الخليل: سجن جندي إسرائيلي لاعتدائه على الناشط الفلسطيني عيسى عمرو

  • يولاند نيل
  • بي بي سي نيوز – القدس

صدر الصورة، LAWRENCE WRIGHT

التعليق على الصورة،

الجندي الإسرائيلي صور وهو يمسك برقبة عمرو.

سجن الجيش الإسرائيلي جنديا لمدة 10 أيام بعد أن اعتدى على ناشط فلسطيني كان يحاول مرافقة صحفي أمريكي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

وشوهد الجندي في مقطع فيديو نشره لورانس رايت من مجلة نيويوركر، وهو يمسك عيسى عمرو من رقبته وذراعه ويطرحه أرضا.

ثم ركل عمرو قبل أن يأتي جندي آخر ويدفعه بعيدا.

وأعرب وزير الأمن القومي الإسرائيلي عن دعمه الكامل للجندي.

وكتب لورانس، الذي حصل منشوره على أكثر من 7 ملايين 500 ألف مشاهدة: "لم يهاجم أمامي شخص أقابله قط إلا اليوم، حينما أوقف جندي إسرائيلي مقابلتي".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • حكومة نتنياهو: تزايد المخاوف الفلسطينية مع تولي اليمين الإسرائيلي المتطرف السلطة
  • إسرائيل: الاتفاق على حكومة هي "الأكثر يمينيةً" برئاسة بنيامين نتنياهو
  • صور من الضفة الغربية تلقي الضوء على استخدام إسرائيل القوة القاتلة
  • بن غفير: من هو اليميني المتطرف الذي سيتولى وزارة الأمن الداخلي بصلاحيات موسعة؟

قصص مقترحة نهاية

ولورانس هو أيضا مؤلف تلقي كتبه رواجا كبيراً، وفاز بجائزة بوليتزر عن كتابه "البرج الذي يلوح في الأفق: القاعدة والطريق إلى 11 سبتمبر".

  • تنديد فلسطيني بالإفراج عن جندي إسرائيلي قتل جريحا
  • حكم بسجن جندي إسرائيلي 18 شهرا لقتله مهاجما فلسطينيا جريحا

رواية الجيش الإسرائيلي

تختلف الرواية التي يقدمها الجيش الإسرائيلي عن الحادث عن رواية رايت.

إذ قال الجيش الإسرائيلي إن الجندي كان يحرس موقعا عسكريا في الخليل وطلب من فلسطيني كان قد اقترب منه الابتعاد.

وأضاف الجيش الإسرائيلي "ردا على ذلك، بدأ الفلسطيني في التصوير بهاتفه المحمول وسب الجندي، وأعقب ذلك مواجهة لفظية سرعان ما تحولت إلى مواجهة جسدية، ضرب خلالها الجندي الفلسطيني".

وعلق رايت قائلا إن البيان "يحرف" الأحداث التي أدت إلى الاعتداء.

وقال: "الجندي بدأ المواجهة. وعمرو لم يشتم ولم يتدخل، لكنه طلب منه فقط الاتصال بقائده".

وأضاف: "قبل الهجوم كان الجنود الآخرون يخشون التدخل على الرغم من أنني نبهتهم إلى أنه قد يخرج عن السيطرة".

وتظهر عدة مقاطع فيديو أخرى نشرها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أجزاء من اللقاء.

ماذا قال عمرو؟

قال عمرو على حسابه في موقع تويتر: "لم ألمس الجندي، وكانت يداي خلف ظهري، حتى لا أعطي له مبررا".

  • إدانة جندي إسرائيلي بقتل جريح فلسطيني
  • حكم بسجن جندي إسرائيلي 18 شهرا لقتله مهاجما فلسطينيا جريحا
تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على تلك التناقضات.

وقال المتحدث الدولي باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت: "الجندي لم يتصرف كما كان متوقعا، ولم يلتزم بقواعد السلوك للجيش الإسرائيلي. ولن يتردد الجيش الإسرائيلي، رغم الاستفزازات، في الحفاظ على أخلاقه وقيمه".

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي سجن بعد إجراء تحقيق أولي في سجن عسكري، وسيُوقف عن الخدمة القتالية الفعلية. وأضاف أن سجل خدمته في وحدته الحالية سينظهر فيه.

ووصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، وهو من اليمين المتطرف ويعيش في مستوطنة في ضواحي الخليل، الحكم في تعليق على تويتر، بأنه "وصمة عار".

وقال "أنا أؤيد الجندي الذي لم يلتزم الصمت تماما. والجنود يحتاجون إلى الدعم وليس إلى السجن".

ووصف عمرو بأنه "فوضوي، وكثيرا ما يضايق جنود الجيش الإسرائيلي في الخليل".

وغالبا ما تشهد مدينة الخليل التوتر مما يجعلها بؤرة للعنف. والخليل هي المدينة الفلسطينية الوحيدة في الضفة الغربية التي يعيش فيها مستوطنون يهود في قلب البلدة القديمة، وهي جزء من اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين وقع في عام 1997.

وقسمت الخليل إلى منطقتين تسمى إتش 1 و إتش 2. ويعيش حوالي 200 ألف فلسطيني في منطقة إتش 1 الخاضعة للسيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية.

لكن لدى إسرائيل سيطرة أمنية على منطقة إتش 2، حيث يعيش عدة مئات من المستوطنين اليهود المتشددين وأكثر من 30 ألف فلسطيني. وتتولى السلطة الفلسطينية فقط مسؤولية الشؤون المدنية للسكان الفلسطينيين الذين يواجهون قيودا مشددة على تحركاتهم عبر سلسلة من نقاط التفتيش الدائمة في المنطقة التي تديرها القوات الإسرائيلية.

وتضم الخليل موقعا دينيا متنازعا عليه، هو الحرم الإبراهيمي - أو القبر الإبراهيمي ويحظى بمكانة دينية خاصة لدى اليهود والمسلمون والمسيحيين باعتباره مدفنا لإبراهيم وإسحق ويعقوب. وهو ثاني أقدس موقع في اليهودية ورابع الأماكن المقدسة في الإسلام.

ويعرف عمرو في الخليل بوصفه ناشطا مناهضا للاحتلال. وهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة، وينظم كثيراً جولات في منطقة إتش 2 للصحفيين الإسرائيليين والدوليين والمنظمات غير الحكومية.

واعتقلته السلطة الفلسطينية أيضا بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي يقال أنها تنتقد السلطة كما اعتقلته إسرائيل مراراً.

وفي أواخر العام الماضي قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بإخراج عمرو من منزله في الخليل لمدة أسبوع بعد أن سجل مقطع فيديو لجندي إسرائيلي وهو يهدد المتظاهرين ويقول لناشط إسرائيلي يساري: "بن غفير سوف يجلب النظام إلى هذا المكان، وسوف ترون ما سيحدث لكم".

وفي اليوم نفسه رمى جندي إسرائيلي آخر ناشطا أرضا ولكمه في وجهه.

وحُكم على الجنديين بقضاء عقوبات قصيرة في الحجز العسكري، ودافع بن غفير عن الجندي الذي أدلى بتصريحات ساخرة.