أشاد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري بمستوى تفاعل الشعوب العربية والإسلامية مع "فاجعة تركيا وسوريا"، مشدداً على أن الزلزال المدمّر أثبت فعلاً أن الأمة "جسد واحد".

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول قال الشيخ صبري، وهو أيضاً رئيس الهيئة الإسلامية العليا، إن "ما حصل هو بمثابة فاجعة لتركيا وسوريا، بل للأمة العربية والإسلامية، لأن العرب والمسلمين يمثلون أمة واحدة وشعورهم وآلامهم واحدة وآمالهم واحدة".

وأضاف: "من شاهد آثار الزلزال يدرك قوة الإرادة الربانية في تحريكها للكرة الأرضية، ولا نستطيع أن نحلّل سبب وقوع هذه الزلازل هنا أو هناك، ولكن نحن كمسلمين علينا أن نتقبل هذه الفاجعة بثبات ورضا بقضاء الله وقدره".

وتضامناً مع تركيا، قدّم وفد من الهيئة الإسلامية العليا، أعلى هيئة شعبية إسلامية في مدينة القدس، التعازي في الضحايا للقنصلية التركية العامة بالقدس.

كما توافد فلسطينيون على بيوت للعزاء أُقيمت في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأُقيمت صلاة الغائب على أرواح الضحايا أكثر من مرة بالمسجد الأقصى والمساجد الأخرى في الأراضي الفلسطينية.

وأكّد الشيخ صبري أن "صلاة الغائب معبّرة تعبيراً رمزياً ودينياً عن تضامننا مع إخواننا في تركيا وسوريا، ونعتبر من الناحية الشرعية أن الضحايا هم شهداء".

وفي السادس من فبراير/شباط الجاري ضرب زلزالان جنوب تركيا وشماليّ سوريا، بقوة 7.7 درجة و7.6 درجة، إضافة إلى مئات الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلَّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

تفاعل مشجّع

وفي الأراضي الفلسطينية ودول عربية وإسلامية عديدة انطلقت حملات شعبية لجمع مساعدات مالية وعينية لمنكوبي الزلازل، وأطلقت دول كثيرة جسوراً جوية تحمل إمدادات إنسانية وفرق بحث وإنقاذ.

وبشأن الدعم الفلسطيني قال الشيخ صبري إن "هذه ليست غريبة على أهل فلسطين الذين يتفاعلون مع أي حدث يحصل في العالم العربي والإسلامي، ونحن نشكر ونثمّن جهود الإخوة المتعاطفين من أهل فلسطين مع الشعب التركي والشعب السوري".

كما أشاد الشيخ بدور العلماء في تهدئة الناس وحثّهم على التبرع والتطوع.

وأردف: "هذه مبادرات توعوية وتعاونية، ونحن نشكر كل الذين ساهموا، سواء على مستوى الدول أو الجماعات أو الأحزاب أو الأفراد".

ناقوس خطر

اعتبر الشيخ صبري أن "هذه الفاجعة هي ناقوس خطر للأمة الإسلامية من أجل أن تتوحد في مشاعرها وأن يقف بعضها إلى جانب بعض".

وتابع: "نقدم التعازي للشعبين التركي والسوري ولأهالي الضحايا، ونترحم على الشهداء، وندعو بالشفاء للجرحى، وبالثبات لمن نجوا بأن يتمكنوا من أن يحيوا حياتهم من جديد وأن يشكروا الله على نجاتهم من هذا الزلزال".

ومُشيداً بمستوى التجاوب مع الكارثة، ختم الشيخ حديثه بأن "المبادرات العربية والإسلامية جاءت حسب توقعاتنا، وفعلا أثبتت الأمة الإسلامية أنها جسد واحد وآلامها واحدة وآمالها واحدة".

TRT عربي - وكالات