ورشة شرق السودان.. ردود فعل متباينة


قوبلت ورشة خارطة طريق الاستقرار السياسي والأمني والتنمية المستدامة في شرق السودان المنعقدة في الخرطوم، بردود فعل متباينة من مكونات الإقليم، ففيما رأى كثيرون أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، قلل فاعلون بالشرق من قيمتها ومخرجاتها المنتظرة!!

الخرطوم: الفاضل إبراهيم

ردود فعل مختلفة أثارتها ورشة خارطة طريق الاستقرار السياسي والأمني والتنمية المستدامة في شرق السودان التي عقدت بقاعة الصداقة برعاية الآلية الثلاثية.

وشهدت الورشة شهدت مشاركة نحو (600) مشارك، (30%) منهم يمثلون القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري، و(70%) من المجتمع المدني بشرق السودان والأحزاب غير الموقعة والإدارات الاهلية والقيادات الدينية ولجان المقاومة والمنظمات الشبابية وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة والنقابات وصناع الرأي العام والأكاديميين.

فيما قاطع المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الورشة وأعلن عن ورشة موازية.

الأمين شنقراي

قضية مفصلية

واعتبر القيادي المعروف بشرق السودان د. الأمين شنقراي في إفادته لـ«التغيير»، أن الورشة تمثل أهمية كبيرة جداً في ترسيخ الحكم الديمقراطي المدني القادم.

وقال: «هي مفصلية وتاريخية وستضع القضية في إطارها الصحيح وتجمع كل التباين في شرق السودان في قاعة واحدة للوصول لبدايات جيدة لحلول متفق عليها».

وشدد شنقراي على ضرورة مد الأيادي لكافة المقاطعين للورشة وفتح القلوب على الآخرين.

وأضاف: «نتطلع لسودان يسع الجميع يجب أن نذهب إلى المقاطعين في مكانهم مهما كلفنا ذلك والجميع يتذكر ما حدث في الجنوب. يجب أن نصل لاتفاق مع الغاضبين».

الإدارة الأهلية

وأشار شنقراي إلى أن دور الإدارة الاهلية في الفترة القادمة له علاقة بدرجة المؤسسية داخل الأحزاب، فبمقدار ما تنقص المؤسسية داخل الأحزاب وتضعف كما هي الآن، تصبح هنالك حوجة لجسم يسمع صوت المواطن خاصة في الأرياف والجسم هذا حالياً هو الإدارة الأهلية.

وقال: «الدولة الآن باتت كالسلطنة الزرقاء تقودها القيادات القبلية بعد أن تكسرت الجهات التي كانت تقوم بهذا الدور».

وأضاف: «الإدارة الأهلية لن تحل بواسطة قرار سياسي بل أن بناء مؤسسات سياسية محترمة سيحدث بعدها تحول بشكل طبيعي».

وشدد شنقراي على عقد منبر منفصل في شرق السودان عقب الورشة يناقش التفاصيل الدقيقة لجهة أن الورشة تشكل البداية لحل الأزمة.

الناظر ترك

اتهام بالاستقطاب

لكن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك، وصف ورشة شرق السودان التي تنظمها الآلية الثلاثية بأنها تشابه مؤتمر جوبا من حيث أنها مدفوعة التكاليف ولا تخاطب جذور المشكلة- حسب تعبيره.

وقال لـ«التغيير»: «الآلية حاولت استقطاب أهل الشرق وأرسلت طائرتين واحدة لكسلا والأخرى لبورتسودان لنقل مشاركين في الورشة إلا أن اهل الشرق رفضوا المشاركة وارجعوا الطائرات شبه فارغة وكانت ستحدث مشكلة كبيرة لولا تدخلنا».

واتهم ترك الآلية الثلاثية باستقطاب بعض المحسوبين على الشرق للمشاركة في الورشة، ووصف ذلك بالتمثيلية، وقال: «المشاركة يجب أن تكون لكافة أهل الشرق وليس مجموعات محددة».

وأضاف: «نحن ما بهمونا مبعوثين ولافي زول بخوفنا وبجبرنا على شي نحن لا نرغب به».

