أشاد السفير المكسيكي لدى القاهرة، خوسيه أوكتابيو تريب، بالعلاقات المصرية المكسيكية، مشيرًا إلى أنَّها جيدة ومتعددة وقوية، وشهدت تطورًا كبيرًا على جميع الأصعدة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة المجال الثقافي.

وأضاف سفير المكسيك في حواره لـ«الوطن» أنَّ مكانة مصر السياحية بما تضمه من مقاصد متنوعة ومقومات مناخية فريدة، تجعلها من أهم الدول المفضلة لدى السائح المكسيكي، كما تتمير بآثارها الفرعونية، التي تشهد على الإنجازات المذهلة عبر التاريخ.

وإلى نص الحوار،،،

ـ في البداية، كيف ترى العلاقات المصرية المكسيكية بشكل عام؟

العلاقات المصرية المكسيكية جيدة ومتعددة وقوية، وفي السنوات الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا على كافة الأصعدة، وخاصة المجال الثقافي، ونسعى لتقوية لتلك العلاقات خلال السنوات المقبلة، في كل المجالات.

ـ ما أبرز المجالات التي تشهد نشاطًا موسعًا بين البلدين؟

يشهد المجال الثقافي نشاطًا موسعًا بين مصر والمكسيك، إذ نخطط هذا العام لإقامة نشاط كل شهر، وفي السنوات الخمس الأخيرة، كنا ننظم 9 فعاليات ثقافية كل عام، ونظرًا لثراء الدولتين في هذا المجال، نجد أن الجانب الثقافي يأخذ حيزًا كبيرًا في التعاون المصري المكسيكي.

ـ ما أبرز التشابه بين الثقافة المصرية والمكسيكية؟

هناك تشابه كبير بين الدولتين رغم البعد الجغرافي الذي لم يؤثر على ذلك التشابه، وأبرز هذا التشابه يكمن في احتفاظ البلدين بالقيم الأسرية والدينية، فضلًا عن التفاخر دائمًا بالانتماء لكلا البلدين، إذ أن المواطنين هنا وهناك يفتخرون دائما بجنسيتهم، وعندما أقابل أي مواطن مصري هنا أجده يقول بكل فخر: «أنا مصري.. وأبويا مصري»، وهو نفس الشيء الذي نجده في دولتنا أيضًا.

كما يتشابه المصريون والمكسيكيون أيضًا في عشقهم ومتابعتهم لكرة القدم وحرصهم على مشاهدتها وتعلقهم بها رغم أي ظروف، فهي اللعبة التي بدأت مع المواطنين منذ صغرهم ومارسوها في الشوارع والساحات الشعبية.

ـ هل الفترة المقبلة ستشهد تطورًا في النشاط التجاري بين الدولتين؟

بالتأكيد، نعمل خلال الفترة الحالية على تقوية العلاقات الاقتصادية مع مصر، إذ نجد أن الاستثمارات حاليا في خط إيجابي وتصاعدي، كما تعد المكسيك هي أكبر وأهم مستثمر لمصر بين دول قارة أمريكا اللاتينية.

ولدينا شركات مصرية في المكسيك تعمل في مجال الطاقة والبترول؛ نظرًا لخبرات مصر المسبوقة في هذا المجال؛ ما يعكس مدى تطور العلاقات على المستوى الاستثماري.

ـ ما أبرز الأنشطة الاقتصادية المكسيكية في مصر؟

أبرز الصناعات التي تتميز بها بلدنا، هي صناعة الأسمنت وأيضًا لدينا خبراء في معالجة وتحلية المياه، إذ يوجد إحدى الشركات المكسيكية التي تعمل في مجال إدارة المياه بمنطقة أبو رواش وتبلغ استثماراتها بنحو 320 مليون دولار.

مصر لديها دوري قيادي وريادي في مجال الطاقة النظيفة

ـ ما أبرز السلع التي تستوردها دولة المكسيك من مصر؟

أبرز السلع التي تستوردها المكسيك من مصر تتمثل في الأسمدة والتوابل والملابس المصنوعة من القطن المصري، كما تستورد مصر من المكسيك الهواتف المحمولة وأجزاء من قطع السيارات وقطع غيار تكنولوجية أيضًا.

