أجّلت هيئة محكمة الجنايات الإستئنافيّة لدى مجلس قضاء عنابة الفصل في قضيّة مقتل حارس ورشة داخل بناية في طور الإنجاز تتواجد على مستوى حي الخروبة حيث من المرتقب أن يتمّ النّظر في القضيّة يوم 16 فيفري الجاري، علما وأنّ الجانيان المنحدران من ولاية مسيلة قد سبق لهما وأن مثلا أمام الجهات القضائية نهاية السنة الماضيّة وتمّ إدانتهما بعقوبة الإعدام قبل الطعن في الحكم وإعادة برمجة القضيّة من أجل معالجتها من جديد، وفي سياق متّصل حيثيات الواقعة التي هزّت قلوب العنابيين وجلّ من بلغت إلى مسامعه جريمة القتل البشعة التي تعرّض لها المسمى “د.ر” إلى السادس مارس من سنة 2020 وبالتحديد على الساعة الثامنة صباحا، حين تلقت مصالح أمن عنابة بلاغ مفاده العثور على جثّة شخص داخل بناية في طور الإنجاز تتواجد على مستوى حي الخروبة، ممّا استدعى تنقّل عناصر الشرطة لعين المكان أين تم العثور على جثّة شخص عاري الصدر ملقى فوق سرير وتبيّن من خلال معاينة الجثّة وجود آثار عنف واضحة، وفي سياق متّصل فقد وجدت المصالح الأمنيّة الضحيّة مقيّد اليدين من الخلف بواسطة سلك معدني مع وجود طوق حول عنقه، وحسب التحقيقات الأمنيّة فقد اتّضح حينها أنّ الأمر يتعلّق بالمسمى “د.ر” الذي يعمل حارس ورشة البناء المذكورة سالفا، هذا وقد استمعت المصالح الأمنيّة في تحريّاتها لأقوال المسمى “ب.ي” الذي كان بالقرب من مسرح الجريمة كونه يزاول عمله كبنّاء في تلك الورشة، وكشف أنّ المجني عليه “د.ر” يعمل حارسا بالورشة وأن العمل الذي تمّ تكليفه به يستوجب مساعدين ليقرّر الإستنجاد بالمدعو “م” الذي ينحدر من ولاية المسيلة وسبق أن عمل معه في منطقة دلس التابعة لولاية بومرداس، مضيفا أنه اتصل به يوم الرابع مارس من ذات السنة وطلب منه الحضور إلى مدينة عنابة فقبل العرض وطلب منه إحضار صديق له، وأما بخصوص ليلة الوقائع فقد أوضح أنّه قضى ليلته بالسيارة نظرا لعدم استيعاب الغرفة للجميع، ولم يستيقظ إلا بعد سماعه للصراخ ومشاهدته لشخص في حالة هيستيريا حاملا قضيبا حديديا بيده، أين نزل من المركبة وتوجه نحوه للاستفسار، تجدر الإشارة أن المصالح الأمنية قد استعانت بكاميرات المراقبة المثبتة بمنزل أحد الخواص قرب مسرح الجريمة وتبيّن أن المجني عليه حضر ودخل على الساعة الثالثة صباحا إلى الورشة، في حين تم مشاهدة شخصين وهما كل من المدعو “م” وصديقه وغادرا المكان في حوالي الساعة الساعة الرابعة صباحا وهما مسرعين وبعد البحث والتحري تم التوصّل إلى الفاعلين المنحدران من ولاية المسيلة ويتعلق الأمر بكل من “ح.م” و”ب.ز” المتراوحة أعمارهما ما بين 20 و25 سنة وعند سماع المشتبه فيه الأول “ح.م” أنكر التهمة المنسوبة إليه وأكد أنه حضر إلى مدينة عنابة قصد العمل رفقة صديقه “ب.ز” وهذا بناء على طلب صديقه “ب.ي” الذي لديه معرفة مسبقة به، واستقبلهما أحد أصدقاء “ب.ي” وقام بنقلهما إلى الورشة وتركهما بالغرفة هناك واخبرهما بأنها تعود للحارس ونتيجة لكونه كان في حالة تعب خلد إلى النوم و لم يستفق إلا بعد سماعه لحديث بين صديقه وحارس الورشة الذي حضر في ساعة متأخرة من الليل وهو في حالة سكر متقدّمة، أين طلب منه الإفصاح عن مكان حضوره فأخبره بأنه من ولاية المسيلة إلا أن الحارس قام بالاعتداء عليه بواسطة قاطع ورق أصابه على مستوى ذراعه الأيسر ليقوم بعدها بإشهار سيف في وجههما وطلب منهما نزع ملابسهما ونتيجة للذعر الذي أصابه وحالته المرضية باعتباره مصاب بمرض الربو أغمي عليه، ليضيف أنّه لم يستيقظ إلا بعد إيقاظه من قبل صديقه حيث وجد الحارس ملقى على الفراش ولم يشاهده مكبل اليدين نتيجة وضع صديقه لحاف على جسده، بعدها قاما بمغادرة المكان مسرعين وأنه أثناء الطريق أخبره صديقه “ب.ز” أنه عندما كان في حالة إغماء قام بضرب الحارس على رأسه وأسقطه أرضا ثم قام بإدارة عنقه بالقوة إلى أن فقد الوعي ثم قام بتكبيل يديه وعنقه بسلك معدني، وهي الأقوال التي أنكرها المتهم الثاني “ب.ز”، تجدر الإشارة أنّ التحقيقات الأمنية كشفت تورّط المتهمان في القضيّة المنحدران من ولاية المسيلة وتمّت متابعتهما بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، ومن المنتظر أن يمثلا من جديد أمام هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية يوم 16 فيفري الجاري بعد تأجيل الفصل في قضيّتهما يوم أمس الخميس.
وليد س
