ركن نقاش

رؤساء تحرير سودانيون: قامات وعلامات!!

عيسى إبراهيم

** دلفت إلى عالم الصحافة من باب التدقيق اللغوي وسهل لي أمر الدخول إلى ساحة صاحبة الجلالة السلطة الرابعة (السياسية والقضائية والتنفيذية والرقابية) العزيز المرحوم عبد اللطيف عمر حسب الله القامة الجمهورية حيث حللت مكانه عدة مرات في جريدة الصحافة مصححاً وكان رئيس تحريرها القانوني فضل الله محمد (كلميني يا مرايا) ونائبه نور الدين مدني!!..

** فضل الله محمد (صحيفة الخرطوم) هاجرت صحيفة (الخرطوم) لتصدر من القاهرة وعند عودتها من القاهرة إلى السودان رشحني الأخ عبد اللطيف عمر وكان رئيس قسم التصحيح بها فرافقته والعزيزة نعمات قرني في مجال التصحيح الذي كان عن طريق التصحيح على مطبوعات قابلة للمراجعة.. غلبت على الأستاذ فصل الله محمد خلفيته القانونية التي تجعله على علم بما هو مسموح وما هو غير.. ومن هنا كانت الصحيفة مؤمنة من مزالق النشر وإن أكسبها ذلك شيئاً من الحيطة والحذر في نشرها.. راسل الصحيفة أحد الكتاب من مغتربه في السعودية واحتج ذات مرة على ظهور بعض الأخطاء في أحد مقالاته فكتبت استراحة بشأن احتجاجه كان عنوانها “بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة” وكان قد طلب ألّا تصحح مقالاته.. وحينما رد علي معاتباً أردت أن أرد عليه فمنع فضل الله ردي من النشر!!..

** آمال عباس (الرأي الآخر) رئيسة تحرير قامة صقلتها احتكاكاتها بالعمل السياسي وتجاربها في الاتحاد الاشتراكي إبان عهد نميري المايوي (مايو 69 إلى أبريل 85) عملت معها في مجال التدقيق اللغوي ثم بدأت في كتابة المقالات وعمود (ركن نقاش)، آمال بطبعها رقيقة وسلسة في إدارتها لا تتدخل إلا نادراً وهي قارئة ممتازة ودقيقة في ملاحظاتها وكانت في إدارتها للتحرير كالنسمة دائمة الابتسام!!..

** كمال حسن بخيت (صحيفة الأضواء) انتقلت إلى صحيفة (الأضواء) في مجال تخصصي اللغوي وكان المليونير “صلاح إدريس” هو مالك الصحيفة.. وتلاسنا وكان كلفاً بالشعر والغناء ولم يعجب عثمان فضل الله رئيس قسم الأخبار ردي وتلاسني مع ود إدريس، ليه ما عارف؟!!..

** فيصل محمد صالح (صحيفة الأضواء) ورث الأستاذ فيصل رئاسة التحرير بعد أ/ كمال ح بخيت وهو شرقاوي من بورتسودان إذ كان والده يعمل بمحلج الثغر ومكان سكنهم “بيوت المحلج” المتاخمة لحي “سلبونا” حيث نسكن في بيوت ديم التجاني الملاصقة للحي المذكور..

زاملت فيصل حين كان مديراً للتحرير في صحيفة (الخرطوم) ثم كرئيس تحرير للأضواء وهو كفاءة صحفية مقدرة.. اعتدت في مجال التصحيح أن اقرأ ما هو مجموع مباشرة دون الاستعانة بالأصل حيث من قراءتي اكتشف اختلالات الكتابة فألجأ للأصل لأعرف مصدر الخلل وأصححه وفي ذات مرة فط الجميع فقرة كاملة وهنا لا يمكن استدراك الخلل لأن الكتابة من واقع التناسق في المعنى لا تؤثر فيها الفطة فراجعني فيصل بأن هناك فقرة كاملة في المقال فأخبرته بطريقتي في التصحيح وأن المشكلة هنا من الجميع لم يقتنع فيصل ولم اتراجع عن تبريري وغادرت الصحيفة مغاضباً!!.. ولكنه راجعني فرجعت ويا دار ما دخلك شر!!..

** محجوب عروة (صحيفة السوداني) عملت بصحيفة (السوداني) وفاتني أن أقول إنه منذ التحاقي بصحيفة (الخرطوم) بدأنا التصحيح على جهاز الكمبيوتر.. الحادثة الطريفة الأولى في صحيفة (السوداني) أنني صححت مادة واخطأت في كلمة “لم يتسن بمعنى لم يتمكن من” فمررتها كما جاءت من الجمع بالثاء وليس بالسين ولم يتثن من التثني “وفتاة قد تثنت كقضيب الخيزران قلت ما يثنيك قالت ليس لي والله ثان” وفيما أظن جاء صاحب المادة لعروة وهو يتراقص بجسده ويقول له: لم يتثن يا عروة لم يتثن فجاءنا عروة غاضباً متسائلاً عن من الذي صحح المادة وكنت رئيساً لقسم التصحيح وحينما علم أن من صححها أنا انصرف واتخذ قراراً بازاحتي من الرئاسة وأعطاها للزميل “الدرفون” منتصر أحمد النور الآن هو مدير قناة سودانية “24”..

وفي (السوداني) كنا في المكتب الفني حيث الجمع والتصحيح والتصميم النهائي للصحيفة.. مدير المكتب الفني ابن اخت لمحجوب عروة.. في ذات مرة رجع لي عمود عروة “قولوا حسنا” عدة مرات إذ كان عروة يعدل عموده مرات كثيرة خلال اليوم بعد التصحيح فاحتجيت وطلبت أن يأتي العمود بعد أن يكون عروة قد جعله في صورته الأخيرة، لم يعجب احتجاجي مدير المكتب الفني فعمل على نقلي من الوردية النهارية إلى الليلية التي غادرتها قبل أيام فرفضت وتم فصلي من صحيفة (السوداني)!!..

** نجيب نور الدين (صحيفة الاقتصادية)، نجيب مع رئاسته لتحرير (الاقتصادية) كانت له برامج في قناة التلفزيون القومية تعنى بالفن والفنانين..

عملت في (الاقتصادية) في مجال التدقيق اللغوي وكتبت عمودي “ركن نقاش” فيها.. وأجمل ما فيها كانت المجموعة متجانسة ومتقاربة إذ تزاملنا في عدة صحف قبل الاقتصادية مثل المصمم الفني عبد الناصر وبرفقته عصابة الصحف وهم مجموعة من الزملاء أقرباء بعض وخفيفي الظل وعملت بالجمع على الكمبيوتر!!..

eisay1947@gmail.com