رغم عدم إعلان القاعدة رسمياً تعيين سيف العدل على رأس التنظيم، فإن الإدارة الأميركية أكدت ذلك وسبقها تقرير صادر عن خبراء بالأمم المتحدة أعلن توليه قيادة التنظيم.
لكن سيف العدل وهو ضابط سابق في الجيش مصري مفصول من الخدمة وليست له صورة حديثة، الأمر الذي أدى لخلط الأمر عند أجهزة مخابرات غربية بينه وبين زميله في التنظيم الضابط المفصول محمد إبراهيم مكاوي، الذي يقيم في منطقة نائية الآن على الحدود الباكستانية الأفغانية.
وروى نبيل نعيم قائد الجناح العسكري السابق لتنظيم الجهاد ورفيق أيمن الظواهري الزعيم السابق لتنظيم القاعدة لـ"العربية.نت" أن محمد صلاح الدين زيدان وهو من محافظة المنوفية اعتنق الأفكار المتطرفة خلال تردده على مسجد فجر الإسلام في مسقط رأسه.
متعصب وسريع الغضب
كما أوضح أنه كان حاداً وسليط اللسان وعقب فصله من الجيش المصري وخروجه من السجن في "قضية إحياء الجهاد" المعروفة بالقضية رقم 401، والتي اعتقل فيها الكثير من العناصر لمحاولة إحياء التنظيم المتهم باغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، سافر إلى أفغانستان وانضم للقاعدة.
وقال نعيم إن زيدان لم يكن محبوباً بين عناصر القاعدة ومعروف عنه أنه متعصب لرأيه، كما أنه سريع الغضب وشديد الانفعال واختلف مع الظواهري في بعض الأمور الفكرية والعقائدية ولذلك رفضه ونفر منه كافة القيادات الوسطى في التنظيم.
كذلك أضاف أن سيف العدل مرفوض من كافة هذه القيادات لتولي زمام الأمور في التنظيم، فضلاً عن علاقته بإيران وإقامته فيها وهي أمور ستجعله مجبراً على تحويل القاعدة لذراع إيرانية، رغم اختلاف المذهبية الدينية، ورغم مبدأ التنظيم الذي سار عليه وانتهجه منذ بن لادن بتجنب العمل لحساب دول وقوى إقليمية وحكومات.
إلى ذلك، أضاف نعيم أن الظواهري يعد آخر قائد للقاعدة حافظ على تماسك التنظيم دولياً، في حين أن سيف العدل سيتسبب في نهاية القاعدة وتحويلها لأداة مسلحة في يد طهران، وتحويل التنظيم لفروع إقليمية مثل الجزائر والمغرب واليمن والسودان والعراق وسوريا والصومال.
وأكد أن قيادات القاعدة وحسب المعلومات لن تسمح بتولي سيف العدل قيادة التنظيم وربما يحدث تناطح ومواجهات عنيفة وعاصفة بينهم بسبب هذا الأمر ، وسينتهي كل ذلك في النهاية إلى أفول القاعدة ونهايتها رسمياً.
في موازاة ذلك، يروي وجهة نظر مماثلة الدكتور عمرو عبد المنعم الباحث في تاريخ الجماعات الجهادية حول سبب رفض قيادات القاعدة لتولي سيف العدل قيادة التنظيم، وقال إن أتباع مجموعة الظواهري يرددون أن سيف العدل لا يملك كاريزما الشخصية القيادية الطبيعية والحضور القوي.
وهو وفق ما كشفت عنه رسائل في تنظيم القاعدة منها "رسالة قديمة من أسامة بن لادن"، أكد فيها أن سيف العدل المعروف بأبي خالد كان أقل تأهلاً من أقرانه، وتوقع أنه في حالة إذا ما حدث واستلم القيادة فسيكون لذلك تأثيرٌ سلبي على التنظيم في سوريا والداخل العراقي.
مقيم في إيران
كذلك أضاف عبد المنعم لـ "العربية.نت" أن "حجة مجموعة القاعدة الرافضة لسيف العدل ترجع لوجوده وإقامته في إيران لمدة تزيد عن عشرين عاماً وبغض النظر عما إذا كان مخيراً أو مجبراً، سجيناً أم حراً، فإن وجوده هناك يجعل من السهل التحكم به من قبل طهران لتحقيق مآربهم وكذلك حتمية اختراق التنظيم لو تولى القيادة العليا".
الأمر الثاني كما أوضح الباحث المصري حول سبب رفض قيادات القاعدة لتولي سيف العدل، هو أنه بعيد عن مسرح العمليات، لافتاً أن القائد والمفتي للتنظيم في عقل القواعد التنظيمية يجب أن يكون دائماً في قلب المعركة وأمام الجنود والقواعد التنظيمية، واحتماليات نسيانه لصعوبة الحياة والمشقات التي يتحملها ويعانيها أولئك المتواجدون على مسرح العمليات واردة عند سيف العدل.
وأكد أن رفقاء الظواهري يرون أن سيف العدل عاش وتمتع بنعومة وترف في إيران، وكل ذلك جعله غير مؤهل لفهم متطلبات قواعد القاعدة في الداخل أو ما يمرون به من تحديات في الخارج.
ثالث أكبر مسؤول بالتنظيم
يشار إلى أن سيف العدل يصنف بحسب الخبراء، بأنه أحد القادة العسكريين ثالث أكبر مسؤول بالتنظيم. وقد أقام العدل معسكرات تدريب تابعة للتنظيم في السودان وباكستان وأفغانستان في التسعينيات.
كما لعب دورا في واقعة نصب كمين لطائرات هليكوبتر أميركية في مقديشو عام 1993 والمعروفة باسم (بلاك هوك داون) "سقوط الصقر الأسود" والتي أودت بحياة 18 جنديا أميركيا.
وأُدرج على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الاتحادي حيث يواجه اتهامات بالتآمر لقتل مواطنين أميركيين وتدمير مبانٍ أميركية.
