زيارة لافروف.. هل مازالت أطماع موسكو في الخرطوم مؤجلة؟


مع ختام زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى السودان، لم تبد على ملامحه ذات الراحة والسعادة التي أظهرها في زياراته لدول أخرى خلال جولته الأفريقية، ويبدو أن طموحات وأطماع موسكو الكبيرة في الخرطوم لازالت مؤجلة!!

التغيير- الخرطوم: أمل محمد الحسن

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم نهاية الاسبوع الماضي زيارات رفيعة المستوى لعدد من المبعوثين الغربيين الداعمين للاتفاق الإطاري، وبالتزامن هبطت طائرة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خاتمةً جولة طويلة قام بها في عدد كبير من الدول الأفريقية، في حملة إعلامية ضخمة مباشرة وضد أمريكا والغرب للحديث عن وجهة نظر موسكو في حربها ضد كييف، وتقديم دعوات مباشرة للقادة الأفارقة لحضور القمة الروسية الأفريقية المزمع عقدها في 26 يوليو المقبل.

توافق معلن

غادر لافروف الخرطوم وهو يحمل موافقات من حكومة الانقلاب في عدد من القضايا الرئيسة التي دفعته لزيارة السودان في ختام جولته بعدد من الدول الأفريقية، والعراق.

وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي الفروف- الذي أنهى زيارة استمرت ليومين أمس الخميس- في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوداني، على تطابق مواقف بلاده مع حكومة الانقلاب فيما يتعلق بإصلاح المؤسسات الدولية.

فيما شدّد وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، على إصلاح مجلس الأمن بصورة «خاصة».

من جهته، أعرب المسؤول الروسي عن تقديره للتسهيلات التي تجدها بلاده فيما يخص استثماراتها في مجال التعدين، ودافع عن وجود قوات «فاغنر» العسكرية في الدول الأفريقية، مشيراً إلى أنها هناك بطلب من حكومات تلك الدول.

لافروف في موريتانيا

خيبة أمل

لكن بالنظر إلى ظهور وزير خارجية روسيا في الخرطوم وصوره خلال لقاءاته مع المسؤلين السودانيين، لم تبد على ملامحه ذات السعادة التي ظهرت على محياه خلال زياراته إلى دول مثل موريتانيا ومالي، حيث ارتدى في الأولى الزي القومي، وقدمت له الثانية هدية قيمة عبارة عن سيف تسلمها ببهجة واضحة، معلقاً بأنه سيبقيه بين يديه!

ويبدو أن التجهم الذي كسا وجه لافروف ولم يتمكن من إبعاده رغماً عن عمله في الدبلوماسية لقرابة الـ3 عقود، يحمل إشارات واضحة لخيبة الأمل التي حصدها من لقاءاته بقادة الانقلاب العسكري في السودان.

وفي الوقت الذي صرح فيه علي الصادق بمشاركة السودان في القمة الروسية الأفريقية المقبلة، أعاد لافروف المعلومة بقوله إن البرهان أكد على مشاركته في القمة.

ولن تقبل روسيا وفق مصدر دبلوماسي تحدث لـ«التغيير» بتمثيل أقل من رئيس الدولة، نسبة لأن ذلك يقلل من قيمة المشاركة، خاصة وأن موسكو لم تفعل مثل أمريكا التي لا تقدم دعوة لقيادات الانقلابات العسكرية لقمم رئاسية!

الجولة كان الجند الأول لها في أفريقيا تأكيد مشاركات رؤساء دول القارة السمراء في القمة الروسية الأفريقية الثانية، التي ستعقد نهايات يوليو المقبل بمدينة سان بطرسبرغ، ويبدو أن روسيا توليها اهتماماً زائداً، لتعلن عبر وصول أكثر من «40» رئيس دولة أنها لا تتعرض لأي عزلة دولية بسبب حربها ضد اوكرانيا.

وتعاني المناسبة من عدة عقبات بالفعل، ولن تسمح موسكو بضعف مشاركة القادة الأفارقة، أولى العقبات تمثلت في عدم إيجاد دولة أفريقية لاستضافة القمة التي كان يجب أن تتم بالتناوب بين موسكو وأفريقيا، فاضطرت لاستضافتها على أراضيها للمرة الثانية، ويبدو أن تأخر قيامها لقرابة العام عن موعدها الذي كان مقرراً له نهاية 2022م يعود لفشلها في إيجاد دولة مضيفة!