وأقر ترك بمشاركة بعض منسوبي المجلس من المقيمين في الخرطوم، لكنه قال: هؤلا مغيبين ولا يمثلون المجلس مطلقاً».

وأضاف: «هم لم يشاركوا حتى في الإغلاق وليس لهم ارتباط بالقضية».

فرصة مهمة

من جانبه، رأى الأمين السياسي لحزب التواصل بشرق السودان صالح أحمد في حديثه لـ«التغيير»، أن الورشة تمثل فرصةً لمناقشة قضايا الشرق وطرح الآراء بحرية تامة دون إملاءات عبر 6 أوراق.

ووصف الحديث عن أن الورشة كانت جاهزة وموجهة بواسطة الآلية الثلاثية بأنه عارٍ من الصحة وتكذبه التوصيات النابعة من نقاشات المشاركين والمجموعات.

ورجح أن غياب بعض المكونات عن الورشة- تحديداً نظارات البجا مجموعة ترك- نتيجة لموقفهم ورفضهم للاتفاق الإطاري.

وأضاف: «النظارة التي لم تشترك مباشرة هنالك أشخاص كثيرين يتبعون لهذه الأجسام مشاركين قدموا رأيهم وأخرجوا الهواء الساخن».

وتابع: «إذا تمسك هؤلاء برفضهم لن يؤثر في الورشة ومخرجاتها لكن عموماً كنا نود مشاركتهم في الهم العام للشرق، كانت فرصة الذي يفرط فيها من المؤكد أنه لا يريد حل المشكلة».

همرور حسين همرور

توقيت مناسب

من جهته، قال رئيس الجبهة الشعبية المتحدة- ولاية كسلا، عضو اللجنة العليا لاختيار المشاركين في الورشة همرور حسين همرور لـ«التغيير»، إن الورشة هي إحدى الورش المتفق عليها من قبل الموقعين على الاتفاق الإطاري.

وأضاف: «جاءت في وقت مناسب وجمعت كل أطياف الإقليم الشرقي واستهدفت كافة مكونات الشرق من إدارات أهلية، مهنيين، منظمات مجتمع مدني، مبدعين، فنانين، جهات حكومية وأصحاب مصلحة وأحزاب، جمعت كل هؤلا في قاعة واحدة في ظل الخلافات».

واعتبر همرور أن الورشة حققت نجاحاً كبيراً في ظل خطاب الكراهية وشفافية الطرح لدى المشاركين.

وقال: «في البداية كان المشاركون حذرين ومتنافرين لكن بعد ذلك انصهروا من خلال النقاش. وعقب النقاش والأوراق أصبحوا مجتمعاً واحداً رغم المدخلات الساخنة والنفس الحار».

وأشار إلى أن الورشة ناقشت فيها قضايا المنطقة ولأول مرة تعبر المرأة عن قضاياها وحقوقها بشكل واضح دون خوف.

أحلام المعارضين

واضاف همرور: «من يتحدثون عن فشل الورشة وأنها موجهة سياسياً هؤلاء هم الذين يقفون ضد التحول الديمقراطي ويتطلعون إلى استمرار الوضع الحالي لمصالهم الخاصة وقد قاموا من قبل بإغلاق الطريق القومي والميناء الرئيسي حتى تم اسقاط حكومة د. عبد الله حمدوك والآن يحلمون بعودة المؤتمر الوطني».

وتابع: «اللافت في ورشة قاعة الصداقة المشاركة الواسعة للنظار والعمد، هنالك ناظر الشكرية والحلنقة والبني العامر ووكيل ناظر الأمرأر وناظر الجميلاب، بعضهم تحدث علانية وأوضحوا موقفهم في وسائل الإعلام».

وأكد مشاركة الكثيرين من الرافضين للورشة والاتفاق الإطاري.

إدريس محمد سيدي فكي

خارطة طريق

بدوره، قال إدريس محمد سيدي فكي من التجمع الاتحادي بشرق السودان- كسلا لـ«التغيير»، إن الدعوة للورشة تمت بواسطة الآلية الثلاثية وناقشت وضع خارطة طريق لشرق السودان وقضايا التنمية والاستقرار السياسي والخدمات وإشكاليات شرق السودان عموماً.

