وكأنهم دفنوا أحياء وتركوا تحت الركام حتى لفظوا أنفاسهم.. هذه حال العديد من السوريين الذين مازالوا عالقين تحت الأنقاض، وسط نقص المعدات وتوقف أعمال الإنقاذ، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا يوم الاثنين الماضي، وتبعه آخر، فاقم الكوارث.
فبعد أيام من رفع الأنقاض بلا أدنى حد من المعدات المطلوبة، وإنما بالأيدي والآليات المتواضعة جداً، أعلنت قبل يومين فرق الإنقاذ لاسيما في الشمال السوري (المناطق الخاضعة للمعارضة) توقف عمليات الإنقاذ، والعمل الآن على رفع الأنقاض، مع تضاؤل الأمل بالعثور على ناجين.
الأمل يتراجع
أما في جبلة بمحافظة اللاذقية، فعلى الرغم من استمرار البحث عن ناجين، فإن الأمل تراجع بشكل كبير.
وفي هذا السياق، قال علاء مبارك رئيس الدفاع المدني في المدينة الساحلية لوكالة فرانس برس "لا أتوقع وجود أي أمل بالعثور على ناجين.
ثم أردف "رغم ذلك، كلما ضربنا ضربة، توقفنا وسألنا هل من أحد حي هنا"؟
لكن على الرغم من تراجع الأمل بالعثور على ناجين، يتجمهر بشكل يومي في العديد من المناطق السورية المنكوبة مئات الأشخاص حول فرق الإنقاذ مقدّمين لها المعلومات عن ضحايا لم يُعرف شيء عن مصيرهم بعد، علهم يفرحون بخبر سار.
بالمعاول والمجارف
وفي عموم المناطق السورية كما في جبلة الخاضعة لسلطة النظام، تتبع فرق البحث المحلية أساليب عمل بدائية وتفتقر إلى تقنيات مسح وبحث عصرية.
وغالبا ما يستخدم عناصرها المجارف أو المعاول أو حتى أيديهم في عمليات البحث.
فبعد سنوات طويلة من الحرب التي استنزفت اقتصاد البلاد، لم تعد المرافق الخدمية قادرة على توفير احتياجات الناس لا سيما الكهرباء في ظل شح متواصل في الوقود، ما يدفع فرق الإنقاذ الأجنبية إلى الاعتماد على مواردها الخاصة.
يشار إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا بقوة بلغت 7,8 درجة وتبعته هزات ارتدادية عدّة، سوى مناطق برمتها بالأرض في البلدين، وحصد أكثر من 35 ألف قتيل وشرد الملايين أيضاً، مدمراً آلاف المباني السكنية.