مع استعار المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية لاسيما في شرق البلاد، يسعى عدد من الضباط الأميركيين المتقاعدين على ما يبدو لحشد الجهود بغية إرسال "ميكانيكيين" إلى الأراضي الأوكرانية للمساعدة في إصلاح الأضرار التي لحقت بالمعدات العسكرية الأوكرانية.
فقد بدأت مجموعة من العسكريين السابقين والمتبرعين الخاصين بجمع الأموال لإرسال تقنيين غربيين إلى الخطوط الأمامية الأوكرانية، من أجل إصلاح الأسلحة والمركبات تبرعت بها العديد من الدول الغربية ومن ضمنها الولايات المتحدة.
حملة لجمع الأموال
وفي هذا السياق، يقود ألكسندر فيندمان، المساعد السابق في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، حملة لجمع الأموال للمساعدة في إرسال هؤلاء الميكانيكيين.
فقد رأى في مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن العديد من أنواع الموارد الأميركية تذهب إلى الورش والقواعد العسكرية المتقدمة الموجودة في بولندا، "فيما تظل أوكرانيا وحدها دون دعم"، وفق تعبيره.
لذا يأمل فيندمان في تغييره تلك المعادلة خلال الأسابيع المقبلة إذا تمكن من توفير المال والدعم والعمال.
إلى ذلك، أوضح أنه في الوقت الحالي يمكن للقوات الأوكرانية الاتصال بالقوات الأميركية التي تكون دائما على أهبة الاستعداد في بولندا، من أجل إجراء الإصلاحات الطفيفة والصيانات الأساسية، أو إرشاد الأوكرانيين عبر وصلات هاتف وفيديو آمنة.
ما بين 100-200 مقاول
لكنه اعتبر أن هذا ليس حلاً دائما، قائلا "ليس حلا سحريا لجميع المشكلات، فمع أضرار المعركة وتهالك المعدات بالاستخدام يمكن أن تساهم الأيدي ذات الخبرة القريبة من الجبهة في المساعدة في الحفاظ على تلك المعدات في القتال".
كما أكد أن مشروعه هذا خيري في الوقت الحالي، إلا أنه "قد يصبح نشاطا تجاريا بدعم من الحكومة فيما بعد"، وفق قوله.
وتتمثل خطة فيندمان بالعثور على ما بين 100-200 مقاول متمرس يسافرون إلى أوكرانيا ويدمجون أنفسهم مع وحدات صغيرة بالقرب من الخطوط الأمامية، في إطار مشروع رائد يسمى Trident Support، حيث سيقوم هؤلاء بدورهم بتعليم القوات الأوكرانية كيفية إصلاح معداتهم أثناء التنقل.
وقد حصلت تلك المجموعة بالفعل على تمويل خاص كاف لإطلاق مشروع تجريبي في مارس، ولديها بعض الدعم من شركة واحدة على الأقل، رفضت الكشف عن اسمها إلا أنها أكدت اهتمامها بإمداد أوكرانيا بقطع الغيار والمواد على الرغم من محاولات إدارة بايدن ثني الأميركيين عن الذهاب إلى أوكرانيا.
يذكر أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا زودت الإدارة الأميركية الجيش الأوكراني بمئات من مركبات Bradley القتالية وغيرها من أنظمة هاوتزر المتحركة من طراز Stryker وHumvee، كما تعتزم تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز، إلا أن المشكلة تكمن في الحاجة إلى نقل هذه المعدات العسكرية إلى بولندا أو إلى ورش قوات دول "الناتو" الأخرى لإجراء الإصلاحات الكبيرة، الأمر الذي يكلف أوكرانيا أسابيع بينما تنتظر عودة هذه المركبات إلى ساحة القتال.
