بين فرنسا والجزائر والمغرب واسبانيا..حسابات معقدة وأوراق ضغط!


تطورات متسارعة وتحولات سياسية عميقة تجري تطوراتها على ضفاف المتوسط بين عواصم اتسعت بينها الهوة السياسية والمصالح الاستراتيجية، ففرنسا الشريك التقليدي للمغرب يبدو أن صانع القرار بها قد اختار الجزائر حليفة على حساب الرباط التي حوّلت بوصلتها نحو مدريد لنسج خيوط علاقات ذات أبعاد مختلفة، حيث تلاقت لغة المصالح وانتفت حسابات الأزمة التي أوقعت في شباكها علاقات البلدين طيلة سنوات بل عقودا لاسيما في تماس السياسية الإسبانية بملف الصحراء المغربية، هذا الملف الذي تضعه الجزائر على رأس أولوية خارجيتها وتقدمه فوق طاولة تحالفاتها مع مختلف العواصم لاسيما باريس.

 

باريس والرباط والجزائر..علاقات وحسابات معقدة

 

هل تخلت فرنسا عن المغرب لصالح الجزائر؟ سؤال ينطوي على إجابات وتفاصيل تختلط فيها المصالح الاقتصادية بالأخرى السياسية، تقول مجلة “الإيكونوميست” البريطانية أن باريس سعت منذ فترة للتقارب مع الجزائر، شأنها شأن العديد من الدول الأوروبية، في خضم الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تسببت في أزمة غاز غير مسبوقة. في المقابل يرى تقريرها أن فرنسا نأت بنفسها عن المغرب في ملف الصحراء.

 

وأصبحت الجزائر مزارا للمسؤولين الفرنسيين منذ أشهر، حيث تبحث الإيليزيه إبرام اتفاقات طاقية معها، وهي التي تعد من أكبر موردي الغاز في المنطقة. ولوحظ ارتفاع منسوب الزيارات بين مسؤولي البلدين وفق التقرير، ما يؤش على تباين ميزان العلاقات بين باريس والجزائر من جهة وبينها وبين الرباط من جهة أخرى، حيث لم يلتق الملك محمد السادس، بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منذ 2018، حينما زار الأخير الرباط، رغم أن الملك محمد السادس قضى نحو أربعة أشهر في فرنسا، حسبما نقلته المجلة.

 

في المقابل زار ماكرون الجزائر، في صيف 2022، والتقى بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل أن يستقبل قائد الأركان الجزائري، الفريق السعيد سنقريحة، الذي زار باريس في يناير المنتهي.

 

مملكتين متصالحتين

 

وبعد سنوات من الجفاء الأقرب إلى القطيعة تعود المياه لتجري في شرايين علاقات الرباط ومدريد، حيث انعقدت الأسبوع الفائت القمة المغربية الإسبانية، التي التأم بها مسؤولي البلدين في ظل تطور إيجابي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد الاعتراف التاريخي للحكومة الإسبانية بالسيادة المغربية على الصحراء.

 

قمة بين مملكتين جمعتهما الجغرافيا والتاريخ والمصالح الاقتصادية التي تجر عربة السياسة المثقلة بملفات حساسة على غرار أجواء الصحراء وملفي سبتة ومليلية وترسيم الحدود البحرية..ملفات وُضعت على الجانب وجعلها بعيدة عن الصدام الدبلوماسي خلال قمة المملكتين.

 

تقارب كبير بين الرباط والرباط لا تراه باريس بأعين الرضا، على اعتبار ما قد يعنيه ذلك من ضرب لمصالحه في المغرب أولا والعمق الإفريقي خاصة، حيث يبسط المغرب أذرعه الاقتصادية.

 

وترسم العلاقات المغربية الإسبانية ملامح إمكانية تحقيق تقدّم واتفاقات تخدم مصالحهما القومية، ويحقق أمن واستقرار المنطقة، على مستوى ملفات عدة، من أبرزها الملف الأمني، ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، والهجرة غير القانونية.

 

التحول الاستراتيجي الذي اتخذته الحكومة الاسبانية في ملف الصحراء، أغضب النظام الجزائري، الذي استشعر المنعطف الحاسم الذي يسير في اتجاهه المغرب في الملف، منذ سنة 2020، حينما أعلنت الإدارة الأمريكية السابقة الاعتراف بسيادة المملكة على كامل أراضيها جنوبا، ما جعل الخارجية الجزائرية تلعب ورقة الغاز في معترك السياسية، لاسيما مع اللاعب الأوروبي والحديث هنا عن فرنسا أولا، وإيطاليا ثانيا لعلها تبعد قرارهما السياسي في ملف الصحراء بعيدا عن مصالح المغرب.

تاريخ الخبر: 2023-02-06 15:19:47
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 66%
الأهمية: 75%

آخر الأخبار حول العالم

تفتيش شابة بمحطة قطار أصيلة يسفر عن مفاجأة مثيرة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:09:15
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 72%

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:10:05
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 65%

زلزال يضرب دولة عربية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:09:26
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 81%

متظاهرون يرشقون المتطرّف الفرنسي إيريك زمّور بالبيض

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:09:12
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 77%

أخبار سارة لنهضة بركان قبل مواجهة الزمالك المصري

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:09:20
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 82%

بوركينافاسو تشيد بالمبادرة الملكية الأطلسية لفائدة دول الساحل

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 12:09:18
مستوى الصحة: 73% الأهمية: 80%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية