هل تراجعت الذائقة الفنية والاهتمام بالرموز لدى شباب السودان؟


هل تراجعت الذائقة الفنية والاهتمام بمعرفة الرموز الفنية والسياسية والتاريخية لدى جيل اليوم من الشباب السوداني، سؤال طرحته «التغيير» وحاولت الإجابة عليه عبر استطلاع نماذج شبابية متنوعة!

التغيير: عبد الله برير

أظهر استطلاع «التغيير» وسط بعض النماذج الشبابية السودانية، ما يمكن تسميته تراجعاً جزئياً في الذائقة الفنية لدى الجنسين، ونفوراً من الاستماع إلى كبار الفنانين المعروفين تاريخياً، مع ضعف الإلمام بمعرفة بعض الرموز والأسماء التاريخية في البلاد.

ومع ذلك، حافظ بعض عمالقة الفن السوداني على مكانتهم وسط الشباب غير أنها مكانة مهدّدة بالانزواء مع ظهور أنماط جديدة من الغناء وعدد من فناني الربابة ومطربي الحفلات.

وبدا عدد من الشباب- ضمن الشريحة التي استطلعنها «التغيير»- غير راغب في الحديث عن الرموز التاريخية في السودان، وربطوا ذلك بالحالة السياسية في سودان اليوم، واعتبروا أن الأسلاف من النخب السياسية هم أحد الأسباب في تدهور الأوضاع الحالية.

معرفة ضئيلة

أشجان عبد العظيم- جامعة الخرطوم، قالت لـ«التغيير»، إنها محبة للغناء السوداني والفنانين القدامى الذين أدوا أغنيات قريبة من القلب- على حد تعبيرها.

وأضافت: «أحب عثمان حسين وإبراهيم عوض وإبراهيم حسين والكابلي وبادي محمد الطيب ومحمد وردي وعائشة الفلاتية بالإضافة إلى الفنان الراحل محمود عبد العزيز».

وحول الرموز السياسية السودانية، أقرت أشجان بأنها لا تعرف عنهم سوى ما قرأته في المدارس.

وقالت: «إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد المحجوب والصادق المهدي لا أعرف عنهم سوى صفحات درستها مجبورة ولاحقاً أدركت أن التاريخ شبه مزيف غير أنني أحببت الراحل دكتور جون قرنق لأنه كان محباً لبلاده وللوحدة»- حسب تعبيرها.

مازن عبد الله

أما مازن عبد الله وهو طالب بجامعة الجزيرة- وسط السودان، فذكر أن معرفته بالرموز التاريخية في السودان ضعيفة.

وقال: «أكاد أعرف بعض المعلومات البسيطة عن رموز السودان وهنالك أشخاص لم أسمع بهم مثل الشريف الهندي».

كذلك، قال مصعب إدريس وهو طالب بجامعة النيلين، إنه لا يفضل فناناً معيناً يستمع إليه، بل يهتم بالأغنية في حد ذاتها بحيث تكون محتوية على معنى- حسب قوله.

وأضاف: «أفضل الغناء السوداني على الغناء الغربي لأن الأول يخاطب الوجدان وهو قريب من حيث اللغة والمواضيع المتناولة».

وأضاف: «لا أعرف الشريف الهندي ولا محمود محمد طه، وأعتقد أن الأخير أحد الأدباء السودانيين».

وأشار إدريس إلى معرفته بمحمد أحمد المحجوب، وقال إنه كان رئيساً للوزراء، في وقت لم يتعرف فيه على عبد الخالق محجوب.

من جهته، قال عمر التجاني وهو خريج جامعة الخرطوم- كلية الدراسات التقنية، إنه يفضل الغناء السوداني الذي يغنيه الشباب من أعمال كبار الفنانين.

وأكد التجاني معرفته بزعيم حزب الأمة الراحل الإمام الصادق المهدي، وقال إنه غير راضٍ عما قدمه للبلاد، فيما وصف الزعيم الأزهري بأنه كان بذرة خراب الدولة السودانية- على حد تعبيره.

غاندي

ويقول الشاب محمد غاندي: لا أعرف الفنانين الكبار وأفضل الغربي.

اعرف عن الأزهري انه كان من البرلمان ومن الذين رفعوا العلم من داخل البرلمان.

فيما تقول سارة محمد وهي طالبة جامعية، بأنها تعرف بعض الرموز من الفنانين الكبار غير أنها لا تستمع إليهم وحتى إن حدث ذلك فهي تعجب بالكلمات والألحان سواء كان المؤدي فنانا شابا أو غير ذلك.

وفيما يخص الرموز التاريخية للسودان، نفت سارة معرفتها بمحمد أحمد المحجوب وعبد الخالق محجوب.

سمات المجتمع

ويرى أيمن عبد النبي أحمد – اختصاصي علم النفس أن المزاج العام أو الذائقة الفنية والاعتداد بالرموز الوطنية واحداً من المؤشرات العامة لظرفي الزمان والمكان ويعكسان حالة المجتمع ككل سموه أو تدنيه.

أيمن عبد النبي

ويضيف: وبالتالي سمو الفن وارتقائه أو تدنيه وانحطاطه لا ينفصل أو يشذ عن القاعدة العامة لصفات أو سمات ذلك المجتمع.

وينسحب الأمر بحسب عبد النبي، كذلك على تواصل الأجيال والمعرفة العميقة والاعتداد بالرموز والأعلام في السياسة أو الفن؛ فالجيل الحالي يظل محبط من الواقع وفاقد للنموذج والقدوة في مجتمع متراجع في كلياته، فتكون التشوهات والتدني في نوع الغناء وكلماته مثلاً والإيقاعات والجمل الموسيقية كبيرة ومسيطرة على المشهد وتخاطب الغرائز والجسد قبل أن تخاطب الروح والعقل.

يختم أيمن بالقول :طوق النجاة لدى المستنيرين أصبح في الانفتاح على العالم الخارجي والإقتداء بالرموز العالمية في كل المجالات من الكثيرين الذين يخرجون عن الطوق المحلي المحدود ويلجئون للعالم الأرحب.

تاريخ الخبر: 2023-02-18 15:23:38
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية