تضامناً مع متضرري زلازل تركيا، أطلق صوماليون مبادرات رسمية وشعبية لجمع تبرعات عينية ومادية، لرد الجميل للشعب التركي الذي قدّم العون للصومال في محنته الإنسانية والأمنية.

وشملت جهود الاستجابة لدى الشعب الصومالي جميع المستويات، الرسمي والشعبي، إضافة إلى جهود منظمات مجتمعية أطلقت حملات لإنقاذ متضرري الزلازل.

ردّ الجميل

على المستوى الرسمي، قال وزير العدل الصومالي حسن معلم، إن "اللجنة التي شكّلها رئيس الحكومة (حمزة عبدي بري) جاءت بتوجيهات من رئيس الصومال حسن شيخ محمود، للوقوف إلى جانب الشعب التركي الشقيق ورد الجميل".

والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الصومالي تشكيل لجنة وطنية وزارية لدعم المتضررين من زلازل تركيا، مؤكداً في بيان أن الصومال "حكومة وشعباً يقف إلى جانب الشعب التركي، كرد جميل".

وأضاف معلم أن "الشعب التركي قدّم كثيراً للصوماليين في أصعب أوقاتهم، ولا بد من ردّ الجميل، على الأقلّ في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به الشعب في تركيا".

ونظّم عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة جلسات تأبين لضحايا زلازل تركيا، بينها بلدية العاصمة الصومالية مقديشو، في 9 فبراير/شباط الجاري، وجامعة مقديشو (خاصة)، في 11 من الشهر نفسه.

وتتصدر تركيا الدول الداعمة للصومال خلال أزماته الأمنية والإنسانية، وكان آخرها إرسالها أدوية وأطباء لعلاج مصابي تفجير تقاطع زوبي بالعاصمة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي راح ضحيته أكثر من 100 شخص.

دعم رمزي

وإلى جانب عمل اللجنة الوطنية لدعم المتضررين من زلزال تركيا، تستمر المبادرات المؤسساتية والفردية لجمع التبرعات، وتقديم العون لإخوانهم في تركيا.

وسلمت مؤسسة زمزم الخيرية (غير حكومية)، السفارة التركية في مقديشو ، شيكاً قيمته 50 ألف دولار، للمشاركة في دعم الشعب التركي الذي تضرر بفعل كارثة الزلازل.

وقال المدير العام للمؤسسة عمر جامع، إن "ما يواجهه الشعب التركي من تبعات زلازل أمر مؤلم جدّاً"، مشيراً إلى أن تبرعاتهم "مجرد مبلغ رمزي نسعى من خلاله أن نعبر عن تضامننا مع تركيا حكومة وشعبا".

وأضاف جامع للأناضول: "نعلم أن احتياجات الشعب التركي كثيرة في هذه الحالة، ونحن كشعب صومالي نريد تقديم كل ما في وسعنا ردّ جميل للشعب التركي الذي وقف إلى جانبنا عند الشدائد".

من جهتها أطلقت "رابطة خريجي الصومال في الجامعات التركية"، حملة تبرعات مالية لمساعدة منكوبي الزلازل.

وقال عضو الرابطة ياسين إبراهيم للأناضول: "استفدنا من المنح التركية، ودرسنا في الجامعات التركية مجاناً، وسط ترحيب من الإخوة الأتراك، لذا علينا أن نردّ الجميل للشعب التركي، وأن نقدّم شيئاً يعكس لهم مدى تضامننا على الأقل".

وأشار إلى أنه تبرع بنصف راتبه لحملة التبرعات التي أطلقها اتحاد خريجي الجامعات التركية، تعبيراً عن دعمه ووقوفه إلى جوار "الشعب التركي الشقيق".

وأحدث زلزال تركيا حالة تعاطف واسعة في أوساط الصوماليين، بخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين تعبير عن التضامن بالدعاء والتضرع إلى الله، وحثّ للشعب والحكومة على التحرك لدعم إخوانهم الأتراك.

TRT عربي - وكالات