مواطن يضرم النار في جسده داخل مقر للشرطة بسيدي البرنوصي بمدينة الدار البيضاء احتجاجا على عدم تسجيل شكايته؟!


على الطريقة البوعزيزية في الاحتجاج، أضرم أمس داخل مقر للشرطة بسيدي البرنوصي بمدينة الدار البيضاء احتجاجا على عدم تسجيل شكايته، وفق ما أفادت مصادر أمنية.

يبدو بأن الأوضاع في المغرب ليست على ما يرام، ولقد بات المغاربة محكومين بالظروف القاهرة التي تلاحقهم في كل مضامين حياتهم، فلا يجدوا بدا من الاستسلام لحالهم، ذلك أنهم سئموا من الشكوى والتذمر من المعاناة التي ظلت لصيقة بهم، وأوضاعهم التي أبت أن تتغير في ظل ظروف وأسباب تدفعهم إلى الاعتياد على واقعهم المرير، وهكذا بقي هذا الواقع مريرا دون وجود مؤشرات تؤكد على أنه يمكن أن يتغير نحو الأحسن.

ويعيد الحادث إلى الأذهان، عددا من الحالات التي أضرم فيها مواطنون مغاربة النار في أجسادهم احتجاجا على ما يسموه الشطط في استعمال السلطة من طرف رجال الأمن والقوات العمومية..

وأوضح بلاغ للامن الوطني المغربي، بأن المعني حضر لمقر المداومة في ساعة مبكرة من صباح السبت، لتسجيل شكاية بشأن سرقة هاتفه النقال من سائق سيارة أجرة، قبل أن يعمد إلى إضرام النار في جسده بسبب دوافع وخلفيات يعكف البحث حاليا على تحديدها والكشف عنها.

وأشار البلاغ الى أنه، تم نقل الشخص المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية بعد إصابته بحروق، وكشف ذات المصدر أن مصالح الأمن باشرت إجراءات التفتيش الداخلي لترتيب المسؤوليات الإدارية الضرورية في حالة إذا ما أكد البحث المنجز أن هذا الفعل الإجرامي له علاقة أو ناجم عن تجاوز محتمل أو تقاعس مفترض من طرف أحد موظفي الشرطة العاملين بالمداومة.

ولم يفتح أي تحقيق في الحادث على اعتبار أن الضحية هو الذي أضرم النار في ذاته، والبحث عن الأسباب والمسببات. 

يبدو بأن الخدمات العمومية في المغرب ليست على الشكل المرغوب فيها، لأنها وبدون أدنى شك تساير المسار الفاشل للتعليم والصحة، هذه الخدمات كان مفترضا أن تقدم للمواطنين بشكل يرضيهم وبطرق مناسبة، لكن تظل المعاناة لصيقة بالمواطنين، وتتعقد الأمور كلما كانت الخدمة التي يريدها المواطن ذات أهمية، وبقدر أهميتها تتعقد مهمة حصوله عليها، فيضطر لتأدية واجب الرشوة الذي بات ضرورة طبيعية في المغرب، حينئذ يمكن أن ينتظر دوره ليأخذ وثيقته، أما مسألة الانتظار في الإدارات العمومية فحدّث ولا حرج، فحين ينشغل الموظفون في نقاش يهمهم، يضطر المواطن المسكين إلى الانتظار رغما عنه، أما إذا حاول المطالبة بحقه، فيبدو مستبعدا حصوله على الوثيقة، أما الأولوية في هذه الإدارات فتعطى لأصحاب النفوذ. أما أن تشتكي لدى الأمن بخصوص قضية تخصك، فقد لا يتعاملون معك كما ينبغي، بل لا يأخذون قضيتك على محمل الاهتمام، إلا إذا كنت ذوي نفوذ، أو أعطيت بعض الأموال مقابل الخدمة التي كان مفترضا أن تقدم لك على أكمل وجه.

أما تدخل الأمن، وتدخل الوقاية المدنية، وتدخل الإسعاف، فهذه التدخلات لا تأتي في الغالب إلا بعد أن يكون الآوان قد فات، وكأنها لا تبالي بواجبها الإنساني أولا، ثم بواجبها المهني ثانيا. ويصبح الإنسان في قاموس الخدمات العمومية في المغرب مرتبط بمكانته، وكلما كان شخصا ذوي نفوذ، فكل الوسائل تصبح متاحة له، من أجل أمنه واستقراره، أما إذا تعلق الأمر بواحد من الفقراء، فحياته وظروفه لا تؤخذ بمحمل الاهتمام، وهنا الفرق الشاسع بين أن تكون غنيا وأن تكون فقيرا.

 

 

 

 

تاريخ الخبر: 2023-02-14 00:29:22
المصدر: المغرب الآن - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم "بطاقة الإعاقة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 18:26:33
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

أخنوش: نحن حكومة ديموقراطية اجتماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 18:25:49
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم "بطاقة الإعاقة"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 18:26:31
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية