ينظر المواطن السوري عبد الرحمن المحمود بأسى إلى ابنته التي نجت معه وهي تمسح عينيها، وقلبه يُعتصر ألماً على زوجته وطفلته الأخرى اللتين توُفّيَتا تحت منزلهم الذي حوله زلزال يوم الاثنين إلى ركام، بمنطقة جنديرس في سوريا.

ويروي المحمود الذي يرقد في مأوى مؤقت مع طفلته الناجية، اللحظات الأولى للكارثة، وقال إنه توجّه إلى المرحاض عندما وقع الزلزال وركض عائداً لإنقاذ أسرته، لكن المنزل انهار من حولهم.

وأضاف أن ابنته ماتت بين ذراعيه وزوجته ماتت إلى جواره، فيما يعاني هو إصابة في ذراعه، وما زال وجهه متأثراً من الحطام الذي سقط مع انهيار منزل الأسرة.

عبد الرحمن يحمل صورة ابنته التي قضت تحت أنقاض منزلهم في جنديرس (Reuters)

وعقب انهيار المنزل جاء الصالح العقاب، وهو صهر المحمود، بعدما سمع صراخاً من تحت الأنقاض وحاول إنقاذ العائلة، ليتمكن بعد جهد من إخراج عبد الرحمن وابنته، لكنه أخرج أخته وابنتها الثانية جثتين هامدتين.

وعقب انتشالهما من تحت الركام نُقل المحمود وابنته إلى مأوى مؤقت مصنوع من العصي والبطاطين، فيما نُقل جثمان ابنته الثانية إلى المستشفى، لكنه في ظلّ الفوضى لا يعرف مَن دفنها ولا أين دُفنَت.

وقال: "ما نعرف مين دفنها، حطينها بإيدنا بالمشفى وما نعرف وين دفنها، وبنسأل اندفنت جنب أمها؟ ما حدّ عم يردّ علينا".

وقال العقاب وهو يقف على كومة هائلة من الأنقاض التي كانت ذات يوم منزل المحمود، إن "كل شيء انهار".

منزل عبد الرحمن علي المحمود بعدما حوّله الزلزال إلى حطام (Reuters)

ولم تكن زوجة عبد الرحمن وابنته الوحيدتين اللتين فقدهما في الزلزال، إذ يشير إلى أنه فقد 20 فرداً آخر من عائلته.

ويرجع أصل عائلتَي المحمود وعقاب إلى مدينة دير الزور في شرقيّ سوريا، لكنهما انتقلوا إلى جنديرس.

وعانت جنديرس التي تبعد بضعة أميال عن الحدود مع تركيا، أضراراً جسيمة من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وأظهرت مقاطع التقطتها طائرة مسيرة كثيراً من المباني المنهارة، فضلاً عن تَضرُّر جدران وأسقف مبانٍ أخرى.

ولأن جنديرس تقع في منطقة تسيطر عليها المعارضة شمال غربي سوريا، لم تصل أي مساعدات خارجية، وفاقم بردُ الشتاء القارس معاناة الناجين من الزلزال. وقال مسؤول كبير في مجال مساعدات الأمم المتحدة أمس الأربعاء إن أعمال الإغاثة عبر الحدود إلى شمال غربيّ سوريا قد تُستأنف الخميس.

TRT عربي - وكالات