ـ حدثنا عن نتائج آخر بعثة تجارية مكسيكية لمصر؟

هناك العديد من البعثات التجارية المكسيكة التي زارت القاهرة مؤخرًا، ولكن من أبرز نتائج البعثة الأخيرة، أن هناك شركة مكسيكية عالمية كبرى تدرس إقامة مشروعات عدة لها في مصر، وسنعلن كل تفاصيلها قريبًا.

ـ حدثنا عن دور الغرفة التجارية المكسيكية العربية؟

هي غرفة مقرها في المكسيك، ومكونة من مجموعة من رجال الأعمال هدفها الرئيسي تشجيع العلاقات التجارية بين المكسيك وجميع دول الوطن العربي، كما استقبلت سفارة المكسيك، وفدًا من تلك الغرفة وبحثنا تنظيم زيارة لبعثة من رجال الأعمال المصريين إلى المكسيك خلال العام المقبل.

نعمل خلال الفترة الحالية على تقوية العلاقات الاقتصادية مع مصر

ـ في القطاع السياحي.. لماذا يفضل السائح المكسيكي مصر عن غيرها من الدول الأفريقية والعربية؟

إن مكانة مصر السياحية بما تضمه من مقاصد متنوعة ومقومات مناخية فريدة، تجعلها من أهم الدول المفضلة لدى السائح المكسيكي، كما تتمير بآثارها الفرعونية، التي تشهد على الإنجازات المذهلة عبر التاريخ، وعندما أذهب إلى أي مكان في مصر، وخاصة الأقصر وأسوان، أجد الكثير من السائحين المكسيكيين، إذ أنهم يفضلون السياحة الثقافية، ويركزون أكثر على زيارة الأهرامات والمعابد والمتاحف.

ـ بالنسبة للحدث الأهم في عام 2022 وهو مؤتمر المناخ.. ما تقييمك لاستضافة مصر له؟

مصر لعبت دورًا مهمًا جدًا في إنجاح هذه القمة، وأبرز تلك الأشياء إنشاء «أبليكشين»؛ لكل المشاركين؛ لتوفير كل ما يتعلق بمؤتمر المناخ بشكل يومي وآخر التطورات والأحداث، ويساعد في التعاون في مجال البيئة، كما تمتلك مصر قطاعًا من الدبلوماسيين الأكفاء، وكانوا على استعداد وتواصل لتقديم كل الخدمات والتيسيرات من أجل إنجاح القمة.

أبرز السلع التي تستوردها المكسيك من مصر تتمثل في الأسمدة والتوابل والملابس المصنوعة من القطن المصري

ـ كيف شاركت المكسيك في قمة المناخ؟

المكسيك أيدت كل النقاط الأساسية التي اقترحتها مصر بشأن مؤتمر قمة المناخ، وخاصة القرارات المتعلقة بشأن تقليل إصدارات غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى توفير المزيد من التمويل الدولي من قبل البلاد المتقدمة اقتصاديًا إلى الدول النامية لتحقيق أهدافها في مجال والبيئة ومواجهة التغيرات المناخية، وتحقيق نقل نوعي في مجال استخدام الطاقة والانتقال من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ.

ـ ما الخطوات التي اتخذتها المكسيك للتغلب على التغيرات المناخية؟

اتخذنا الكثير من الخطوات لمواجهة تلك الأزمة، أبرزها التشجيع على استخدام الطاقة البديلة، والتكيف مع التحديات التي تنتج عن التغيرات البيئية، من بينها ترشيد استهلاك المياه لمواجهة الجفاف الذي تشهده المكسيك بدرجة كبيرة، والقضاء على ظاهرة «رش المياه في الشوارع»، وأيضًا إهدار مياه والمجاري والأمطار والعمل على الاستفادة منها.

كما نعمل حاليا على زيادة المساحات الخضراء من خلال زراعة مليون شجرة؛ اقتداءً بالمبادرة المصرية زارعة «100 مليون شجرة»، بالإضافة إلى تطبيق مبادرة إحلال السيارات باستخدام الغاز الطبيعي بدلا من السولار، إذ أن مصر لها دوري قيادي وريادي في الطاقة النظيفة.