السيناتور الجمهوري جيم ريش، وصف خلال تغريدة على صفحته في توتير، طريقة الإفراج عن عبد الرؤوف أبو زيد بـ “الاجراء المثير للغضب”.
الخرطوم: التغيير: الفاضل إبراهيم
لاتزال ردود الأفعال مستمرة في قضية إفراج السلطات السودانية عن عبدالرؤوف ابوزيد حمزة، المدان بالمشاركة في مقتل الدبلوماسي الأمريكي “قرانفيل” لاسيما عقب رفض واشنطون للخطوة.
وكان جون غرانفيل وعبدالرحمن عباس الموظفان، في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الخرطوم، حيث قتلا في ليلة رأس السنة عام 2008 حينما أطلق 4 اشخاص بينهم عبدالرؤوف أبوزيد، الرصاص عليهما وسط الخرطوم.
وكانت أسرة عبدالرؤوف أبوزيد محمد حمزة، أعلنت في وقت سابق، إطلاق سراح ابنها بقرار من المحكمة القومية العليا، وذلك بعد 15 عامًا قضاها بسجن كوبر، بعد الحكم عليه في حادثة مقتل غرانفيل وسائقه.
منحى سياسي
وأخذت القضية منحنى سياسي بعد أن صعدت واشنطون من لهجتها تجاه الخرطوم عبر العديد من بيانات الشجب والادانة وردود الفعل المختلفة.
آخر ردود الأفعال صدرت من السيناتور الجمهوري جيم ريش، والذي وصف خلال تغريدة على صفحته في توتير رصدتها (التغيير)، طريقة الإفراج عن عبد الرؤوف أبو زيد بـ “الاجراء المثير للغضب”.
وقال إن الخطوة تؤكد اتباع الخرطوم لسياسية الافلات عن العقاب.
وتوقع السيناتور الأمريكي أن تعمق الخطوة من الشرخ بين أميركا والسودان وتعقد من تقديم مساعدات أميركية مستقبلية للخرطوم.
الخارجية الأمريكية كانت قد استدعت السفير السوداني في واشنطون وابلغته احتجاجها علي الإفراج عن عبدالرؤوف فيما اكدت والدة غرانفيل انها لم تعفو عن القاتل وان استلامها للتعويض المالي لايعني أنها تنازلت عن حقها.
حكم نهائي
من جانبه أكد المحامي عادل عبد الغني، والذي ترافع في القضية ممثلا للمتهم “عبد الرؤوف”، في تصريحات صحفية أن قرار الإفراج نهائي ولارجعة عنه.
ونوه إلى صدوره عن سلطة قضائية عليا بالبلاد هي المحكمة العليا، وذلك عقب سداد مبلغ مليوني وخمسمائة ألف دولار لاسرة “غرانفيل”.
وأوضح “عبد الغني” أن المحكمة أعتبرت أن قبول الأسرة بالتعويض تنازل عن القصاص لهذا اسقط حكم الإعدام واكتفت بفترة السجن كعقوبة عن الحق العام.
إنكار وتراجع
وكان “عبدالرؤوف” قد أكد عدم مشاركتة في قتل الأمريكي غرانفيل والسائق السوداني عبدالرحمن.
وقال في تصريحات إعلامية: “لحظة وقوع الجريمة وإطلاق النار كنت نائم بشهادة الشهود في المحكمة لذلك حوكم علي بالاشتراك الجنائي لمدة (15) عاما”.
وأضاف: “خلال تلك الفترة كان عمري (20) عاما كنت طائشا وغير متزن فكريا”.
ولفت إلى أنه اقتنع من خلال المراجعات الفكرية بأن الأمريكان الموجودين في السودان مهادنيين، داعيا الشباب للأبتعاد عن الفكر المتطرف.
ورأي” عبدالرؤوف” أن القلق الأمريكي تجاهة مبرر نسبة لكثرة الشائعات حولة، مشيرا إلى أنه التقي بالعديد من الجهات الأمريكية دون أن يكشف عنها بالأسم.
واكد انه مقيم في منزله بالخرطوم ولايفكر في الهرب.
حالة غريبة
وأعرب مصدر قانوني تحدث لـ (التغيير) عن استغرابه من عملية الأفراج عن” عبدالرؤوف”.
وقال: “إن عملية الإفراج عنه بهذه الطريقة مريبة جداً، باعتباره شخص محكوم ينتظر التنفيذ منذ (15) عاماً ولم يصدر عفو من أولياء الدم”.
وأضاف المصدر: “اذا كان هنالك إجراء قانوني كان من الممكن ان يكون في حالة وجود محكمة دستورية”.
نزاع وسيطرة
وأوضح أن الأجهزة الأمنية في السودان تتعامل منذ زمن مع ملف الأرهاب بتكتم شديد عكس دول آخري كالسعودية ومصر.
وأشار المصدر إلى أن وجود” عبد الرؤوف” خارج السجن وسط أسرته وبعلم الجميع شي غريب جداً ومثير.
وأكد أن ملف الإرهاب حدث فيه تنازع بين الجهات العسكرية والأمنية عقب الثورة، لكن في النهاية الملف عاد مرة أخري لجهاز الأمن والمخابرات بعد أشهر قليلة من الثورة.
وأشار المصدر إلى أن قوات الدعم السريع حاولت أستلام الملف وربطة مع ملف الهجرة الشرعية، وأنها نفذت عدد من العمليات لكنها لم تستطيع الأمساك بالملف.
ايضاً حاول الجيش لعب أدوار في مكافحة الارهاب بعد القبض على عدد من منسوبي “بوكو حرام” بغرب السودان.
كروت ضغط
وأوضح المصدر أن ملف الأرهاب حاليا في يد منسوبي الدولة العميقة للنظام البائد بجهاز المخابرات العامة حيث يحاولون أرسال رسائل لأمريكا بأنهم موجودين ولديهم تأثير وكروت ضغط.
ومن المرجح أن لديهم ايادٍ في عمليات مثل خلية جبرة ومحاولة إغتيال حمدوك.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتعاون حاليا مع جهاز الأمن والمخابرات السوداني في عدد من الملفات.
حالة يأس
واستبعد المصدر عودة “عبدالرؤوف” مرة أخرى لتنظيم القاعدة، وقال إنه اصيب بحالة إحباط بعدما تخلي عنه التنظيم لدرجة انه كان يفكر في الانتحار أبان تواجده في سجن الهدى.
