وارتفع عدد القتلى جرّاء الزلزال إلى 3419، ليزيد العدد الإجمالي بما في ذلك قتلى سوريا إلى أكثر من 5000 قتيل، حسبما أفاد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي.

منظمة الصحة العالمية حذَّرت من احتمال تضرّر ما يصل إلى 23 مليون شخص من الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا.

وجعل سوء الأحوال الجوية من الصعب تقديم المساعدة في المناطق المتضررة وإجراء عمليات الإنقاذ، ما أبرز عديدًا من اللقطات الإنسانية التي تدمي القلوب.

محاولات إنقاذ بزجاجة مياه

رصدت الكاميرات، لقطة إنسانية لتركي يسعى لمساعدة مواطنيه الناجين من الزلزال عبر إنزال زجاجة ماء مربوطة بخيط لمحاصَرين تحت الأنقاض التي خلَّفها الزلزال المدمر.

وأظهر مقطع فيديو رجلًا وهو يربط خيطًا في زجاجة ماء، قبل أن ينزلها بين الأنقاض في مدينة هاتاي جنوب تركيا، لمساعدة الناجين الذين ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.

A little girl who was pulled out from under the concrete in the earthquake. Urfa Turkeypic.twitter.com/XZx4RZ2upO— Selin Marta (@martakarta3) February 6, 2023

لقاء بعدما لاح الفراق

أظهرت الصور القادمة من منطقة الزلزال المنكوبة، صورة لسيدتين تتعانقان وسط مظاهر الخراب والأنقاض بدموع جاءت بين الحزن والفجيعة من الكارثة والفرحة باللقاء والنجاة.

كما بدا على منقذي فتاة صغيرة أُخرجت من تحت الأنقاض التأثر البالغ، وكأنّ التمسّك بالحياة يُضفي عليها معاني قد تغيب جرّاء اعتيادها.

كلب زلزال تركيا

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لكلب لازم صاحبه الذي انهار منزله إثر زلزال، في مشهد مؤثر يحمل معاني الوفاء والتضحية.

اجتاحت الصورة حسابات مواقع التواصل دون تيقن من مصدرها وتوقيتها، فسلوك الكلب (من نوع جولدن ريترفر) مسّ قلوب المشاهدين والمتعاطفين مع ضحايا الكارثة الإنسانية.

وبالتحقق من أصل الصورة نجدها قد ظهرت في زلزال سابق بتركيا عام 2020، وتخرج عقب كل زلزال يضرب المنطقة.

ورغم عدم دقة الصورة، فإنها تعبر عن مشاعر صادقة تثير تعاطف مستحق مع منكوبي كارثة إنسانية، وفي الوقت نفسه وفاء نادر بين حيوان وصاحبه.

وفي السياق نفسه، أظهرت صورة أخرى من زلزال تركيا وسوريا كلب إنقاذ يدعى "كاسكيا" من نوع (الراعي الألماني) يشترك مع فريق الإنقاذ الأممي ويبدو عليه الحزن الشديد والتأثر مما رأه من الخراب وكم الأرواح المعذبة والعالقة تحت الأنقاض.

عقبات أمام المساعدات.. سوريا تنوء بالكوارث

قال المصطفى بن لمليح، المنسّق المقيم بالشؤون الإنسانية للأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال في بلد يعاني فيه الملايين ويتنظرون المساعدة.

وأضاف: "البنية التحتية متضررة والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضرَّرت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس، ونحن نعمل بجد".

ولفت بن لمليح إلى أن عديدًا من الذين دُمِّرت منازلهم يقضون الليل في العراء أو في السيارات، في أجواء شديدة البرودة دون الحصول على المواد الأساسية.

جهود الإنقاذ وذعر الأهالي

تبذل فرق الإنقاذ قصارى جهودها من أجل البحث عن ناجين، في حين يشعر كثير من سكان المناطق المنكوبة بالذعر إلى حد يدفعهم إلى رفض العودة إلى منازلهم.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، الثلاثاء، إن الزلزال والهزات الارتدادية التي دمرت عشرات الأبنية في تركيا وسوريا ربما تسبَّبت في مقتل آلاف الأطفال.

وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم المنظمة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف: "الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا وشمالي سوريا في وقت مبكر من صباح أمس ربما قتلت آلاف الأطفال".

بلغت قوة الزلزال 7.8 درجة على مقياس ريختر للزلازل، وضرب المنطقة في الساعة 4:17 صباحًا بالتوقيت المحلي الإثنين الماضي، وكان مركزه يقع على بُعد 17.9 كيلو متر تحت سطح الأرض بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، وفقًا لجمعية المسح الجيولوجي الأمريكية.