وأضاف: «كنا نتطلع لحضور الجميع ولكن هنالك من قاطع، لا نقول إن مقاطعتهم غير مؤثرة لكن كنا نود حضور كافة أهل الشرق لتبادل الأفكار والآراء وإزالة الاحتقان لمصلحة الشرق والسودان».

وتابع: «لكن عموماً على مستوى الشكل العام للمكونات كلهم كانوا موجودين بحسب علمي ومعرفتي بأهل الشرق حتى ولو على المستوى الشخصي».

وسخر فكي من الحديث عن وجود توصيات جاهزة للورشة، وقال: «هذا كلام غير منطقي وصادر من جهات لديها أغراض».

عبد الله اوبشار

استمرار التهميش

مقرر المجلس الأعلى للنظارات- الجناح الآخر أوبشار عبد الله أكد لـ«التغيير»، وصول دعوة من الآلية الثلاثية للمشاركة في الورشة، وقال إنهم عقدوا اجتماعاً استباقياً مع الآلية وأوضحوا لهم رؤيتهم للحل، ولكن لم تتم الاستجابة لمطالبهم لذلك اعتذروا عن المشاركة.

واعتبر أن قضية شرق السودان تحتاج لقرارات وليس مؤتمرات وورش.

وقال: «من غير المنطقي أن هنالك قضية قديمة متجددة منذ ثلاث سنوات لا يجدوا لها حتى أرضية مناسبة للتفاوض».

ووصف الأطراف الموقعة على «الإطاري» بأنها تجاوزت مطالبهم.

واضاف: «أسلوب التحشيد للأطراف الموالية لها في مقابل تجاوز الأطراف أصحاب القضية.. بهذه الطريقة لن يحل مشكلة المظالم التاريخية كما حدث لأهل دارفور وجنوب كردفان».

واتهم أوبشار الحكومة بالاستمرار في سياسة التهميش وشراء الذمم لتمرير ما تريده.

مبروك عبد الله بركات

خطط للحل

وتوقع وكيل نظارة الرشايدة مبروك عبد الله بركات، أن تسهم الورشة في وضع خطط وخارطة طريق لشرق السودان يجتمع حولها أهل السودان والشرق.

وقال لـ«التغيير»، إن الأوراق شهدت نقاشاً مستفيضاً أفضى لوضع برنامج متكامل وخارطة لحل أزمة شرق السودان.

وأضاف: «أي شخص دعا لمقاطعة الورشة لا يريد الخير والتنمية لشرق السودان»، داعياً لجمع الصف والابتعاد عن الفتن بما يسهم في تشكيل حكومة مستقرة تمثل الجميع.

مبادرة جديدة

فيما كشف ناظر الشكرية أحمد محمد أبو سن، عن طرحه مبادرة يجري الإعداد لها لحل مشكلة الشرق من خلال منبر تفاوضي جامع لكافة مكونات الشرق بمن فيهم الذين لديهم تحفظات على العملية السياسية الحالية، حيث تجمع حالياً التوقيعات للمبادرة.

ناظر الشكرية أحمد محمد أبو سن

وأوضح أبوسن لـ«التغيير»، أن الدعوة ستوجه للعديد من الأطراف المدنية والأهلية «13 جهة حتى الآن».

وأضاف أن مرجعيات المبادرة ستكون اتفاق سلام جبهة الشرق ومسار الشرق بجوبا، بجانب مؤتمر سنكات ورؤية ناظر الشكرية لمسار الشرق وغيرها.

ودعا أبو سن لوقف التصعيد الإعلامي ومنع خطاب الكراهية ورأب الصدع بين القيادات الأهلية.

ولفت إلى أن الميثاق المقترح يشدد على وحدة الشرق بنسيجه الاجتماعي والحفاظ على الأمن والاقتصاد، على أن يتم تحديد المطلوبات من الحكومة المركزية.

تاريخ الخبر: 2023-02-16 03:23:36
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

بطائرات مسيرة.. استهداف قاعدة جوية إسرائيلية في إيلات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:16
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

بعد 3 سنوات من الحكم العسكري.. تشاد تجري انتخابات رئاسية الي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

5 نصائح للوقاية من التسمم الغذائي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

أمطار ورياح مثيرة للأتربة على عدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:23:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

"لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-06 06:22:22
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية