ذكرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" (AFAD) أن زلزالاً بقوة 7.7 درجة، على عمق 7 كيلومترات، ضرب فجر الاثنين قضاء بازارجيق بولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، فيما ضرب آخَر بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر قضاءَ إصلاحية بولاية غازي عنتاب.

وتسبب الزلزالان الرئيسيان وما تلاهما من موجات ارتدادية ضربت 10 مدن تركية على طول صدع شرق الأناضول الزلزالي، إلى جانب بلدان مجاورة، في وفاة أكثر من ألف شخص، وخلفت آلاف الجرحى، في حصيلة أولية مرشحة للزيادة.

من ناحية أخرى وقع عديد من الزلازل في عثمانية وهطاي وأديامان، وكذلك أضنة وملاطية.

وبدأت سلسلة الزلازل التي ضربت المنطقة، والتي وصفها الخبراء بـ"العاصفة الزلزالية"، الساعة 04:17 فجراً بالتوقيت المحلي ومعظم الناس نيام في منازلهم وسط موجة برد قارسة وثلوج تجتاح المنطقة ذاتها، ما زاد أعداد الضحايا والمصابين والعالقين تحت أنقاض المباني المنهارة، التي بلغ عددها 2818 مبنىً.

عاصفة زلازل

بعد الزلزال الذي ضرب قضاء بازارجيق بولاية قهرمان مرعش الساعة 04:17، ضرب منطقة نورداغ بولاية غازي عنتاب زلزال بقوة 6.4 الساعة 04:26، وآخر بقوة 6.6 الساعة 04:28. وفي تمام الساعة 04:36 ضرب زلزال بقوة 6.5 درجة منطقة إصلاحية، وآخر بقوة 5.3 الساعة 04:58.

وفي قهرمان مرعش، عاد في الساعة 05:01 وضرب زلزال بقوة 5.3 منطقة بازارجيق، وفي تمام الساعة 05:00 ضرب زلزال بقوة 5.3 درجة منطقة جولباشي بولاية أديمان.

وفي بيان إدارة الكوارث والطوارئ "أفاد" بعد زلزال 7.7 على مقياس ريختر المتمركز في منطقة بازارجيق، حدث ما مجموعه 66 هزة ارتدادية، بما في ذلك 3 فوق 6 درجات و14 فوق 5 درجات، و34 فوق 4 درجات، في المنطقة، حتى الساعة 08:42 صباحاً".

وحتى الساعة 13:38 وقع أكثر من 100 هزة ارتدادية، وفقاً لـ"أفاد"، كانت كبراها التي وقعت الساعة 13:24 بمنطقة إيلبستان بولاية قهرمان مرعش، بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر.

وحذّر الخبراء من أن تأثيرات الزلزال والموجات الارتدادية التي يولّدها قد تستمر لأشهر. ففي عام 2007 حدث زلزال وصلت اهتزازاتته الارتدادية إلى أكثر من 900 هزة، وبالتالي على سكان المنطقة أن يكونوا مستعدين وأن لا يدخلوا إلى المباني المتضررة واتباع النصائح والإرشادات الصادرة عن إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد".

"الطواقم على أهبة الاستعداد"

عقب وقوع الزلزال، تحركت الدولة التركية بجميع مؤسساتها وهيئاتها وحشدت كل الإمكانيات في الولايات المنكوبة لمباشرة عمليات البحث والإنقاذ. وبالإضافة إلى الولاة/المحافظين في المقاطعات العشر التي تضررت من الزلزال، عُيّن 10 محافظين آخرين للعمل معهم، وفقاً لتصريحات أردوغان.

فيما هُرعَت طواقم البحث والإنقاذ من معظم الولايات التركية إلى المناطق المتضررة، وبدأت وزارتا الداخلية والصحة، وإدارة الكوارث والطوارئ، والمحافظات وجميع المؤسسات الأخرى، عملها بسرعة.

وفي هذا الإطار انطلقت طواقم البحث والإنقاذ من إسطنبول والولايات المحيطة بها، وكذلك من العاصمة أنقرة وولايات أخرى. وتوجّهَت فرق البحث والإنقاذ إلى الولايات المتضررة من الزلزال، وأبرزها قهرمان مرعش وأضنة وعثمانية وهطاي وغازي عنتاب وملاطية أديمان.

من جانبه قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو: "رفعنا إنذاراً من المستوى الرابع، وهذا الإنذار يشمل المساعدة الدولية"، معلناً عن أن جميع فرق الإنقاذ والمساعدة في حالة تأهُّب لإنقاذ المتضررين من الزلزال.

في سياق متصل قالت وزارة الدفاع التركية، إن كتيبة المساعدات الإنسانية التابعة لها، مستعدة لتلبية مطالب إدارة الكوارث والطوارئ والمشاركة في عمليات الإنقاذ، كما أعلنت عن إنشاء "ممر مساعدات جوي" لإيصال فرق البحث والإنقاذ إلى المنطقة.

جهود البحث والإنقاذ مستمرة

قال الرئيس التركي إن "أنشطة البحث عن مواطنينا وإنقاذهم تتواصل بلا انقطاع، تحت المباني المنهارة في محافظاتنا حيث تَسبَب الزلزال في أضرار جسيمة"، وأضاف: "يُجرِي حالياً 9000 فرد عمليات بحث وإنقاذ، ويتزايد هذا العدد باستمرار مع مَن يصل إلى المنطقة من الخارج".

فيما بلغ عدد الأشخاص الذين أُنقِذوا من تحت الأنقاض 2470 شخصاً، وقت تصريحات الرئيس أردوغان، وهو ما يتزايد مع استمرار أعمال الإنقاذ.

كما بدأت الاتصالات مع تركيا للمساعدة الدولية، وبالإضافة إلى الناتو والاتحاد الأوروبي عرضت 45 دولة تقديم المساعدات بجميع أشكالها، على رأسها روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى أذربيجان التي أعلنت إرسال فريق بحث وإنقاذ من 370 عنصراً إلى تركيا للمساهمة في مواجهة آثار الزلزال.

وتجري جميع أعمال البحث والإنقاذ التي تُجرِيها جميع الهيئات والأشخاص، إلى جانب الجيش والجندرما، بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ "أفاد".

TRT عربي