وصفت إسرائيل، زيارة وزير خارجيتها، إيلي كوهين، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، يوم الخميس، بأنها “سياسية تاريخية”.
الخرطوم: التغيير
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن زيارته إلى السودان ترسي أسس اتفاقية سلام تاريخية مع دولة عربية وإسلامية استراتيجية. مشيراً إلى أن اتفاقية السلام بين السودان وإسرائيل ستعزز الاستقرار الإقليمي، وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل”.
وأضاف أن توقيع اتفاقية السلام، سيفتح الباب أمام إقامة علاقات مع دول أخرى في القارة الأفريقية وتعزيز العلاقات القائمة مع دول القارة. وقال “نحن نبني واقعًا جديدًا مع السودانيين، ونقول نعم للمفاوضات بين إسرائيل والسودان، نعم للاعتراف بإسرائيل ونعم للسلام بين الدول والشعوب”
وتابع “الخرطوم، عاصمة السودان، معترف بها في إسرائيل، باعتبارها المكان الذي قررت فيه الدول العربية القوانين الثلاثة التاريخية: لا سلام مع إسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل ، ولا اعتراف بإسرائيل”.
زيارة غير معلنة
ويوم الخميس، وصل إلى الخرطوم على نحو مفاجئ وفد إسرائيلي عال المستوى، بقيادة وزير الخارجية، أجرى مباحثات سرية مع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وسط اعتراضات سياسية واسعة على الزيارة.
في 3 فبراير 2020، أنهى البرهان عداء طويلاً مع إسرائيل استمر لعقود عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو سراً في مدينة عنتيبي اليوغندية، واتفق معه منفرداً على تطبيع العلاقات بين البلدين.
فيما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، إن كوهين التقى بالبرهان بهدف توقيع اتفاق سلام مع السودان هذا العام. مضيفة: “خلال الزيارة التي حظيت بمباركة الولايات المتحدة، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاقية. ومن المتوقع أن يتم مراسم الحفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد”.
اللاءات الثلاثة
وحسب البيان الإسرائيلي، فإن السودان هو رابع دولة توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل بعد اتفاق السلام مع مصر والأردن.
وذكر البيان، أن السودان، الذي يقع في موقع استراتيجي على شواطئ البحر الأحمر، هي ثالث أكبر دولة في أفريقيا، وأنه قاتل سابقًا إلى جانب الدول العربية في حرب الاستقلال وحرب الأيام الستة، وساعد في نقل الأسلحة إلى حماس. كما استضاف مؤتمر الخرطوم التابع لجامعة الدول العربية الذي أرسى المبادئ الثلاثة: لا اعتراف بإسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل. ولا سلام مع إسرائيل.
الوزير الإسرائيلي بحث الخطوات نحو التوقيع الوشيك على اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان
وأشار البيان، إلى أن الوزير الإسرائيلي بحث الخطوات نحو التوقيع الوشيك على اتفاق السلام بين إسرائيل والسودان. وبحسب الخطة، وفقاً للبيان، فإن مراسم التوقيع على اتفاق السلام ستتم في غضون أشهر قليلة، بعد تشكيل حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد.
وضم الوفد الإسرائيلي الذي زار الخرطوم لساعات، مدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، مدير قسم أفريقيا في وزارة الخارجية، شارون بار لي، ورئيسة وكالة المعونة الوطنية (وكالة المعونة الوطنية الإسرائيلية في وزارة الخارجية)، عينات شلاين، والمستشار القانوني في وزارة الخارجية، تال بيكر.
مباركة أمريكية
وأكد البيان، أن وزير الخارجية كوهين ناقش الأمر مع نظيره الأمريكي ومستشار الأمن القومي الأمريكي اللذين أبديا مباركتهما والتزامهما بإكمال العملية.
وأبدت إسرائيل، حسب البيان، رغبتها في المساعدة في جهود التنمية في السودان لصالح الشعب السوداني في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها.
كما قدم كوهين لمضيفيه برنامج مساعدات وزارة الخارجية الإسرائيلية للسودان والذي سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام.
السلطة الانقلابية تنشر بيانات حول الزيارة وحميدتي ينفي علمه بها
في المقابل، أصدر مجلس السيادة الانقلابي ووزارة الخارجية، بياناً حول الزيارة الإسرائيلية، فيما بدت كخطوة غير معتادة بالنسبة للزيارات المتبادلة التي ظلت دائماً تحاط بسياج من السرية.
بالنسبة لوزارة الخارجية، فقد ذكرت في بيان صحفي، أن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للبلاد يوم الخميس والتي استمرت لبضع ساعات، تأتي مواصلة للاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل.
وأشارت إلى أن المباحثات بين الطرفين تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم، وأنه تم الاتفاق على المضي قدماً في سبيل تطبيع علاقات البلدين.
فيما ذكر بيان مجلس السيادة الانقلابي، أن البرهان التقى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية المكلف، علي الصادق.
وأوضح أن اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي، تطرق لسبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية.
وأكد أن الجانب السوداني، حث الجانب الإسرائيلي على تحقيق الاستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطينى.
كما تناول اللقاء، حسب البيان، أيضاً الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم.
من جانبه، أكد قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إنه لا علم له بزيارة الوفد الإسرائيلي وأنه لم يلقه.
