قالت مجلة "مودرن دبلوماسي"، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أرمينيا وأذربيجان تعتبر دفعة لانضمام مصر إلى الاتحاد الأوراسي وتجمع دول البريكس وهو الأمر الذي سيحقق منافع كثيرة للقاهرة.

وقالت المجلة إن زيارة الرئيس السيسي، للهند ثم أذربيجان وأرمينيا، تُعد تأكيدًا من الجانب المصري والرئيس السيسي، على رغبة مصر في الدخول في عدة تكتلات اقتصادية عملاقة، وعلى رأسها دول البريكس بمساعدة الهند والصين وكذلك الانضمام للاتحاد الأوراسي بمساعدة روسيا وأرمينيا بشكل أساسي.

وأشار التقرير إلى أنه يمكن نقل تجربة الاتحاد الأوروآسيوي إلى مصر ودول المنطقة، والتي تعتبر بمثابة مشروع للتكامل الاقتصادي والسياسي، على أساس الاتحاد الجمركي لدول (بيلاروسيا، كازاخستان، روسيا)، وكذلك دول المنطقة الاقتصادية المتحدة، والإعلان لاحقًا عن خطتها التوسعية لتشمل دول المجموعة الاقتصادية الأخرى. 

ووفقًا لمودرن دبلوماسي فإن انضمام مصر إلى الاتحاد الأوروبي الآسيوي، سيمكن مصر في الفترة المقبلة من عقد تحالف يعمل مع هذه الدول، مما يؤدي إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي، بقيادة روسيا وأرمينيا، فمن الممكن إنشاء الاتحاد الجمركي بين مصر ودول أوراسيا، وكذلك إنشاء منطقة اقتصادية.

كما أن تحركات الرئيس السيسي تجاه الهند، ثم أرمينيا وأذربيجان على وجه الخصوص، هي جزء من الدعم المصري للكتلة الشرقية، وعلى رأسها الصين وروسيا ثم الهند وهذا يعكس الرؤية المصرية للدخول في الاتحاد الأوراسي، بحيث يمكن النظر إلى ظهور هذا الاتحاد الأوروبي الآسيوي كجزء من الاستراتيجية الروسية المعلنة لاستعادة الأهمية التي كانت لها في السابق على الساحة السياسية الدولية.

كان الاتحاد الأوروبي الآسيوي بقيادة روسيا وأرمينيا قادرًا على إنشاء عملة موحدة مثل اليورو في الاتحاد الأوروبي، والتي ستسمى "عملة ألتين".

وقالت المجلة إن وزارة التجارة والصناعة في مصر بدأت بالفعل عدة جولات ومفاوضات جادة وفعلية للانضمام إلى الاتحاد الأوراسي مع روسيا وأرمينيا والدول المكونة له، وتم الإعلان في يونيو 2021 عن نجاح الجولة الرابعة من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ثم عززت زيارة الرئيس السيسي لأرمينيا من قدرة الملف المصري على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الآسيوي. 

وانعكس ذلك في قوة الإرادة والرغبة لدى جميع الأطراف لقبول طلب الجانب المصري الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الأوروبي الآسيوي، وفي قلبه روسيا ثم أرمينيا.

وأضاف التقرير: «تحركات الرئيس السيسي تجاه أرمينيا وأذربيجان كانت محسوبة ومخططة بعناية من الجانب المصري للانضمام إلى كتلة الاتحاد الأوروبي الآسيوي القوية».

وسيسهم الاتحاد الاقتصادي بحسب التقرير في تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري المشترك بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي بالإضافة إلى ذلك، فإن العضوية المصرية في كتلة الاتحاد الأوروبي الآسيوي بجانب روسيا وأرمينيا، ثم بقية دول الاتحاد السوفيتي السابق، ستدعم نقل الخبرات والتقنيات الصناعية المتقدمة إلى الصناعة الوطنية المصرية في مختلف القطاعات الإنتاجية.