشنطن بـ"مناصبتها العداء"، وفق تعبيرها.
فيما اعتبرت واشنطن أنها ملتزمة بالحد من التسلح وتنتظر اكتمال الشروط لاستئناف الحوار مع موسكو.
يشار إلى أن معاهدة "ستارت" وباعتبارها آخر اتفاقية قائمة من نوعها بين أكبر قوتين نوويتين في العالم (أميركا وروسيا)، تحد من عدد الرؤوس الحربية النووية التي يمكن لكل جانب نشرها، كما أن لها أهمية رمزية وعملية.
إلا أن العملية العسكرية التي أطلقها الكرملين في فبراير الماضي على الأراضي الأوكرانية، وترت العلاقة بين البلدين، لاسيما بعد الدعم العسكري الكبير الذي رفدت به واشنطن وحلفاؤها كييف.