«بوليتيكو»: مساعدات شمال سوريا تصطدم بكوابيس لوجستية وسياسية
«بوليتيكو»: مساعدات شمال سوريا تصطدم بكوابيس لوجستية وسياسية
سوريا.
وبحسب مقال لـ «جيمي ديتمر»، عانى السوريون في إدلب وشمال حلب، وكثير منهم نزحوا من أماكن أخرى في البلد الذي مزقته الحرب، من صراع همجي استخدمت فيه البراميل المتفجرة، واستهدفت فيه مستشفياتهم وأسواقهم، وتم تجويعهم، وافتراسهم قبل عناصر القاعدة و"داعش".
وأضاف: تحولت إدلب إلى منطقة قتل كبيرة على أيدي نظام بشار الأسد وداعميه الروس والإيرانيين.
شعور بالتخلي
أردف ديتمر: مما يزيد الطين بلة، منذ 2018، أن السلطات التركية تمنع طالبي اللجوء السوريين من عبور الحدود وترفض تسجيلهم، كما صعدت أنقرة أيضا من عمليات الترحيل غير القانونية وأجبرت البعض على العودة إلى شمال سوريا، بينما أثار الاتحاد الأوروبي، خشية موجة جديدة من الهجرة، اعتراضات قليلة على هذا الانتهاك لاتفاقية جنيف.
واستطرد: على طول قوس شمال سوريا، كانت الشكوى المنتشرة من قبل العرب والأكراد على حد سواء هي أنه منذ هزيمة "داعش"، تخلى المجتمع الدولي عنهم.
ولفت إلى هذا الشعور بالتخلي يتفاقم الآن وهم يحفرون مقابر جماعية ويصارعون آثار الزلزال المدمر.
مساعدات محدودة
وتابع ديتمر: منذ دمر زلزال تركيا وسوريا المميت المدن بالأرض، كان تركيز العالم ينصب بشكل أساسي على تركيا، التي تتوجه إليها وسائل الإعلام الغربية وطواقم الإنقاذ الدولية والمساعدات والمعدات، لكن عبر الحدود، كان هناك القليل من المساعدة.
ونقل عن عضو في Mercy Corps، وهي منظمة إنسانية عالمية في إدلب الخاضعة لسيطرة الثوار، قوله، ما يدور في ذهني هو أن بعض الأشخاص كانوا يقفون فوق الأنقاض ويسمعون أصوات عائلاتهم وأقاربهم على بعد أمتار قليلة، لكن لم يتمكنوا من فعل أي شيء لإنقاذهم بسبب نقص المعدات وغياب استجابة دولية للمساعدة.
واستطرد الكاتب: العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها تعرقل عمليات الإنقاذ والإغاثة ومساعدة الضحايا.
وبحسب الكاتب، انتقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي شكاوى الإهمال القادمة من شمال سوريا.
كوابيس لوجستية
أضاف ديتمر: يقول الاتحاد الأوروبي إنه سيقدم دعمًا طارئًا إضافيًا لكل من تركيا وسوريا، ومساعدات إنسانية طارئة بقيمة 6.5 مليون يورو، لكن المسؤولين يقولون، إن الكتلة ستحتاج أيضًا إلى ضمانات لضمان وصول المساعدات بشكل فعال إلى المحتاجين وعدم إساءة استخدامها من قبل حكومة الأسد.
وتابع: في الواقع، فإن إرسال المساعدات إلى شمال سوريا محفوف بالكوابيس اللوجستية والسياسية.
وأردف: تخضع إدلب لسيطرة مجموعة متنوعة من الجماعات المتمردة المتناحرة، لا سيما هيئة تحرير الشام، وهي جماعة تم تصنيفها على أنها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. ومتهمة مثل حكومة الأسد، بتهمة التلاعب بالمساعدات الدولية.
استجابة بطيئة
ومضى ديتمر يقول: بصرف النظر عن ضرورات التعاطف، فإن الاستجابة الغربية البطيئة وغير الكافية ستغذي أيضًا تصور بلدان أفريقيا والشرق الأوسط، بأن القوى الغربية لا تهتم بهم إلا عندما تريد أو تحتاج إلى شيء ما.
واختتم بقوله: إذا لم تتم مواجهة هذه التحديات، فإن الأزمة الإنسانية الفورية قد تتحول إلى كارثة.