وعود مؤجلة

حلم القاعدة الروسية على شواطئ البحر الأحمر هو قضية لا تبارح اللقاءات الرسمية بين موسكو والخرطوم، ولفت لافروف إلى أن بلاده مازالت تنتظر رد المجلس التشريعي على اتفاق انشاء قاعدة عسكرية روسية تتسع لاستقبال «4» سفن.

وبالنسبة لموسكو اتفاق القاعدة «وعد مؤجل» منذ حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، الذي طالب روسيا بتوفير حماية له ضد أمريكا وعقوباتها، وتلقفت روسيا انهيار النظام السوداني لتطالب بقاعدة عسكرية مقابل «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن!

ووفق آراء مراقبين، تريد روسيا الحصول على القاعدة بـ«المجان»؛ وواصلت مطالباتها بتنفيذ الاتفاق من رئيس مجلس السيادة في العام 2019م الذي يبدو أنه غيّر مواقفه من الموافقة الصريحة إلى المشروطة بقبول البرلمان.

ولم يأتِ تراجع البرهان عن وعده بتنفيذ الاتفاق مع الروس من فراغ؛ فوفق مصادر دبلوماسية تحدثت لـ«التغيير»، رفضت موسكو دفع المقابل المالي الذي طلبته الحكومة الانتقالية، ويقدر بـ5 مليارات دولار!

ووجدت الحكومة الانتقالية مخرجاً عبر التحجّج بضرورة موافقة المجلس التشريعي «الذي لم يتم تشكيله منذ سقوط النظام السابق حتى الآن».

توازن قوى

المكون العسكري الانقلابي يحتفي بالعلاقة مع روسيا التي تؤثر على موازين القوى الداخلية الخاصة بالعملية السياسية الجارية.

وفي ذات الوقت شهدت الخرطوم زيارات لمجموعة من المبعوثين الغربيين الداعمين للمكون المدني والتحول الديمقراطي، تؤثر روسيا في تخفيف الضغط على قادة الانقلاب.

وتؤكد أستاذة العلاقات الدولية عاطفة محمد، أن جميع الدول الغربية بما فيها روسيا لديها أطماع ومصالح استراتيجية واقتصادية في السودان.

وقال خبيرة العلاقات الدولية لـ«التغيير»، إن التقارب بين المكون العسكري والروس يشكل ضغطاً على الإدارة الأمريكية لتخفيف لهجتها وعكس مواقفها من التهديد لمحاولة الاحتواء.

لكن خبيراً آخر في العلاقات الدولية، تحدث لـ«التغيير»، قلّل من خطورة تأثير روسيا على الأوضاع السياسية الداخلية. مؤكداً أن أركان قوى الثورة ماتزال موجودة وفاعلة في المشهد وتحظى بدعم الدول الغربية الرأسمالية.

وفيما أشارت عاطفة محمد، إلى أن الجولة التي قام بها لافروف في أفريقيا تسعى لجمع مواقف ودعم في حربها ضد أوكرانيا، قلّل خبير العلاقات الدولي- الذي فضل حجب اسمه- من فائدة الدول الأفريقية لصالح الموقف الروسي، خاصةً تلك التي تعاني من صراعات داخلية وهشاشة.

اهتمام دولي

تنظر قوى الحرية والتغيير إلى الزيارات الدولية الرفيعة للخرطوم في إطار كونه اهتماماً عالمياً بالشأن السوداني.

وعزت القيادية بحزب المؤتمر السوداني عبلة كرار، اهتمام من وصفتهم بـ«القطبين المتنازعين»، الأمريكي والروسي، بالسودان بسبب وضعه الجيوسياسي.

وقالت عبلة لـ«التغيير»، إن الزيارات الدبلوماسية الرفيعة من جانب تدفع الجانب الآخر إلى أن يقوم بذات الاهتمام ونفس درجات التمثيل الدبلوماسي.

ورأت أن زيارة لافروف تقرأ في اتجاه رغبة المعسكر الروسي بأن يكون له دور في تشكيل الخارطة السودانية التي تتم الآن.

تاريخ الخبر: 2023-02-11 00:23:28
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعو سكان شرق رفح إلى "الإخلاء الفور

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

البنك المركزي الصيني يضخ ملياري يوان في النظام المصرفي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:39
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

الدوري الإسباني.. النصيري يواصل تألقه

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:25:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

إسرائيل: استخدام منشورات ورسائل لتشجيع المواطنين على الإجلاء

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 57%

لماذا يريد جيش الاحتلال إخلاء 1000 فلسطيني من رفح الفلسطينية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:20
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

من أجل سلامتكم عليكم بالإخلاء.. ماذا طلبت إسرائيل من سكان رف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 09:22:33
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية