وكان الاشتراكيون الديموقراطيون حلوا في الطليعة في الاقتراع الأخير في العاصمة الألمانية في 26 أيلول/سبتمبر 2021. لكن الفوضى وحالات الخلل الكثيرة التي شهدها هذا الاقتراع الذي نُظّم في مدينة كان يشلها في ذلك اليوم الماراثون السنوي، أدت إلى إلغائه.
لذلك، دعي نحو 2,5 مليون من ناخبي برلين مجددا إلى صناديق الاقتراع الأحد لانتخاب نواب العاصمة في البوندستاغ (مجلس النواب) وأعضاء البرلمان المحلي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي المعارض المحافظ بحصوله على حوالى 26 بالمئة من الأصوات، على حزب الخضر (18 بالمئة) والاشتراكيين الديموقراطيين الذين تراجعوا إلى المركز الثالث حاليا (17 بالمئة).
وإذا تأكد هذا المسار بعد الاقتراع، فستكون هذه المرة الأولى منذ 22 عامًا التي يتصدر فيها الاتحاد الديموقراطي المسيحي نتائج الانتخابات في برلين.
مراقبون دوليون
لكن الحزب الاشتراكي الديموقراطي بقيادة رئيسة بلدية برلين فرانتسيسكا جيفي، يمكن أن يأمل في الاحتفاظ بالسلطة في المدينة داخل التحالف الذي تشكل منذ 2016 مع دعاة حماية البيئة واليسار الراديكالي الممثل بحزب اليسار (دي لينكي).
ولا يريد الحزبان الأخيران تشكيل تحالف مع المحافظين بقيادة كاي فيغنر الذي كان يعمل في قطاع التأمين.
ولن تؤثر هذه الانتخابات على التحالف الحاكم في ألمانيا برئاسة شولتس لكنها يمكن أن تضعف المستشار. فبرلين مدينة تشكل ولاية بحد ذاتها وأي تغيير محتمل للأغلبية فيها يمكن أن يكون له انعكاسات على المجلس الاتحادي (بوندسرات) الذي يمثل الولايات ال16 في البلاد.
وقال ثورستن فاس أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة إن "أمورا كثيرة تغيرت" منذ انتخابات 2021.
ويشعر سكان العاصمة باستياء متزايد لا سيما حول قضية الإسكان الحساسة مع الارتفاع الحاد في الإيجارات الجديدة والقديمة خلال العامين الماضيين. وكان لتدفق اللاجئين وخصوصا ألأوكرانيين، تداعيات.
كما أن وضع التعليم في المدارس ليس مرضيا. فقد ذكر معهد تطوير نوعية التعليم (اي كيو بي) أن طلاب برلين يحققون نتائج أدنى من المعدل الوطني في اللغة الألمانية والرياضيات.
يضاف إلى كل ذلك مشاهد الفوضى العديدة ليلة رأس السنة عندما استهدفت ألعاب نارية في بعض الأحياء رجال إطفاء وشرطة، ما صدم السكان وأجج السخط ضد الغالبية المنتهية ولايتها.
وستجرى انتخابات الأحد بإشراف مراقبين دوليين من مجلس أوروبا بدعوة من المدينة نفسها لاستعادة الثقة.
واستدعت برلين نحو 42 الف موظف انتخابي، بما يزيد بثمانية آلاف عن المرة السابقة، وتعتزم لمنح مراكز الاقتراع بطاقات تصويت إضافية لتجنب أي نقص.
© 2023 AFP